كشفت مصادر ديبلوماسية غربية أن بريطانيا وفرنسا تُعدان لطرح مبادرة سياسية جديدة لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، لكن المبادرة مرهونة بتحرك الإدارة الأميركية. ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية الخميس 2013/01/31 عن تلك المصادر قولها إن الدولتين تحاولان إشراك ألمانيا معهما في المبادرة، وأن اجتماعات ومراسلات تجرى بين الدول الثلاث في شأن أسس التحرك المقبل. وأوضحت أن من بين الأفكار التي يجري تداولها، العمل على إعادة إطلاق مفاوضات تتناول الحدود بين فلسطين و"إسرائيل" لفترة زمنية محددة، مع تجميد الاستيطان في المناطق المتوقع أن تكون داخل حدود الدولة الفلسطينية، وبقائه في الكتل الاستيطانية المتوقع أن يجري ضمها لإسرائيل، في إطار عملية تبادل محتملة لأراض معينة. ولكن المصادر رجحت أن تستأنف الإدارة الأميركية جهودها قريبًا، ما يعني تأجيل المبادرة الأوروبية، كما رجحت أن يعمل وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري على استضافة تجمع دولي في الولايات المتحدة لإعادة إطلاق العملية السلمية. وقالت إن أحد الخيارات التي يدرسها كيري بعناية هي عقد تجمع دولي شبيه بتجمع أنابوليس، وقد يعين مبعوثًا خاصًا لعملية التسوية. بدوره، قال مسؤول فلسطيني رفيع إن كيري أبلغ الجانب الفلسطيني أنه سيزور فلسطين و"إسرائيل"، بعد موافقة الكونغرس على تعيينه وزيرًا للخارجية، بهدف استكشاف فرص إحياء عملية التسوية. وتعقيبًا على المبادرة الأوروبية، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث إن القيادة الفلسطينية تعلم بنية الدول الأوروبية الثلاث طرح مبادرة سياسية لإعادة إطلاق المفاوضات. وأضاف "هم الأوروبيون يفهمون أن الحد الأدنى الذي نقبل فيه هو وقف الاستيطان، والتزام حدود عام 67، وحق اللاجئين، والقدس عاصمة، وتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في أوسلو وخريطة الطريق". وأوضح أن هناك أشياءً كثيرة تحت عنوان التزام ما تم الاتفاق عليه في الماضي، لذلك، فإن أي مشروع أوروبي للمفاوضات سيعنى أكثر بتفاصيل آلية التفاوض، وزمنه، ودور المفاوضين الدوليين، لكن دون حدود عام 67، وتنفيذ ما تم التفاوض عليه، بما فيها وقف الاستيطان لا يمكن أن تكون هناك عملية سياسية جدية. وتابع "هم ما زالوا يبحثون، لكن المهم هل من الممكن أن تضع أوروبا ثقلًا سياسيًا خلف هذا المشروع؟"، مشيرًا إلى أن أوروبا قادرة لأسباب عدة، أولها تغيير الرأي العام الأوروبي. وأشار شعث إلى أن الرأي العام الأوروبي مناصر للقضية الفلسطينية، وأن الفلسطينيين نجحوا في إقامة علاقات مهمة مع الأحزاب في أوروبا. وقال :"لكن نحن نقول للأوروبيين، لا يحدث شيء من دون ضغط على إسرائيل، فالولايات المتحدة لم تحصل على شيء من "إسرائيل" من دون ضغط، وهي أوقفت ضمانات القروض، وسحبت اسحق شامير رئيس وزراء "إسرائيل" الأسبق عنوة إلى مؤتمر مدريد". وأضاف "على أوروبا أن تلوح بما في يدها، فثلثي تجارة "إسرائيل" مع أوروبا، وليس مع الولايات المتحدة، وهناك بضائع إسرائيلية كثيرة لا يمكن أن تباع في أوروبا من دون الإعفاء المتمثل في إلغاء ضريبة الـ 13%".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.