25.52°القدس
25.06°رام الله
25.53°الخليل
25.72°غزة
25.52° القدس
رام الله25.06°
الخليل25.53°
غزة25.72°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: لا ناقة لحماس ولا بعير في أحداث مصر

إن الأشد خطراً على الثورة المصرية، بل إن جاز التعبير على الجمهورية وشعبها، هو نفاق وأكاذيب إعلامها، لخدمة الثورة المضادة، وأن كل ما يبثه ويشيعه عن وجود يد فلسطينية حمساوية وغير حمساوية في أحداث مصر الداخلية ليس بصحيح، لأن الفلسطينيين بصفة عامة وحركة حماس بصفة خاصة يدركون جيدا أنه ليس من مصلحتهم التدخل في الشؤون المصرية الداخلية، لذا ليس لهم يد لا من قريب ولا من بعيد في العبث بأمن وأمان الشعب المصري الشقيق، بل على العكس فإننا كشعب فلسطيني ,وحركة حماس بالذات ,ندرك أن استقرار أمن وسلامة جمهورية مصر العربية وشعبها العظيم هو من أمننا وسلامتنا، وأن دماء شعبها الطاهرة ليست أرخص من دمائنا التي دائما تتوحد في التصدي للاحتلال، لارتباطنا الوثيق بها في جميع المجالات، ومهما كانت الأسباب والمبررات ,لا يمكن الفصل بين وحدتنا الجغرافية والدينية والقومية واللغة والعرق والدم والنسب بين الشعبين فقد لا تخلو عائلة فلسطينية أو مصرية من الاختلاط. فالشعب الفلسطيني قد تعلم من درس صدام بالوقوف معه وتأييده ضد الكويت كما يدرك جيداً أن أي موقف له سيؤثر سلباً على قضيته الأساسية، ثم هل نسي الفلسطينيون تحرير بلادهم من الاحتلال, لكي يذهبوا للقتال في مصر ؟! خاصة وأن الشعب الفلسطيني مهموم بالانقسام الداخلي ! لذا أستهجن ما يبثه الإعلام المصري من أكاذيب على الشعب الفلسطيني ,وخاصة قطاع غزة وبالذات على حركة حماس، باتهام الحركة بضلوعها المباشر في أحداث مصر الداخلية، وكأن الشعب الفلسطيني ليس لديه هموم ومشاكل , ليتدخل في الشؤون المصرية وغير المصرية، إذ إن ما لديه من هموم ومشاكل كفيلة بجعله لا ينظر خارج نطاق دائرة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بما يخص اللاجئين وما يحاك ضدهم في البلاد العربية من مؤامرات، وقضية تهويد القدس والأقصى، والأسرى في سجون الاحتلال، والاعتقالات والحصار الدمار التي أحدثته الحروب الإسرائيلية في قطاع غزة، ناهيك عن مشاكله الداخلية من انقسام وتبعاته وفقر وبطالة، ويضيق بنا المقام في ذكرها فقائمة الهموم طويلة. فقد تم اتهام الفلسطينيين قبل ذلك بتهم عديدة، أذكر منها الاعتداء على الكنيسة، وأحداث سيناء، والمشاركة في الثورة المصرية ضد النظام السابق ...الخ وكانت كلها أكاذيب ملفقة من وزير الداخلية الأسبق (حبيب العادلي) ولا ننسى الإعلام الموالي للنظام، وقد تم التأكد من عدم صحتها لضرب الشعبين الشقيقين. أعتقد أن نشر الفوضى وإثارة القلاقل في مصر ما هي إلا من صناعة النظام السابق الذي لازال متغلغلا في الأماكن الحساسة في الدولة، ويوجه بآلة ريبورت خارجية، تهدف إلى تدمير الثورة بل الجمهورية، إلى أبد الآبدين، حتى لا تقوم لها قائمة، ولا تستطيع السير إلى الأمام، وهم يدركون بأن مصر هي قلب العرب النابض وقوتهم، وتدميرها يعني تدمير الأمة العربية بأكملها. وأن إثارة الفوضى في مصر ما هي إلا فتح طريق آخر لأمريكا و(إسرائيل) للتدخل في شؤونها الداخلية وضرب الثورات العربية في العمق بقربها من قطاع غزة وليبيا وتونس والسودان وبالتالي سيطرتها على الممرات المائية والبرية وبذلك تقع المنطقة برمتها في أيديهم ليستولوا على خيراتها ومواردها وبترولها. فمن السذاجة إنكار الأهمية الاستراتيجية لبلد عربي كبير مثل مصر بالنسبة (لإسرائيل)، وإذا كنا نحن العرب شعوبا بلا ذاكرة فلن ينسى الغرب و(إسرائيل) ما سببه إغلاق قناة السويس أثناء حرب أكتوبر عام 1973م، لأنها في الحقيقة أهم منفذ بحري في منطقة الشرق الأوسط، بتحكمها في الملاحة البحرية بين الجنوب والشمال مرورا بالبحر الأحمر ووصولا للبحر الأبيض المتوسط. فلا تستغرب من القول إن يد الولايات المتحدة و(إسرائيل) ممدودة في العمق العربي, وهنا ثمة مجموعة من الحقائق تجعلنا نتوقف قليلاً عندها: أن كلاهما أبداً لن يرضى بدور المتفرج في المنطقة، خاصة عندما تصبح اتفاقية السلام "كامب ديفيد" مهمشة بل مجمدة والعلاقات بمصر منقطعة تماما، وأن عدم الاستقرار لمصر وبقاء الوضع على حالة الترهل يصب في مصلحتيهما، كي يكون لهما موضع قدم وبسط نفوذهما هناك وسيظل مثال التدخل في الصومال وجنوب السودان ودارفور حاضراً في العقلية الأمريكية الإسرائيلية.