أكدت وثائق إسرائيلية على الجرائم التي ارتكبتها مخابرات الاحتلال في سجن "الخيام"، خلال فترة احتلال جنوب لبنان، التي استمرت حتى عام 2000.
وكشفت وثيقة من جهاز "الشاباك"، أن وسائل التحقيق شملت الصعق بالكهرباء، وتجويع، ومنع العلاج الطبي، الاعتقال لفترات غير محددة.
وزعمت الوثيقة أن وظفية المعتقل كانت "إحباط" العمليات التي تخطط لها المقاومة اللبنانية ضد أهداف الاحتلال، وقد أدارت ميلشيا أنطوان لحد العملية السجن الذي أقيم عام 1958 قرب بلدة الخيام الجنوبية.
وقال المحامي إيتاي ماك الذي تقدم بطلب من المحكمة العليا للكشف عن وثائق بخصوص المعتقل لصحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، إن "جيش الاحتلال والشاباك أدارا سوية مع جيش جنوب لبنان منشأة اعتقال وتعذيب مشابهة لتلك التي أقامتها ديكتاتوريات عسكرية في أميركا اللاتينية، وعمليات التعذيب التي مورست في هذا السجن هي جريمة ضد البشرية، والوثائق صادمة وتشكل نظرة سريعة صغيرة وحسب إلى الجهنم الذي مورس هناك".
وتكشف وثيقة منسوبة لمخابرات الاحتلال أن المحققين استخدموا "الصعقات الكهربائية" خلال التحقيق مع معتقلة يشتبه أن "لها علاقة مع حزب الله"، وقالت وثيقة أخرى إن "التحقيق مع أنثى يتم بواسطة محقق كبير وفيما تتواجد شرطية أثناء التحقيق، لكن في حال عدم وجود شرطية عسكرية، يُمنح المحقق الكبير تصريح خاص للتحقيق معها بوجود محقق آخر في الغرفة".
وأكدت وثيقة من المخابرات على استخدام التجويع بحق الأسرى في المعتقل، وجاء في الوثيقة التي تعود إلى عام 1988: "أفاد مدير السجن المحلي صباح اليوم بإعلان إضراب عن الطعام في السجن على خلفية النقص بالطعام، وحسب أقوال مدير السجن، يوجد نقص بالطعام فعلاً".
وأشارت الوثائق إلى أن الاحتلال احتجز ما بين 250 و300 معتقل بشكل دائم في سجن الخيام، وكانوا ينتمون إلى أحزاب وحركات لبنانية وفلسطينية، بينها أمل وحزب الله والحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي وفتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين.
وتؤكد هذه الوثائق على الشهادات التي رواها أسرى محررون من سجن الخيام للتعذيب الوحشي الذي تعرضوا له وأدى لاستشهاد رفاق لهم في السجن.
