يحيي الفلسطينيون والإسرائيليون مرور الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لاغتيال خليل الوزير أبو جهاد، القائد الثاني في حركة فتح، في تونس، في مثل هذه الأيام من عام 1988، وسط كشف إسرائيلي لبعض أسرار تنفيذ عملية الاغتيال ضد من وصفه الاحتلال بأنه "الدماغ" الذي وقف وراء الهجمات الفلسطينية التي داهمت شواطئ فلسطين المحتلة، والتسلل لقاعدة هيئة الأركان في تل أبيب، وضرب معسكر الأبحاث النووية.
مع العلم أن تفاصيل الاغتيال تمثلت باختيار الاحتلال لقوة خاصة تسمى "663" عبرت شواطئ ليبيا، رفقة غواصة وطائرات تابعة للقوات الجوية، وبعد إغلاق الدائرة، والتحقق من المعلومات الاستخبارية الدقيقة حول وصول الوزير لمنزله، ونضوج شروط الغارة، استقل مقاتلو دورية الأركان العامة مركبات استأجرها لهم مقاتلو الموساد، وتوجهوا إلى حي راقٍ على بعد أميال قليلة من الشاطئ، وتم إطلاق أكثر من 50 رصاصة عليه أمام زوجته.
أمير بوخبوط، الخبير العسكري، كشف في تقرير نشره موقع "ويللا"، أن "دراما أخرى بدأت بعد تنفيذ عملية الاغتيال، حيث عاد المنفذون بسرعة للشاطئ، وركبوا بسرعة القوارب المطاطية، وأبحروا لمدة ساعة ونصف باتجاه السفن البحرية، واختفت وسط البحر قبل الفجر، واجتازت أكثر من 2300 كيلومتر قبالة سواحل إسرائيل، ما يكشف عن العديد من العمليات المعقدة التي نفذتها هذه الوحدة في مناطق الشرق الأوسط".
وأضاف أن "أحد منفذي عملية الاغتيال من أصل تونسي، ولد أحدهما في تونس، والآخر لعائلة هاجرت منها، وكلاهما على معرفة جيدة باللهجة المحلية، ويعرفان عن كثب المناطق التي تعمل فيها دورية الأركان العامة ومقاتلو الموساد، وأن كبار أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية يقيمون قرب أبو جهاد، ولكل منهم فريق أمني، يجعلونهم قادرين على اختيار طريق الهروب، ما أدى لنجاح عملياتي، مع تأمين القوات التي اغتالته".
شكل اغتيال أبو جهاد تنفيذا مبكرا لاستراتيجية "المعركة بين الحروب" التي بدأها جيش الاحتلال قبل سنوات، باعتبارها جزءا من العمليات السرية ضد العدو، وشكلت عملية اغتيال أبو جهاد باكورة أعمال الوحدة "663" التي يكشف النقاب عنها هنا لأول مرة، حيث يخضع معظمهم لتدريب صارم باللغة العربية بشكل رئيسي، حتى أصبحوا خبراء في لغات مختلفة اعتمادًا على الساحات الجغرافية، وتتراوح أماكن دوامهم بين غواصة أو سفينة فيها أنظمة تكنولوجية، وغرفة سرية للغاية، تسمح لهم بالتركيز على المكالمات الهاتفية، وشبكات الاتصال في الفضاء.
جاءت الذكرى السنوية الـ34 لاغتيال أبو جهاد مناسبة لكشف أسرار وحدة "663"، خاصة الأنظمة التكنولوجية المتقدمة التي تستند إليها، وعملها عبر أجهزة حواسيب محمولة، وتخزين معلوماتها في مجلدات استخبارية، وقاعدة بيانات، وبعض المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها من قبل أفراد الوحدة ستستخدم من قبل مجتمع المخابرات في المستقبل، مع العلم أنهم يتنقلون بين سفن الصواريخ والغواصات، ولا يخدمون في سفينة عادية، كل هذا يتوقف على النشاط العملياتي.