25.52°القدس
25.06°رام الله
25.53°الخليل
25.72°غزة
25.52° القدس
رام الله25.06°
الخليل25.53°
غزة25.72°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: القائد والشارع

(الشارع يسبق القائد السياسي، وبالتالي لا يتحكم القائد السياسي بالشارع). كان هذا كلام السياسي "عمرو حمزاوي" عضو جبهة الإنقاذ المصرية، والباحث سابقًا في معهد "كارنجي" في أميركا. وقد قال مقالته هذه على إحدى الفضائيات المصرية ليبرر فيها تهمة أن جبهته توفر تغطية سياسية لأعمال العنف والبلطجة في الشارع المصري لأغراض سياسية تحقق من خلالها مصالحها الحزبية. فهل صحيح أن الشارع يسبق القائد ويتحكم في تصرفاته؟! أجاب على هذه (الفذلكة) الكلامية في الفضائية نفسها، وفي الجلسة الحوارية نفسها "حلمي الجزار" عضو الأمانة العامة لحزب الحرية والعدالة بقوله في كلمة قصيرة: (مثل هذا الشخص لا يستحق لقب القائد؟!)في تلميح صريح لمن دافع عنهم عمرو حمزاوي من خلال فذلكة كلامية سياسية رآها الجزار غير صحيحة في القراءة التجريدية، وفي القراءة الميدانية. لقد استجلبت هذه (الفذلكة) الكلامية هذا المقال بغرض استقراء الحقيقة بغض النظر عن الشارع المصري ومواقف الأطراف. وفي هذا الأمر نقول: -من الصفات الملازمة للقيادة دائمًا، تفوقها في خصائص القيادة على من حولها ومنافسيها، ومن هذه الخصائص أو الصفات سبق القائد لأقرانه ولجنده، ولمطالب الشارع ورؤيته دائمًا، أو في الغالب الأعم، وفي النادر قد يسبق الجندي، أو الشارع الواعي، ولا يمكن أن يسبق البلطجي، أو المراهق، القائد مهما كان شأن القائد. -وإذا أخذنا مثلًا من النماذج القيادية في التاريخ الإسلامي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعمر بن عبد العزيز، وصلاح الدين، وغيرهم من القادة نجدهم كانوا دائمًا الأسبق من الجنود، والأسبق من الشارع وهم الذين يوجهون الرأي العام ويتحكمون في سلوك الشارع وتصرفاته. -وإذا أخذنا مثلًا من تاريخ مصر الحديث ولا بأس أن يكون جمال عبد الناصر حيث تنتسب إليه بعض فصائل جبهة الإنقاذ نقول إنه كان يتحكم في الرأي العام، ويوجه الشارع، حتى عندما هُزم في معركة 1967م. وكان سعد زغلول زعيم حزب الوفد الليبرالي يتحكم في الشارع الليبرالي ومؤيديه، ويقود الرأي العام وهو خارج الحكم، ولم يترك فرصة للشارع لكي يسبقه أو يقود خطواته. وهذا هو حال القيادات الحقيقية في أوروبا وأميركا. لقد أخطأ عمرو حمزاوي فيما أحسب في فذلكته التبريرية لا عن جهل وقلة علم، ولكن عن مصلحة لدحض الاتهام الذي انتشر في مصر انتشار النار في الهشيم بسبب أعمال العنف، وغياب دور الإنقاذ القيادي، للضعف التنظيمي من ناحية، وبسبب سلب فلول النظام القديم لمقعد القيادة منهم. لقد أحسن (حلمي الجزار) في إجابته المختصرة التي عنى بها أن القائد الذي ينزل جماهيره إلى الشارع للاحتجاج، عليه أن يملك القدرة على إنهاء الاحتجاجات، والقدرة على تمييز جماهيره من جماهير البلطجية والفلول عند حدوث عنف وإحراق هو لا يؤمن بهما، وهذا لم يحدث بغض النظر عن الأسباب؟!