مع ارتفاع موجة الإصابات بكورونا عالميا، تظهر معطيات جديدة قد تشير إلى أن متحور "أوميكرون" (Omicron) ليس "خفيفا" تماما كما كان يعتقد، فما آخر المعطيات حول أوميكرون وفحوصه؟ الإجابات هنا مع نصائح حول الرعاية المنزلية لمرضى كورونا.
منظمة الصحة العالمية: أوميكرون قد يكون أقل خطورة لكن أعراضه ليست خفيفة
نبدأ مع منظمة الصحة العالمية، إذ قال مسؤولون أمس الخميس إن سلالة أوميكرون الأسرع انتقالا وأشد عدوى تتسبب فيما يبدو في أعراض مرضية أقل خطورة من المتحور "دلتا" (Delta)، وهو النسخة المهيمنة على مستوى العالم.
لكنهم أضافوا أنه لا ينبغي تصنيف الإصابة بأوميكرون على أنها "خفيفة".
وقالت رئيسة الرعاية الصحية السريرية بمنظمة الصحة العالمية جانيت دياز إن الدراسات الحديثة تكشف أن احتمالات الدخول إلى المستشفيات عند الإصابة بمتحور أوميكرون أقل مقارنة بالمتحور دلتا.
وأضافت في إفادة صحفية من مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف، أنه على ما يبدو أيضا أن احتمالات الإصابة بأعراض حادة منخفضةٌ لدى كل من الشباب والرجال الأكبر سنا من هذه المرحلة.
وتتماشى التصريحات بشأن انخفاض درجة خطورة المرض مع بيانات أخرى، منها دراسات في جنوب أفريقيا وإنجلترا.
ولم تدل بأي تفاصيل عن الدراسات أو أعمار الحالات التي تمت دراستها.
ويبقى تأثير متحور أوميكرون على كبار السن أحد الأسئلة الكبرى التي تبحث عن إجابة، إذ إن معظم الحالات التي تمت دراستها حتى الآن كانت بين صغار السن والشباب.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانون غيبريسوس في الإفادة الصحفية نفسها في جنيف "بينما يبدو المتحور أوميكرون أقل خطورة مقارنة بدلتا، وخصوصا بين من تلقوا التطعيم، فإن هذا لا يعني تصنيفه على أنه حالة خفيفة".
وأضاف "أوميكرون، مثله مثل النسخ السابقة، يؤدي إلى النقل للمستشفيات ويودي بحياة الناس".
كورونا ليس له دماغ ولكنه يستغل الفرصة
في إجابته عن سؤال موقع "ستات" للأخبار الصحية (health news site Stat) حول الدروس المستفادة من مكافحة الوباء خلال العامين الماضيين وأكبر الأخطاء المرتكبة، قال مدير برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايك رايان إن "أكبر فشل جماعي هو تقليلنا من شأن هذا الفيروس. هذا الفيروس لا يملك دماغا، وإنما يستغل ما لديه من فرص من وجهة نظر تطورية. وقد منحناه باستمرار وإصرار هذه الفرصة"، وذلك وفقا لتقرير في صحيفة "واشنطن بوست" (Washington post) الأميركية.
وأضاف رايان "كانت هناك ضغوط اجتماعية واقتصادية وسياسية هائلة للعودة إلى الوضع الطبيعي. وقد حاولت الحكومات مرارا وتكرارا العودة إلى الوضع الطبيعي وتسرعت من خلال فتح الحدود في وقت مبكر للغاية".
وأعرب عن أسفه لـ"فقدان الثقة" في قادة الحكومات وسياسات الصحة العامة، مشيرا إلى أنهم "لم يقنعوا الناس حقا أو يشجعوهم على الاستمرار في اتباع هذه التدابير الأساسية لتقليل مخاطر العدوى. أعتقد أن هذه المشكلة قائمة طيلة فترة مكافحة الوباء".
