مع توقف مباحثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني، تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل لاتخاذ خطوات مناسبة لهما حال فشلت المفاوضات.
من هذا المنطق، زار مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك ساليفان، إسرائيل حاملا في زيارته رسائل عديدة لإيران ودول المنطقة، بعد لقائه الرئيس الإسرائيلي، ورئيس الوزراء ووزيري الدفاع والخارجية.
وتوقع ساليفان نفاد الجهود الحالية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد خلال أسابيع، مؤكدا على تحديد وقت بعينه، لافتا إلى أن الولايات المتحدة ستبحث خلف الأبواب المغلقة أطرا زمنية ليست بالطويلة، ربما تمتد لأسابيع.
واشنطن ورغم قلقها من ردود الفعل الإيرانية الخاصة بزيادة أطر استخدامات النووي، إلا أنها في نفس الوقت تريد حلا يرضي جميع الأطراف، ويحافظ على حليفتها الأولى في منطقة الشرق الأوسط، إسرائيل، في ظل استمرار عمل إيران في برنامجها النووي، بعد انسحاب الإدارة الأمريكية السابقة من الاتفاق.
في هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، مصدق بور، إن كل ما يقال حول خطوات ستتبع ضد إيران من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل "هي مجرد حرب نفسية"، موضحا أنهم "ليس لديهم أي بديل سوى التفاوض مع إيران أو الاستمرار في الحظر".
ولفت إلى أن "إيران تستعد لاحتواء تداعيات هذا الحظر وتأثيره من خلال جملة من السياسات فيما يتعلق بتحسين الوضع الاقتصادي والانضمام إلى تحالفات اقتصادية بالتوجه نحو شرق آسيا وتحسين العلاقات مع دول الجوار".
وذكر أن "الملف النووي الإيراني ليس خطرا على المنطقة، بل هو مجرد ذريعة لإسرائيل"، موضحا أن "هناك خطر كبير تواجهه إسرائيل اليوم، يتمثل في الفراغ الجيوسياسي الذي ستتركه الولايات المتحدة في المنطقة، وبالتالي يريد الإسرائيليون ملء هذا الفراغ، وهو ما تتطلع إليه إيران أيضا".
ومن جهته قال أستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب، إن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي لإسرائيل تأتي بعد فتور في العلاقة بين الجانبين نتيجة إصرار إسرائيل على تنفيذ عمليات مباشرة مع إيران.
وذكر أن الزيارة تأتي لترتيب المواقف بين الولايات المتحدة وإسرائيل لمواجهة إيران حال فشلت مفاوضات الاتفاق النووي، وهو استمرار لزيارة بينيت لواشنطن في أغسطس الماضي وطرحه عمليات متدرجة ضد إيران.
