13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
17.5°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة17.5°
السبت 26 ابريل 2025
4.83جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.12يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.83
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو4.12
دولار أمريكي3.62

خبر: القضية الفلسطينية وانتخابات الكنيست الـ19

مع بدء التصوبت والاقتراع في انتخابات الكنيست الإسرائيلي 19، نلقي الضوء على موقف أهم الكتلة الانتخابية المشاركة من القضية الفلسطينية وثوابتها، وفي مقدمة ذلك قضية القدس والاستيطان واللاجئين. فقد احتل الموضوع الفلسطيني حيزاً واسعاً في مساحة الدعاية الانتخابية للأحزاب والكتل المتصارعة على مقاعد الكنيست الإسرائيلي التاسع عشر؛ على الرغم من محاولة هذه الأحزاب (سواء المحسوبة على اليمين، او الوسط، أو اليسار، في إطار الخارطة السياسية الإسرائيلية) تجاهل الموضوع الفلسطيني في شعاراتها الرئيسة التي اعتمدتها أمام لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية. وتركزت الدعاية المتخمة بالملفات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية على المواقف من القضايا الرئيسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على النحو التالي: [title]الاستيطان[/title] تسابقت معظم الأحزاب الإسرائيلية في دعايتها الانتخابية لإرضاء المستوطنين؛ من خلال الإعلان عن مواقف داعمة للاستيطان بشكل لم نشهده في الدعايات الحزبية الانتخابية السابقة: · كتلة الليكود" استبق زعيمها (بنيامين نتنياهو) ورئيس الوزراء الحالي انطلاق الموعد الرسمي للدعاية الانتخابية؛ فأعلنت حكومته بناء مشاريع استيطانية في القدس والضفة الغربية، تضم آلاف الوحدات السكنية، وأعلن عدد من قادة "الليكود أن هذه المشاريع تأتي في إطار الخطة الإستراتيجية لقائمة الليكود في الانتخابات؛ وأنها ليست خطوة عقابية ضد السلطة الفلسطينية فقط؛ بسبب توجهها للأمم المتحدة، واقترابها من حركة حماس. · زعيمة حزب العمل "شلي يحيموفتش" شددت على ضرورة عدم المس بالموازنات المخصصة للاستيطان في التجمعات الاستيطانية، بقولها: "إنني ضد أي مس بموازنة الاستيطان، حتى فيما يتعلق بتلك المنعزلة خارج التجمعات الاستيطانية". وأكدت أنه لا يمكن تجريم المستوطنين الذين أقاموا مستوطناتهم بناء على قرارات حكومية. ويدعم الحزب، حسب برنامجه الانتخابي، إخلاء المستوطنات التي خارج الكتل الاستيطانية. · "يائير لبيد" (زعيم حزب "يوجد مستقبل") بدأ حملته الانتخابية بالإعلان عن تأسيس حزبه في شهر كانون الثاني 2012، من قلب مستوطنة أريئيل، وقال: إنه لن يوافق على الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، إلا في حال عودة حكومة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين؛ لكن لبيد شدد في المقابل على معارضته الانسحاب من القدس الشرقية وعودة اللاجئين. · حزب البيت اليهودي برئاسة "نفتالي بينت" (وهو مدير عام مجلس المستوطنات سابقاً، ورئيس طاقم نتنياهو السياسي بين عامي 2006-2008)، استقال من الطاقم آنف الذكر، ومن حزب الليكود، على خلفية تجميد البناء الاستيطاني لمدة عشرة أشهر، الذي جرى بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، قال: إنه "على استعداد للدخول الى السجن، على أن يقوم بإخلاء يهودي من بيته". · "الحركة" برئاسة "تسيبي ليفني": على الرغم من انتقادها لسياسة الاستيطان التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الحالية في دعايتها الانتخابية؛ حيث ترى أنها أضرت بمكانة إسرائيل أمام المجتمع الدولي؛ إلا أنها، وفي الوقت ذاته، تدعو إلى الحفاظ على الكتل الاستيطانية، وتعتبرها جزءًا من دولة إسرائيل. (على حد تعبيرها). · "شاس" أرييه درعي (أحد رؤساء الحزب) دعا لاتفاقية مؤقتة طويلة الأجل مع السلطة الفلسطينية؛ تتخلى فيها إسرائيل عن أجزاء