كشفت مصادر سورية مطّلعة في الولايات المتحدة كشفت بأن التهديدات الأمنية التي يتعرّض لها الأردن، ومصدرها النظام الإيراني بشكل مباشر هذه المرة، كانت الملف الرئيسي الذي بحثه الملك عبد الله مع الإدارة الأمريكية، مشيرة إلى أن عمّان باتت مقتنعة الآن وبناء على معطيات مادية ملموسة أن نظام “الأسد” لا يمكن إصلاحه، وأنه بات رهينة بشكل كامل بيد طهران.
وقالت المصادر إن الملك الأردني عبدالله الثاني، أبلغ الإدارة الأمريكية أنه بات على قناعة بأن هذا النظام لا يمكن التعويل على إصلاحه أو تغيير سلوكه من خلال الإغراءات أو الانفتاح التدريجي عليه كما كان يأمل قبل عام على الأقل، وذلك وفقا لما نقله موقع “أورينت نت“.
معلومات إستخبارية تؤكد استمرار “الأسد” بالتلاعب بالجميع
وبحسب المصادر نفسها، فقد نقل الملك عبد الله معلومات استخباراتية وتفاصيل أمنية تؤكد بشكل حاسم أن نظام “الأسد” مستمر بالتلاعب بالجميع والكذب على العالم عندما يُظهر بعض التغيّر، أما عملياً فإنه بات أداة بيد نظام الملالي في إيران، وجزءاً من مشروع طهران في زعزعة أمن المنطقة، وخاصة من خلال عصابات تهريب المخدرات والسلاح.
غزو المخدرات والأسلحة
وأكدت المصادر بأن الأردن أطلع الولايات المتحدة على تفاصيل تتعلق بإستراتيجية إيرانية ينفّذها حزب الله وميليشيات جيش النظام تستهدف المملكة الهاشمية بما يمكن تسميته “غزو المخدرات والأسلحة” التي لا تستهدف الأردن فقط، بل ودول الخليج بشكل كامل.
خطة اللاورقة
وأوضحت المصادر بأن الملك عبد الله الثاني جاء إلى واشنطن هذه المرة بمزاج وأفكار مختلفة عن زيارته السابقة التي حمل فيها خطة “اللَّاورَقة”، التي مهّدت لغضّ طرف أمريكي عن التطبيع الجزئي مع نظام الأسد على مبدأ الخطوة مقابل خطوة، لكنه في هذه الزيارة أكد للإدارة الأمريكية أن لا جدوى من هذا النظام لأنه لم يعد يملك من أمره شيئاً وأن القرار في سوريا بات إيرانياً بشكل كامل، وأن الوجود الإيراني في الجنوب أكبر بكثير مما يبدو، وبات يهدد بشكل فعلي المملكة الهاشمية، مطالباً بمقاربة مختلفة.
يشار إلى أنه خلال وجوده في واشنطن، أعرب العاهل الأردني عن خشيته من الفراغ الأمني الذي يمكن أن يخلّفه انسحاب القوات الروسية من سوريا، وتحديداً من الجنوب، محذّراً من أن هذا الفراغ ستملؤه الميليشيات المرتبطة بإيران والتي تهدّد أمن الأردن.
ومنذ تلك اللحظة كثّفت عمّان من تصريحاتها حول عصابات تهريب المخدرات والأسلحة من سوريا عبر الشريط الحدودي، محمّلة إيران بشكل مباشر أو غير مباشر المسؤولية عن ذلك، ومطالبة بالتحرك العاجل لمعالجة هذا الواقع، بينما لم يُخفِ البعض أن الأردن قد يطالب بمنطقة عازلة على حدوده الشمالية أسوة بما تسعى إليه تركيا في شمال سوريا.