18.94°القدس
18.8°رام الله
18.3°الخليل
21.97°غزة
18.94° القدس
رام الله18.8°
الخليل18.3°
غزة21.97°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

النقب.. التمييز العنصري ومساعي التهويد فجرت الاحتجاجات

.jpg
.jpg
وكالات - فلسطين الآن

تتواصل هبات سكان النقب الفلسطيني المحتل ضد سياسات حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة التي تستهدف طرد السكان من مدنهم وقراهم وأماكن سكنهم، بهدف تهويد مناطقهم، وزيادة التوسع الاستيطاني فيها.

وتتشابك هبات الفلسطينيين في النقب المحتل مع بعضها لأسباب مختلفة، لكنها تنصب جميعها ضد مخططات الاحتلال وسياساته العنصرية، فمن الهبة الجماهيرية رفضا لجريمة قتل المعلم يعقوب أبو القيعان من "أم الحيران" بالنقب برصاص شرطة الاحتلال يوم 18 كانون الثاني/ يناير 2017، إلى الهبات ضد هدم قرية العراقيب قبل أيام للمرة الـ197 على التوالي، إلى الهبة الكبرى رفضا للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حتى الهبة المستمرة حاليا ضد مصادرة الأراضي بزعم "التشجير".

 

حرمان وتضييق

وعن رؤيته لهبات سكان النقب بين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية وبين المتطلبات السياسية، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، البروفسور إبراهيم أبو جابر، أن "قضية النقب مركبة جدا منذ القدم، والكيان الإسرائيلي عمل عليها جيدا؛ من خلال مصادرة الأراضي وتأجيرها لعشائر عربية أخرى، ما أوجد خلافات بين العشائر، إضافة لتهميش سكان النقب والتميز بينهم وبين كل الفلسطينيين، حيث يعتبرونهم بدو رحل، ومن خلال هذه التوليفة يصادرون أراضيهم".

ونبه في حديث إلى أنه "في الآونة الأخيرة هناك تطوير هائل جدا في المستوطنات الإسرائيلية بالنقب، مقابل صفر تطوير تقريبا في البلدات العربية التي يصل عددها إلى 18 قرية ومدينة معترف بها في الجنوب، إضافة إلى 39 قرية غير معترف بها، هي موجودة من قبل قيام إسرائيل".

وذكر أبو جابر، أن "وجود الفوارق ما بين البلدات العربية والمستوطنات الإسرائيلية في النقب، يؤثر كثيرا على نفسية السكان، حيث تسعى السلطات الإسرائيلية إلى تهجيرهم نحو الشمال أو إلى القرى المعترف بها، وحتى إلى خارج فلسطين، وهذا الواقع الصعب جعل الناس في حيرة من أمرهم، فالانتقال إلى الحضر سيتسبب بخسارتهم لأراضيهم بناء على أمر التسوية مع السلطات".

ولفت إلى أن "هذا الواقع الذي يمر به أهل النقب، تزامن في السنوات العشرين الأخيرة مع تضاعف وزيادة كبيرة جدا في نسبة المثقفين والمتعلمين، وأصبح النقب الآن يصدر أطباء ومحامين ومعلمين ومهندسين وغيرهم من مختلف التخصصات"، منوها إلى أن "هذه الفئات أيضا تعاني، وهي بحاجة إلى عمل، في ظل تميز صارخ في التوظيف".

وأفاد الخبير إلى أن "إسرائيل تحاول تجميع سكان النقب في قرى محددة بهدف مصادرة أراضيهم، وآخر استهداف لهم كان منطقة النقع التي تبلغ مساحتها 45 ألف دونم، حيث تسعى السلطات لتجميعهم في نحو 20 ألف دونم ومصادرة باقي المساحة"، مؤكدا أن لدى "قيادات الحكومة الإسرائيلية، إحساس بفقدان السيطرة على النقب، والمهم لهم من الناحية الجيوسياسية، وذلك لمحاذاته الحدود المصرية وكبر مساحته وتنوع تضاريسه، إضافة لوجود مطارات ومستودعات عسكرية ضخمة ومفاعل ديمونا النووي".

 

أزمة عميقة

ونبه إلى أنه "يتم حرمان سكان النقب من الخدمات الأساسية لدفعهم للهجرة نحو المدن المعترف بها، حيث تحرم المدن والقرى غير المعترف بها وعددها 39 من المياه والكهرباء وحتى من الطرقات مناسبة والخدمات الصحية، وهذا الوضع فعلا أجبر بعض السكان إلى الانتقال إلى القرى المجاورة المعترف بها والباقي يرفضون الانتقال كي لا يخسرون أراضيهم".

ونوه أبو جابر إلى أن "هبة النقب الأخيرة تأتي في ظل مؤامرة كبيرة ومتدحرجة ضد النقب، ولدى سكانه شعور بالخطر على مستقبلهم ومخاوف من ترحليهم ومصادرة أراضيهم".

من جانبه، رأى الباحث السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي إبراهيم خطيب، أن "ما حدث في النقب، يشير إلى عمق الأزمة التي يعاني منها الفلسطينيون في الداخل، وهو مرتبط بشكل أساسي بانتمائهم الهوياتي وتشبثهم بأرضهم".

وشدد في حديث له، على أنه "لا يمكن فصل الفلسطينيين في الداخل عن انتمائهم وهويتهم الفلسطينية"، مؤكدا أن "محاربة الأرض والحيز والإنسان في النقب، نابعة من رؤيا إسرائيلية ترى في النقب؛ أنه جزء من هوية إسرائيل اليهودية وتحاول العمل على تهويد النقب بشكل متسارع، وهذا كان شعارا قال به سياسيون إسرائيليون لسنوات؛ أن النقب هو مركزي في الرؤية الصهيونية لفلسطين".

وأوضح خطيب، أن "البعد التوسعي في السيطرة على الأرض في النقب، يشير إلى أن السلطات الإسرائيلية ما زالت ترى أن محافظة الفلسطينيين على أرضهم وامتلاكها، هو خطر، وبالتالي الفلسطيني خطر في هويته وخطر في أن يكون مالكا لأرضه داخل فلسطين التاريخية".

وأضاف: "هذا يشير أيضا، إلى أن مسألة الأمور المطلبية المرتبطة بالحياة اليومية، هي أداة إسرائيلية ذات حدين، الأول؛ حد تسمح به للفلسطيني أن يعيش ويرى هذه الأمور المطلبية أساسية ولكن بمعزل عن قضيته الأساسية، وهي امتلاكه لأرضه وبناء هويته وحياته، والثاني؛ هو في التضييق عليه، وعدم منحه الأمور الحياتية ومتطلباته الأساسية والأخرى، من أجل أن تكون هذه المطالب هي مطالبه الأساسية، وبالتالي، السلطات الإسرائيلية بمسعى احتلالي إحلالي، تسعى للسيطرة على أرض النقب وعدم منح الفلسطيني أي إمكانية لتطوره الهوياتي والعمراني هناك".

ونبه الباحث، إلى أن إسرائيل تتعامل مع أهل النقب بتعامل دوني لسنوات، فهي تراهم تهديدا و"غير متحضرين"، وهذا انعكس على تعامل أهل النقب، فعندما يرون هذا التعامل اللاإنساني من قبل السلطات الإسرائيلية ومحاولة تصنيفهم كما ذكر، بل أهل النقب؛ هم أصحاب أرض متحضرون وأصحاب موقف وهوية، بالتالي كان هذا جزءا من الهبة الأخيرة التي حصلت".

المصدر: عربي21