20.57°القدس
20.33°رام الله
19.42°الخليل
25.42°غزة
20.57° القدس
رام الله20.33°
الخليل19.42°
غزة25.42°
الأربعاء 10 سبتمبر 2025
4.52جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.52
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.34

19 عامًا على استشهاد نضال فرحات.. رجل الطائرة والصاروخ

يوافق السادس عشر من فبراير الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد القائد القسامي وصانع الصاروخ الأول نضال فرحات، الذي دك مضاجع الاحتلال في حياته، ومهّد للأجيال من بعده طريق ذُل الاحتلال وإساءة وجهه.

ولد القائد المجاهد نضال فرحات في الثامن من نيسان عام 1971 لعائلة مجاهدة، ليكون الابن البكر لخنساء فلسطين المجاهدة مريم فرحات.

نشأ على حب الوطن والتضحية في سبيل الله، حيث كان بيت عائلته مأوى للمقاومين والمطلوبين لجيش الاحتلال، ومنطلقاً لتنفيذ العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال.

انطلاقة مقاوم

انخرط فرحات في العمل المقاوم مذ كان فتى خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 وهو يشارك في رشق جيبات الاحتلال بالحجارة والمولوتوف.

وفي مطلع التسعينيات التحق بكتائب القسام ليكون الساعد الأيمن لجنرال القسام الشهيد عماد عقل، والذي كان يأويه في بيته خلال فترة مطاردته.

ومع تصاعد ممارسات الاحتلال وانتهاكاته ضد أبناء شعبنا إبان الانتفاضة الثانية، عكف القائد فرحات على تطوير أدوات المقاومة لتحقيق قوة ردع أمام بطش الاحتلال

الصاروخ الأول

سخر القائد فرحات جل وقته من أجل صناعة سلاح يكون رادعًا قويًا للاحتلال، فطرأ على فكره صناعة صاروخ يُطلق من الأراضي الفلسطينية صوب الأراضي المحتلة.

فانطلق في رحلة البحث عن المكونات الأساسية والاحتياجات اللازمة لصناعة الصاروخ، فوجد نفسه أمام تحد كبير لهذا التصنيع الأولي، فالتقى رفيق دربه تيتو مسعود، حيث قررا المضي قدمًا لإنجاز هذه الفكرة بطريقة متقنة ترضي تطلعات شعبنا في مواجهة الاحتلال.

وسار شهيدانا فرحات ومسعود في طريق الصناعة بخطى ثابتة رغم قلة الإمكانات وعدم توفر المعلومات حول صناعة الصواريخ، الذي لم يثنهما عن هدفهما، فكان البحث الذاتي والاستعانة بأناس لديهم خبرة في مجال التصنيع، هو دليلهم وخريطتهم في هذه الرحلة، بالإضافة إلى تجاربهم المتكررة.

وأمام هذه التحديات والصعوبات دأب فرحات على تجميع الصاروخ من خلال جمع بعض المواد المتوفرة، وتوصل لصناعة هيكل الصاروخ، وإيجاد المادة الدافعة لجعل الصاروخ يصل إلى أبعد مدى ممكن داخل أراضينا المحتلة.

وعند اكتمال الصاروخ وإتمام تركيبه، وبعد تجارب عديدة في محاولات الإطلاق وتحسينات عليها حتى اللمسات الأخيرة، حانت ساعة الصفر، ففي يونيو 2001 سُجل أول إطلاق لصاروخ قسامي من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة.

قسام1

أطلقت الكتائب على الصاروخ اسم "قسام1"، ليكون باكورة تطور صناعة الصواريخ القسامية، وصولًا إلى ما عليه اليوم من قوة يحسب لها قادة العدو ألف حساب.

وبرغم أن الصاروخ الأول لم يحدث تأثيراً تدميرياً وإصابات دقيقة، إلا أن الاحتلال فزع من هذه المحاولة، وتخوف من تطوير هذا الصاروخ، فشرع بإحكام المواد الصادرة والواردة من غزة لتجنب أي فرصة لمفاجآت أخرى.