الاختبارات السريعة الشائعة قد تخفق في كشف أوميكرون في الأيام الأولى
تشير دراسة جديدة إلى أن اثنين من اختبارات المستضدات السريعة ذاتية الاستخدام، قد يفشلان في الكشف عن بعض حالات الإصابة بالمتحور أوميكرون حتى عندما يكون مستوى الحمولة الفيروسية في الجسم مرتفعا.
في مقالهما الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية، تطرقت الكاتبتان إميلي أنثيس وكريستينا جيويت إلى دراسة لم تراجع بعد من قبل الأقران (أي لم يراجعها علماء آخرون ولم تنشر في مجلة علمية محكمة بعد) شملت 30 شخصا مصابا بالفيروس في 5 أماكن عمل تفشى فيها المتحور أوميكرون خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي. وقد أجرى المشاركون اختبار تفاعل البوليمراز المتسلسل "بي سي آر" (PCR) الذي يكون عبر تحليل اللعاب واختبار المستضدات السريعة باستخدام مسحات الأنف.
أظهرت الدراسة أنه بعد ظهور نتيجة إيجابية عقب اختبار تفاعل البوليمراز المتسلسل، يستغرق الحصول على النتيجة ذاتها بعد اختبار المستضد السريع 3 أيام في المتوسط. وفي 4 حالات، نقل أشخاص الفيروس لآخرين، في حين أظهر الاختبار السريع نتيجة سلبية، وذلك حسب دراسة أجراها عدد من أعضاء مجموعة عمل كوفيد-19 للرياضة والمجتمع.
من غير الواضح ما إذا كان السبب وراء عدم اكتشاف الفيروس يعود إلى أن اختبارات المستضد بطبيعتها أقل حساسية لأوميكرون، أو أن اختبارات اللعاب قد تكون أفضل في اكتشاف المتحور الجديد.
هذه النتائج متسقة مع الأدلة الأولية الأخرى التي تشير إلى أن الاختبارات ذاتية الاستخدام التي اعتمد عليها العديد من الأميركيين باستخدام مسحة الأنف قد تفشل في اكتشاف بعض حالات أوميكرون في الأيام الأولى من الإصابة.
ويؤكد الباحثون أنهم شاركوا نتائجهم مع المسؤولين الفدراليين، بما في ذلك البيت الأبيض وإدارة الغذاء والدواء ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، عندما كان الفيروس يتفشى خلال الشهر الماضي. وحسب مؤلف الدراسة ورئيس مجموعة العمل الدكتور روبي سيكا فـ"إنهم يدركون أن اختبار المستعضد يعاني من أوجه قصور عديدة".
ومن بين التفسيرات المحتملة للنتائج أن أوميكرون يتكاثر بشكل أسرع أو في وقت أبكر في الحلق والفم مقارنة بالأنف.
وفقا لجيجي غرونفال، أخصائية المناعة وخبيرة الاختبارات في كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة، فإنه "قد يكون هذا مؤشرا على أن الحلق هو المكان الفعلي الذي ينمو فيه الفيروس أولا. لذلك خلال البحث عن الفيروس، قد تجد الاختبارات المزيد من منه بشكل أسرع في مسحة الحلق بدلا من الأنف".
أفادت تقارير بأن بعض الأشخاص الذين أجروا الاختبارات السريعة لمسحات الأنف وكانت نتائج اختباراتهم سلبية، تلقوا نتيجة إيجابية عندما أخذت المسحات من الحلق.
وبالنظر إلى سرعة تكاثر المتحور أوميكرون، فإن فرص رصده قبل أن يبدأ في الانتشار تكون قليلة، وهذا يعني أنه على الأشخاص بعد الاشتباه في التقاط العدوى وقبل الاختلاط بالناس في تجمع أو مناسبة معينة إجراء اختبار. وربما يحتاجون أيضا إلى إجراء اختبارات أكثر، وهو أمر صعب في ظل نقص الاختبارات.