من الضفة الغربية، دون إخلاء المستوطنات. ويرى عدد كبير من السياسيين الإسرائيليين أن هذا الموقف نفعي يسعى من ورائه حزب شاس إلى تحقيق مآرب حزبية؛ لا أكثر. · حزب العمل: وتترأسه "شيلي يحيموفتش: نشر حزب العمل برنامجه الانتخابي لخلق صورة له، تتوسط مواقف الأحزاب اليمينية والأحزاب اليسارية المختلفة؛ حيث يدعو إلى استئناف مسيرة المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات. [title]حق العودة[/title] أجمعت الأحزاب والكتل الإسرائيلية على رفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين؛ وتباينت مواقفها بين الرفض لهذا الحق جملة وتفصيلاً، وبين القبول بعودة محدودة إلى أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، في إطار "لم الشمل". · تحالف حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا: يرفض حق العودة، ويرى فيه خطراً على دولة إسرائيل؛ حيث قال نتنياهو في دعايته الانتخابية: إن "حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، يعني إلغاء دولة إسرائيل". · "بينيت" (مرشح حركة "البيت اليهودي") يرفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، حتى لمناطق أ و ب. · أرييه ألداد أطلق حملة حزبه لانتخابات الكنيست المقبلة، تحت عنوان "الأردن هي فلسطين". وقال "ستكون أفضل سياسة إسرائيلية في هذا الوقت؛ من أجل التعامل مع الفلسطينيين، خاصة فيما يتعلق بملف اللاجئين منهم". · حزب العمل: كرر في برنامجه الانتخابي لاءاته المعروفة بمعارضة عودة اللاجئين إلى ديارهم، وتنكره لحق العودة، بموازاة رفض الخطوات أحادية الجانب في إطار أي عملية سياسية. · البيت اليهودي: جاء في برنامجه الانتخابي: "لن يدخل أي لاجئ فلسطيني من الدول العربية إلى "يهودا والسامرة"؛ وذلك خلافا لمفهوم "الدولة الفلسطينية" الذي يسمح باستيعاب ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين سيدخلونها من جميع الدول العربية". [title]الدولة الفلسطينية[/title] · حزب ميرتس يتضمن برنامجه الجديد أن تؤيد "إسرائيل" فكرة الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة سوية مع الولايات المتحدة؛ بهدف تقليل احتمالات سيطرة حركة حماس على الضفة الغربية، وخلق مكانة متساوية للطرفين في المفاوضات؛ بمعنى دولة مقابل دولة. · حزب البيت اليهودي يعارض قيام أي دولة فلسطينية؛ وصرح رئيسه (نفتالي بينت) إنه سيعارض بنيامين نتنياهو اذا انتهج الأخير سياسة تؤدي الى قيام دولة فلسطينية، أو إلى عملية ترحيل أخرى لمستوطنين. · حزب الليكود وإسرائيل بيتنا: خلا برنامجهما الانتخابي من أي ذكر للحل الدولتين ليتخذ الليكود موقفا أكثر تشدداً عما ورد في خطاب نتنياهو في جامعة "بار إيلان" في شهر يونيو عام 2009، والذي قال فيه: بأنه مع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، إذا تم الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي؛ وانسجاما مع ذلك. · حزب "هناك مستقبل" بزعامة "يائير لابيد" ينادي بحل دولتين لشعبين من خلال المفاوضات، ودعم المسيرة السلمية، مع الحفاظ على القدس كعاصمة موحدة لدولة إسرائيل. · حزب "قوة لإسرائيل" بزعامة "ميخائيل بن آري" و"أرييه إلداد": يعارض الدولة الفلسطينية ويعمل على أن لا تكون، ويرفع شعارات "لا حقوق بدون واجبات"، و"أرض إسرائيل ملك لشعب إسرائيل". [title]مدينة القدس[/title] أجمعت كافة الأحزاب والكتل التي تخوض غمار الانتخابات للكنيست 19 المحسوبة على اليمين واليمين المتطرف وأحزاب الوسط كبيرها وصغيرها عبر دعايتها الانتخابية، على رفضها تقسيم مدينة القدس، واعتبارها بشقيها عاصمة "موحدة" لدولة إسرائيل؛ لتأكد من جديد بأنها لم تغير جلدها تجاه مدينة القدس؛ في محاولة لكسب أصوات الشارع الإسرائيلي؛ الذي ينزلق نحو التطرف الديني؛ والذي اظهرت استطلاعات الرأي العام رفضه لتقسيم مدينة القدس. · كتلة الليكود وإسرائيل بيتنا: قالت إن مدينة القدس هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، وستظل تحت السيادة الإسرائيلية في أي اتفاق مع الفلسطينيين". · حركة شاس: لم تغير مواقفها تجاه التمسك بالقدس؛ حيث تقول: "القدس ليست موضوعاً للمساومة أو التقسيم". · البيت اليهودي ذهب أبعد من غيره من الأحزاب اليمينية؛ فهو لا يرفض فقط تقسيم مدنية القدس؛ بل يدعو إلى ضم الضفة الغربية بأكملها. · حزب العمل وفي إطار برنامجه الانتخابي؛ يدعو إلى "تسوية سياسية في القدس تتضمن نظاماً خاصاً في البلدة القديمة وفي "الحوض المقدس" [title]الموقف من عملية التسوية[/title] · حزب ميرتس: عرض حزب ميرتس، برنامجه السياسي في 25 كانون الأول 2012، الذي تضمن برنامجاً جديداً يطرح فيه إلغاء اتفاقية أوسلو، بشكل متفق عليه، ويقترح إطاراً جديداً يستند على مبادرة السلام العربية. ويتضمن البرنامج خطة خماسية تشتمل على تسوية مؤقتة فورية، ومفاوضات مكثفة تنتهي خلال 4 سنوات، يعلن عن السلام في نهايتها، كما يعلن عن نهاية الصراع وانتهاء المطالب. · حزب العمل: يدعو في برنامجه الانتخابي الجديد، إلى استئناف العملية السلمية مع الطرف الفلسطيني؛ حيث أعلن أنه سيسعى لتحقيق هذه الغاية خلال ثلاثة شهور من موعد إجراء الانتخابات، كما يدعو إلى إخلاء المستوطنات التي لا تقع ضمن كتل استيطانية، والتوصل إلى تسوية في ملف القدس المحتلة عبر تطبيق نظام إدارة خاص في البلدة القديمة، وفي محيط ما يسمى إسرائيليا بـ"الحوض المقدس"؛ أي محيط المسجد الأقصى المبارك. · الليكود يؤيد المفاوضات مع الفلسطينيين؛ إلا أنه يري بأن الهدف منها هو الحفاظ على أمن "إسرائيل"؛ وليس حل القضية الفلسطينية. · حزب "الحركة" بزعامة لفيني: يظهر من خلال دعايته الانتخابية دعم العودة الى المفاوضات مع الفلسطينيين، وزعيمته ليفني ترى بأن الخطر الأكبر على دولة إسرائيل والمنطقة (حسب وجهة نظرها) هو عدم وجود مفاوضات لأجل السلام. · حزبِ "كاديما" برئاسة شاؤول موفاز: قال: إنه في حال عدم توصل إسرائيل إلى تسوية مع الفلسطينيين، فلن تكون أَغلبية يهودية في الدولة بعد عدّة سنوات؛ مؤكداً أَن هذا الاحتمال تزيد خطورته عن خطورة المشروع النووي الإيراني. · حزب "هناك مستقبل" برئاسة لابيد: يقول: "أنا أؤيد بشدة العودة إلى مائدة المفاوضات." ويرى إمكانية إقامة دولة فلسطينية في الأرض المحتلة وإزالة إسرائيل بعض المستوطنات التي بنتها هناك. · البيت اليهودي: قال "لا يمكن التوصل الى سلام مع الفلسطينيين، وأن هاجس اليسار هو تسليم أجزاء من البلاد لصالح (العدو)". وبناءً على ما تقدم؛ يمكن تصنيف الأحزاب الإسرائيلية إلى ثلاث مجموعات رئيسية من حيث موقفها من الموضوع الفلسطيني، وهي على النحو التالي: المجموعة الأولى: تتكون من حزب الليكود وحزب إسرائيل بيتنا و"البيت اليهودي". وهذه الأحزاب ترفض الدولة الفلسطينية، وتشجع الاستيطان، وتعتبر القدس عاصمة أبدية، وترفض حق العودة، وتؤمن بيهودية الدولة واتخاذ موقف متشدد من المفاوضات مع الفلسطينيين. المجموعة الثانية: تتكون من حزب العمل، وكاديما و"الحركة"، و"يوجد مستقبل"؛ وهي أحزاب تدعم شكلياً حل الدولتين، وتدعو على العودة لطاولة المفاوضات، وتتمسك بالتجمعات الاستيطانية الكبرى، وترفض تقسيم القدس، وتدعو إلى حلول شكلية، وترفض حق العودة إلى إسرائيل نفسها. المجموعة الثالثة: تتكون من: حزب ميرتس بالاضافة إلى الأحزاب العربية؛ وتؤيد قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وتعارض الاستيطان. وأخيراً؛ إن المتتبع لتفاصيل الدعاية الانتخابية في إسرائيل يلمس أن المواقف الإسرائيلية اتجهت نحو المزيد من التطرف تجاه الفلسطينيين، وأن هناك شبه إجماع على حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم؛ الأمر الذي ينذر ببقاء حالة الجمود في العملية السياسية، وترسيخ الاحتلال والحصار والاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها مدينة القدس، وبالتالي الاتجاه بالمنطقة نحو فصل جديد من العنف والدمار.