25.52°القدس
25.06°رام الله
25.53°الخليل
25.72°غزة
25.52° القدس
رام الله25.06°
الخليل25.53°
غزة25.72°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: إما المصالحة أو المصالحة

رغم شح المعلومات عن لقاء القاهرة بين فتح وحماس حول تنفيذ اتفاق المصالحة ، وما يصدر عبر وسائل الإعلام يعطي انطباعاً أن الأمور تسير على خير ما يرام ، وأن الأجواء إيجابية وهناك سيل من الابتسامات المتبادلة بين الطرفين وإصراراً على ضرورة تطبيق المصالحة على أرض الواقع بعد الجدولة التي وضعت لتنفيذ الاتفاق والتي تعتبر خطوة متقدمة تنتظر الاختبار على ارض الواقع . رغم هذه الأجواء إلا أن المواطن غير مطمئن إلى ما يجري في القاهرة وينظر إلى هذه اللقاءات بنظرة لا تحمل التفاؤل المطلوب، خاصة أن الواقع يقول أن الأمور على ما هي ولم يتغير منها شيء يمكن أن يبعث الأمل في نفوس المواطنين. ويبدو أن المتفاوضين في القاهرة في وادٍ والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية في وادٍ آخر ولا تدري ما يجري أو أنها تسير وفق رؤيتها وليس وفق ما يتم التوافق عليه وأن كان ملف الأجهزة الأمنية لازال معلقاً أو مؤجلاً إلى مرحلة لاحقة وقد يشكل القنبلة التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة ويصبح كل الحديث الذي جرى في القاهرة على مدى الأيام الماضية وكأنه لم يكن ونعود إلى المربع الأول ويبقى الحال على ما هو عليه ونعود إلى أجواء المناكفات السياسية والتراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات حول من افشل الاتفاق فتح أو حماس. الحقيقة التي يجب أن يؤمن بها كل المتفائلون والمتشائمون لا يوجد أمام الكل الفلسطيني إلا المصالحة ولا خيار ثاني لهذه الحقيقة ، ولكن هذه المصالحة لن تكون أمراً واقعاً ما دام محمود عباس في دائرة صنع القرار لأن أبا مازن هو العقبة الوحيدة أمام إتمام اتفاق المصالحة في كل مراحل تعثرها وليس فتح أو حماس ، وما دام هذا الرجل على هرم المنظومة السياسية الفلسطينية على الأقل في شقها العربي والدولي فلن يكون هناك مصالحة لأن المصالحة لا تخدم تركيبته النفسية والسياسية والأيدلوجية . محمود عباس ينطلق من نفسية المهزوم غير القادر على صنع النصر أو تحقيق الأهداف في ظل الانبهار بقوة العدو الإسرائيلي واستحالة هزيمته وفق معتقدات ومفاهيم لن يغيرها محمود عباس حتى لو قدم له ألف دليل ودليل على أن هذا الكيان رغم قوته وجبروته يمكن هزيمته أو تسجيل النقاط عليه لصالح الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لو كان هناك تفكيراً إيجابياً بعيداً عن حالة الانبهار ونفسية الهزيمة والتبعية وفق المثل الفلسطيني ( أطعمني اليوم وموتني بكرة). أول أمس كنت في لقاء جمع المفكر الإسلامي منير شفيق وعدد من المثقفين والكتاب في مدينة غزة وتحدث في الشأن الفلسطيني أننا مطالبون بانتفاضة في الضفة الغربية ضد الاحتلال الصهيوني، هذه الانتفاضة ستعمل على تقصير عمل الاحتلال وهي التي يمكن أن توقف الاستيطان والتهويد سواء في القدس أو الضفة الغربية، مؤكداً أن الكيان الصهيوني لم يعد بالصورة التي كان عليها وسرد الكثير من النقاط وكذلك الإدارة الأمريكية التي باتت أضعف مما كانت عليه وهي تشكل الحامي لهذا الكيان الغصب. هذه الانتفاضة التي يدعو إليها شفيق وفق رؤية عباس لن تقوم تكون ما كان على رأس السلطة وعليه يجب أن ينحى هذا الرجل عن الملف السياسي وأن يتم إنزاله عن قمة الهرم بأي شكل من الأشكال وهذا الأمر منوط بالشعب الفلسطيني الذي يجب أن يقرر الطريقة التي ينحي فيها الرجل حتى تستقيم أمور الشعب الفلسطيني وعندها ستكون المصالحة واقعاً عملياً على الأرض في أقل من اثنين وسبعين ساعة ، وستعقبها الانتفاضة الكبرى التي ستشكل بادية الانطلاق نحو التحرير وإزالة هذا الكيان الغاصب.