25.52°القدس
25.06°رام الله
25.53°الخليل
25.72°غزة
25.52° القدس
رام الله25.06°
الخليل25.53°
غزة25.72°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: آخرتها تزبط

ارتفاع في نسبة الفقر، ارتفاع في نسب الجريمة، ارتفاع في نسب الفساد، زيارة في العنف والانحلال الأخلاقي، انتشار الغش والرشوة، وكل مؤشراتنا ترتفع...ولكن باتجاه الهاوية، بالرغم من الاصلاح المزعوم الذي أصبح كهيكل سليمان المزعوم، وكما يحاول الصهاينة أن يجدوا له أثرا ويكتبوا له تاريخا كذلك تحاول الحكومة أن تروج لإصلاح لا يراه الشعب ولا يلمسه في حياته سوى بنتائج عكسية. يقترب الحراك من إنهاء عامه الثاني، ومن بداياته كان واضح المعالم والمطالبات وجمع خيرةً من أبناء الأردن الذين لم يتراخوا ولم يركنوا ولم يدعوا وسيلة الا وجربوها؛ ليبقى للتجربة الأردنية الإصلاحية وجهها السلمي المميز الذي عقد العزم على الاستمرار في الضغط الشعبي، مع قدسية حفظ الأرواح والأعراض والممتلكات، ولكن الشعب الذي يعطيه دستورنا الأردني الحق في أن يكون مصدر السلطات يعاني حالة من الموات واللامبالاة غير المسبوقة ساهمت فيها ظروف داخلية، ففساد السياسية والاقتصاد أفسد ذمم الناس؛ فالسياسة تفعل في أخلاق البشر ما تفعله الرعاية في إنماء الشجر وتأخر نجاح الثورة السورية وما رافقها من مأساة إنسانية خلفت لدى الشعب الأردني توجسا من تكرار نفس السيناريو والسير في نفق مظلم فأصبحت اللازمة على أفواه المتخاذلين والمتربصين: هل تريدون أن تجعلوا من البلد سوريا ثانية؟ وكأن الاصلاح لم يحصل سوى بالنسخة السورية الدموية، ولم تسبقه ثورات حققت تطلعات الشعب بأقل التضحيات وأكبر المكاسب! نسي الشعب وأنساه «المخوفاتية» ألق الثورة والتغيير والاصلاح وضخموا المآسي حتى يجتمع عليهم الوهن من الخوف على الرزق والوهن من الخوف على الحياة. سنتين من الحراك نشرت الوعي الشعبي وزعزعت الراكد من اطمئنان الفاسدين، ونبهت الشعب النائم، ورفعت سقوف الحرية والمطالبات، ولكنها ما زالت حالة نخبوية وحكومات السطح الصورية سادرة في غيها بضوء أخضر من حكومتي الظل التي تحكم الأردن من وراء ستار! وحالة الانسداد السياسي لم يعد ينفع معها سوى التراجع عن المهزلة السياسية، بعد أن تبين بالدلائل القطعية حصول التزوير المسبق وشراء الأصوات! و السؤال المطروح: لماذا يصر الاصلاحييون على الاستمرار في النهج السلمي للاصلاح؟ لماذا لا يتركون الميدان وفخّار يكسر بعضه؟!ماذا استفادوا غير الملاحقة وتشويه السمعة والتضيق والتخوين؟ الاعتبارات مختلفة عند الطيف الواسع من الاصلاحيين؛ منهم من يرى في الإصلاح واجبا دينيا مقدسا ومنهم من هو وطني يرى في خدمة البلد أولوية وحقا، ومنهم من هو إنساني يريد أن يرفع الظلم عن الشعب وأكثرهم يجمعون الاعتبارات كلها. ماذا نرى في المشهد السياسي القادم بناء على خبرتنا السابقة مع تكرار نفس اللاعبين الذين لبسونا بلا فراق كاللعنة أو الجرب؟ هل من الممكن أن نتأمل خيرا؟ صحيح أن المشهد القادم لا يحمل ما يبعث على التفاؤل غير أن الأمل الذي نتمسك به هو أن لهذا البلد موعدا مع المستقبل، يجعل منه قاعدة لانطلاق النصر والمعارك الحاسمة، وهذا لن يحدث الا إذا انصلحت أحواله، فالمستقبل لهذا البلد مشرق ومكتوب في صفحات التاريخ والفائزون من لحقوا بالصفوف الأولى، فالتاريخ يهمل المتفرجين وينسى المتخاذلين ويسقط من صفحاته الفاسدين. فهل من انتباهة والتفاتة من النظام في هذا المرحلة الحاسمة؟ الشرعية تستمد من الشعوب في كل الشرائع والقوانين ومنها دستورنا، والحكومات مهما كانت قوتها زائلة ولا يبقى الا الشعوب فليستمع النظام الى شعبه الذي ما حاد ولا غير عن شعار الشعب يريد إصلاح النظام،ولا يسمع لأصوات الخارج وأعوانهم في الداخل ممن يهددونه بزوال الملك إذا أصلح واستجاب للمطالب الشعبية فهؤلاء لا يريدون مصلحة الأردن وليعلم أن المُلك العادل يثبت الله أركانه ومن ثم يثبته دعم الشعب له. لا تسمع أيها النظام للمحرضين ولا للفاسدين واسمع لهؤلاء الذين يقولون نريد اصلاح النظام، اسمع لهؤلاء الذين خرجوا حبا في الأردن على مدى عامين فلم يريقوا دما، ولم يخربوا، ورضي شبابهم أن تفقأ عيونهم حتى يرى الناس درب الإصلاح، واحتملوا أن يوقفوا أمام المحاكم العسكرية وأمن الدولة كالخائنين والمجرمين وأصحاب السوابق الخطيرة. لا تسمع لمن يخدعوك حتى لا تهتز الأرض من تحت أرجلهم الفاسدة واسمع لشعب لا يريد بالأردن إلا خيرا، نحن لسنا مختلفين عن الشعوب التي تحررت وحققت وأنجرت، بل أثبتنا بأننا نستطيع أن نقدم صورة حضارية في التغيير السلمي، فهل تفهم الأنظمة وهل تفهم الحكومات أن سنن التاريخ والتغيير تجري عليهم وتطالهم أيضا؟ وصدق الشاعر إذ قال: رزقت ملكا فلم أحسن سياسته وكل من لا يسوس الملك يخلعه و من غدا لابسا ثوب النعيم بلا شكر عليه فإن الله ينزعه الأمل والتغيير لا بد قادم وهذه عقيدة عندنا لا تتزعزع بمظاهر تقدم أو تراجع، إنما علينا أن نأخذ بالأسباب آخرتها تزبط، ولكن من يكون في أولها ليس كمن يأتي في آخرها كالمتطفلين، والسابقون هم الفائزون.