26.64°القدس
26.2°رام الله
27.19°الخليل
26.67°غزة
26.64° القدس
رام الله26.2°
الخليل27.19°
غزة26.67°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: ولاية ثانية بسياسات قديمة

نتنياهو يعود إلى رئاسة الحكومة في "تل أبيب" في ولاية ثانية متوالية بتكليف من شمعون بيرس بعد أن حصل حزب (الليكود بيتنا) على (31 مقعدًا) في الكنيست التاسعة عشرة. الائتلاف المتوقع حدوثه سيكون من اليمين واليمين المتطرف إضافة إلى بعض الأحزاب الدينية. قد يضم الائتلاف 62 مقعدًا، مما يعني أن الأغلبية ضعيفة، وأن الحكومة معرضة للسقوط. وهذا سيجعل بيضة القبان، واستقرار الحكومة بيد الأحزاب الصغيرة، التي ستحاول الابتزاز بحسب قاعدة المصالح الحزبية القائمة في "تل أبيب"، وفي الحكومات المتعاقبة. عودة نتنياهو لرئاسة الحكومة لا يحمل جديدًا في الملفات السياسية الرئيسة، وأعني هنا (ملف المفاوضات مع محمود عباس) و(ملف الحكومة والمقاومة في غزة) و(ملف العلاقات مع ايران). سياسات نتنياهو في هذه الملفات معروفة سلفًا، ولن يحدث عليها تغيير، فنتنياهو يدعو عباس إلى العودة إلى المفاوضات، ولا يقدم لا قطعة لحم ولا عظمة بلا لحم حافزًا على العودة. هو يريد مفاوضات تجمّل وجه (إسرائيل) مع استبقاء الاستيطان في القدس وما حولها. وعباس في المقابل ينتظر تدخلاً دوليًا تقوده بريطانيا وفرنسا من خلال مبادرة باردة برودة الرجل الأوروبي حتى الآن، يقال إنها تدعو إلى ستة أشهر مفاوضات، وتتضمن وقف الاستيطان للمدة نفسها للوصول إلى حلول نهائية. عباس ينتظر المبادرة الدولية لأنها خياره الوحيد، ونتنياهو لا ينتظر أحدًا، والدور الأوروبي لا يعنيه، وهو لا يرى أن (إسرائيل) في حاجة إلى مبادرة أوروبا. أمريكا هي خيار نتنياهو رغم الجفاء النسبي مع أوباما. وعيون نتنياهو تتجه نجو (جون كيري) وزير الخارجية الجديد الذي يوصف بأنه متمرس في الملفات الدولية، ويؤمن بالخيارات السياسية. يخطئ عباس إذ أطال الوقوف على عتبة الانتظار، فالأرض الفلسطينية يسرقها الاستيطان الذي لا ينتظر أحدًا، ويجدر بعباس (بط الدمل)؟! والخروج من دائرة الضياع، فالمفاوضات تحتاج إلى عناصر قوة متعددة لا يملك عباس وحده شيئًا منها لأنه يصر على العمل منفردًا. وكما لا تحمل الحكومة جديدًا في ملف المفاوضات، فقد تواصل حالة العدوان على غزة، وقد تفتعل معها معركة جديدة، بعد أن خرج نتنياهو جريحًا من معركة حجارة السجيل، وبعد أن هاجمه خصومه بالفشل، وبإضاعة عامل الردع، وبتهديد أمن (إسرائيل). قد لا تطول فترة الهدوء السائدة الآن مع قطاع غزة، مع حديث الجيش عن تحديث بنك الأهداف في غزة. وفي المقابل يمكن القول بأن المعركة مع غزة لم تعد نزيهة، وإن استحقاقات معركة جديدة ستطول ما بعد "تل أبيب" والقدس، لا محالة. وستبقى سياسة نتنياهو في الملف الإيراني تتجه نحو تسخين هذا الملف والتوجه به نحو سياسة (حافة الهاوية) والضغط على أمريكا وأوروبا للتعاون مع (إسرائيل) في تحطيم قدرات إيران النووية، ومنعها من الوصول إلى سلاح ذري, وهي سياسة لم تحقق نجاحًا في الحكومة المنصرمة، ولا أحسبها ستحقق نجاحًا في الحكومة الجديدة، لأن أمريكا وأوروبا ليست قلقة من القنبلة النووية الإيرانية. وما زالت سياسة الاحتواء والاستثمار هي التي تقود السياسة الأمريكية الغربية في الملف الإيراني.