25.52°القدس
25.06°رام الله
25.53°الخليل
25.72°غزة
25.52° القدس
رام الله25.06°
الخليل25.53°
غزة25.72°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: لن أعيش محايدًا!!

يبدو أن التجربة الطويلة التي خاضها الأمريكي مارتن لوثر كنج خلال رحلته السياسية، والآلام التي قاساها في سبيل الحق والحرية، واحتكاكه بالكثير من المثقفين والمفكرين والسياسيين، جعلته يصل لتلك النتيجة التي عبر عنها بقوله :"إن أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولئك الذين يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية". كثيرون هم الذين يجيدون الحديث عن المبادئ والقيم والأخلاق التي تحث على نصرة المظلومين والوقوف في وجه الظالمين، ولكن القليل من ذلك الكثير هو الذي يقف في وجه الظلم، وينصر المظلوم ولو بالكلمة. قد يجبن الإنسان أو يضعف في بعض معارك الحياة الكثيرة، لكن أن يجبن ثم يقف على الحياد ويدعي أن الحياد هو أفضل المواقف، وهو الوسطية التي دعا لها الإسلام، فهذا هو الخداع والتضليل. لقد كان القرآن الكريم واضحًا جدًا في هذه المسألة، فقد حث المسلم على المبادرة للإصلاح بين المسلمين إذا اقتتلوا، لكن إذا رفضت إحدى الطائفتين الصلح فلم يرتضِ رب العالمين لعباده الوقوف على الحياد، بل قال: "فقاتلوا التي تبغي..". وأكثر أنواع الحياد إيلامًا وإيذاءً هو ذلك الحياد الذي لا يسكت أصحابه، بل يبدأون بالسب وتحميل المسئولية لجميع الأطراف، ويساوون بين الحق والباطل، والخير والشر، ويقومون بتكبير بعض أخطاء فريق الحق ليبرروا وقوفهم متفرجين، ويجعلون من خطأ تكتيكي أو إجرائي يقوم به فريق الحق، مساويًا لخطأ على حساب الدين والمبادئ والأخلاق يقوم به فريق الظلم. للأسف لقد سمم البعض ثقافتنا، وجعلنا نقف على الحياد طوال حياتنا ظانين أنه الصواب، وذلك من خلال إقناعنا بأن كل الصراعات التي دارت في القرن الأول بين الصحابة رضوان الله عليهم هو فتنة لا يظهر فيها وجه الحق، لكن النبي صلى الله عليه وسلم –وهو الحريص على أمته- لا يقبل هذا المنهج في التعامل مع الأمور، فقد وضح أن هناك فئتين فئة عدل وفئة بغي، ثم جعل عليه الصلاة والسلام علامة على ذلك، فقال: "عمار تقتله الفئة الباغية" أي أن هذه إشارة واضحة للصحابة كي يعرفوا في أي صف يقفون. إن الحياد عند معرفة الحق يعني خذلان الحق وتضييعه، ولو وقف الأخيار على الحياد، فمن سينصر المبادئ؟! فلا تكن محايدًا.. فإن جبنت فاستغفر ربك وتوجه له بالدعاء أن يقويك كي تنصر الحق، ولا تجعل من جبنك حكمة وقوة. ولا تكن محايدًا إلا إذا لم تستطع فهم الأمور وتمييز الحق من الباطل، وفي فترة جهلك وسوء فهمك فلا تهدأ بل ابذل قصارى جهدك لتفهم.. وأما إن قررت أن تحيا محايدًا طوال حياتك، فقد قررت نصرة الباطل.