رحلة التطوير

بعد نجاح التجربة الأولى دأب مهندسو الكتائب على إدخال التطويرات والتحسينات على أداء الصاروخ، فقد تطور صاروخ القسام منذ نشأته إلى قسام 2 الذي دخل الخدمة عام 2002م، وكان مداه يتراوح بين 9-12 كيلو مترًا، وقسام 3 عام 2005م ووصل مداه إلى 17 كيلومترًا حتى عام 2008م.

وبعد انتهاء معركة الفرقان 2008م عملت القسام على تطوير صواريخها محلية الصنع بشكل كبير ومكثف، وأجريت العديد من التجارب لعدد من الصواريخ، وحققت تطوراً كبيراً، ظهر بشكل جلي خلال معركة حجارة السجيل 2012م، مع إعلان الكتائب عن صاروخ M75 وسمي بهذا الاسم تيمناً بالمفكر إبراهيم المقادمة، واستهدفت به الكتائب "تل أبيب" لأول مرة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني رداً على اغتيال قائد أركان القسام الشهيد أحمد الجعبري.

وتصاعدت حركة التطوير والتصنيع، وبعد سنوات من السجيل كانت معركة العصف المأكول 2014م والتي أظهرت تطوراً فاجأ العدو والصديق، وأعلنت القسام عن أجيال جديدة من الصواريخ، وأسماء جديدة خلّد بها سيرة المجاهدين الأوائل والقادة العظام، منها صاروخs55 ويبلغ مداه 55 كيلومتراً.

وشهدت معركة العصف المأكول ولادة صاروخ جديد باسم j80 نسبةً للقائد الشهيد أحمد الجعبري، بمدى يصل لـ 80 كيلو متراً، وتحدت الكتائب به منظومة القبة الحديدة في أن تتمكن من اعتراض، لتسجل تفوقًا جديدًا على جيش الاحتلال.

وخلال المعركة أيضا كشفت الكتائب عن صاروخ R160 والتي أوفت به وعد الرنتيسي وقُصفت به مدينة حيفا المحتلة، ووصل مداه إلى 160 كيلومترًا، وسمي بهذا الاسم تكريماً للدكتور عبد العزيز الرنتيسي.

وخلال معركة سيف القدس عام 2021م أعلنت القسام عن صاروخ A120 وسمي بهذا الاسم نسبة للشهيد القائد رائد العطار، ويحمل رؤوسًا متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية بمدى يصل إلى 120 كيلو مترًا، وكان أول استخدام له بقصف المستوطنات بضواحي مدينة القدس.

وكشفت أيضا عن استخدام صاروخ  sh85 ويصل مداه الى 85 كيلومترًا وسمي بهذا الاسم نسبة للقائد القسامي محمد أبو شمالة.

وردا على جرائم الاحتلال المتواصلة خلال المعركة، أدخلت كتائب القسام إلى الخدمة صاروخ عياش 250 وهو صاروخها الأكثر تدميراً والأطول مدى، وقصفت به مطار رامون، في تحد كبير وعرض لبعض إنجازات كتائب القسام وما وصلت إليه من تطورات، ليغطي الصاروخ كل الأراضي الفلسطينية المحتلة من أقصى الشمال حتى الجنوب.

حلم الطائرة

 ولم يكن الصاروخ آخر الأفكار التي سلبت عقل القائد المجاهد، فسلك طريق التطور حين بادر بصناعة الطائرة الشراعية لضرب أهداف الاحتلال بالمتفجرات.

قبيل استشهاده كان القائد فرحات يعمل على تصنيع طائرة بدون طيار لضرب أهداف الاحتلال بالمتفجرات، وكان ينوي تسيير الطائرة بحمولة 20 كيلوغرامًا من المتفجرات ليتم إلقاؤها فوق مستوطنات الاحتلال بالتحكم فيها عن بعد ثم العودة إلى مكان الانطلاق.

واقترب من تحقيق حلمه الأكبر بتجهيز الطائرة، لكنه استشهد في عملية اغتيال مدبرة برفقة خمسة مجاهدين كانوا يجهزون طائرة صغيرة تعمل بالتوجيه عن بُعد وصلت إليهم عبر عملية معقدة.

 وبعد استشهاد فرحات عملت الكتائب على مشروع صناعة طائرات الأبابيل، وأعلنت انطلاقها في أجواء أراضينا المحتلة خلال معركة العصف المأكول عام 2014م.

المصدر: فلسطين الآن