حول لوحة إعلانات داخل أسوار جامعة الأقصى، تجمعن عدة طالبات في مظهر لافت، تنبه الواحدة الأخرى، بإصبع السبابة موجه إلى أعلى اللوحة الإعلانية حيث البيان الهام "الصادر عن إدارة الجامعة". مع التذكير أنه في مثل هذا الوقت، لا يشغل طلاب وطالبات الجامعة إلا الامتحانات النهائية للفصل الأول، استعدادا لها ونقاشا حولها، غير أن فحوى ما جاء في البيان فرض نفسه، فكان سيد الموقف. وأبرز البيان قرار مجلس الجامعة في جلسته المنعقدة يوم الثلاثاء 13/11/2012، بالزام الطالبات بالزي الشرعي المنضبط داخل أسوار الجامعة ابتداء من الفصل الثاني الذي يبدأ بعد شهر تقريبا. لم يثر الأمر ضجيجاً "كما ضجت بعض وسائل الإعلام" ، فبعضهن ابتسمن وسرن بحثا عن قاعة الامتحان، وأخريات أومأن برؤوسهن كأنه الرضى، وفريق منهن ينظر إلى ما يلبس، حال من يسأل "هل ينطبق علي "شرط المظهر المحتشم الذي يعكس المنطق الديني لإسلامنا والحضاري لمجتمعنا وأمتنا" كما أورد البيان، ولم يخل الأمر من "انكماش واسوداد لوجه" طالبات لم يعجبهن القرار. ولعل اللافت ، أن جُل طالبات الجامعة لسن بحاجة إلى قرار ملزم ، "فلباسهن محتشم" ، ومظهرهن لائق" بحرم ينبغي أن يستمد مكانته" من قداسة المسجد الأقصى "وإن اختلفت الأشكال والألوان، لكنها أكثر حشمة وانضباطا، من أنواع أخرى "طارئة وشاذة"، بحكم " اللهث وراء موضة "تظهر أكثر ما تخفي، فجاء التنبيه الملزم. مراسل "فلسطين الآن" راقب المشهد، فنقل الصورة دون صوت أو تعليق من إحداهن، "فهن يسابقن عقارب الساعة لدخول قاعة الامتحان على الموعد". [title]"نعم" تغلب "لا"[/title] وعبر صفحة الموقع عبر الفيس بوك "سألنا سؤالاً : هل أنت مع أو ضد قرار جامعة الأقصى الزام الطالبات بالزي الشرعي، جاءت النتيجة متوافقة تماما مع المشهد الموصوف من داخل أسوار الجامعة. الخبر في ساعات معدودة، حاز اعجاب أكثر من 300 متابع ، وأكثر من 8 آلاف مشاهدة، إضافة إلى قرابة 300 تعليق غالبية المتابعين من الإناث ، وتفوقت "نعم" على" لا". وبتفحص للتعليقات، كان الفهم العميق للقرار الذي "جاء متوافقا مع مجتمع غالبية سكانه مسلمين محافظين فلا غرابة في الأمر، الغريب أن تأتي بشيء شاذ عن إسلامنا وعادتنا" وفق ما كتب كثير . كثيرات، قلن أنهن من نفس الجامعة، وأيدن القرار "فهو حماية للبنت من عيون الذباب وخطوات الشيطان، وحفظا لحرمة الجامعة فهي للدراسة والتعلم وليس لنشر كل جديد في عالم الموضة". واقتبست احداهن قولاً، ترد فيه على من وصف القرار بأنه "طالباني " في إشارة إلى الرجعية والتخلف، فكتبت "لو أن العري عنوان التقدم لكانت الحيوانات أكثر تقدما"، وأضافت "لو أن الأمر هكذا لكانت الجامعة الإسلامية في ذيل القافلة وما كانت تبوأت مكانا متقدما بين الجامعات العربية والدولية. ولم تجد إحدى المعلقات من قول "هذه الجامعة وهذه بضاعتها شاء من شاء وأبى من أبى" ، مضيفة "في جامعات فرنسا وأمريكا "يلزمون خلع الحجاب و هناك من يقبل الانتساب، حر بنفسه فأولى بنا أن نتمسك به ومن يرفض فهو حر لكنه ملزم بقرار المؤسسة". [title]حجاب الأميرة[/title] ورفض أحد المعلقين التقليل من شأن القرار ، ووصفه بأوصاف "شاذة"، وتساءل" هل دخول الأميرة البريطانية كيت ميدلتون مسجد "آسياكيرين" الذي يؤدي فيه 12 ألف مواطن إندونيسي صلاة الجمعة، هل يعتبر ذلك تقييد للحرية وغيرها من المسميات البالية التي عفى عليها الزمن". وأضاف متسائلاً "لماذا وافقت على دخول المسجد طالما الحجاب تقييدا لحريتها، ولما أشادت بعمارة الإسلام وراحة الشعور النفسي في المسجد، لماذا لم تصف الإسلام بالتخلف لأن دخول المسجد ألزمها الحجاب"، واصفا مهاجمي القرار "ببضاعة المفلسين". وارتدت ميدلتون ثوباً طويلاً يغطي منطقة الركبة، كما وضعت وشاحاً كبيراً على شعرها وأمضت كيت وزوجها 20 دقيقة داخل المسجد، وأعربت عن إعجابهما بالعمارة الإسلامية، ووجدت أن مكان الصلاة داخل المسجد والمحاط بالزجاج، مريح ويساعد على الشعور بالسلام النفسي، كان ذلك في سبتمبر 2012. في المقابل، هناك من أيد بيان صادر عن سلطة فتح في رام الله ، قال إن ما وصفه "بالقرار الطالباني لجامعة الأقصى"يحمل من مدلولات اجتماعية وسياسية خطيرة على مكونات المجتمع الفلسطيني كافة، وعلى منظومة حقوق الإنسان، يستدعي الوقوف أمامه بصلابة ومواجهته من منظور قيمي وحضاري وقانوني". وعدّت سلطة رام الله فرض إدارة الجامعة للزي الشرعي على الطالبات "اعتداء صارخ على جوهر الحقوق، وهو الحق في الاختيار والحريات العامة والخاصة المنصوصة في القانون الأساسي الفلسطيني ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتدخلاً سافراً في الحريات الشخصية". وشرعا ، يعد الحجاب فرض عين على المرأة المسلمة، لا يجوز لها خلعه بحالٍ، وذلك بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وقد وضع العلماء لحجاب المسلمة شروطاً، أهمها: 1- استيعاب جميع البدن. 2- أن لا يكون اللباس زينة في نفسه. 3- أن يكون صفيقاً لا يشف. 4- أن يكون فضفاضاً واسعاً. 5- أن لا يكون الثوب مبخراً بالطيب أو العود. 6- أن لا يشبه ثياب الرجال. 7- أن لا يشبه ثياب الكافرات. 8- أن لا يكون ثياب شهرة. [img=012013/re_1359286367.jpg]صورة عن البيان[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.