علق وزير الإعلام اللبناني السابق، جورج قرداحي، على ما أعلن، الخميس، عن تجديد الهدنة في اليمن لمدة شهرين آخرين، بعد مفاوضات حثيثة بين الحوثيين والتحالف العربي، وهو الذي استقال عقب ضغوط تعرض لها بسبب وصفه للحرب بأنها “عبثية”، ما تسبب بأزمة دبلوماسية سحبت على إثرها السعودية سفيرا من بيروت وتبعتها لاحقا الكويت والإمارات والبحرين.
وقال “قرداحي” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر":”تحياتي لأهل اليمن، ورجالها البواسل، تحياتي للمفاوضين الشجعان، من الطرفين، الذين اتفقوا اليوم على تمديد الهدنة لشهرين إضافيين.”
وأضاف:”خبر يبشر بالخير، وينبىء بأن الهدنة التي صمدت لشهرين، سوف تتحول بإذن الله، الى سلام دائم بين الإخوة.”
وتابع “قرداحي” في تغريدة أخرى:” أنا سعيد جداً بهذا التطور الإيجابي، لأنه يريح الشعب اليمني أولًا، ويطمئن الدول المجاورة ثانياً، ولأنه يعطيني الحق في الموقف الذي اتخذته بالقول “إنها حرب عبثية ويجب ان تتوقف”..كنت أقول الحق، حتى لو لم يعجب كلامي البعض آنذاك. كل الحروب عبثية، خاصة عندما تكون بين الإخوة والجيران”.
ووافقت الحكومة اليمنية متضامنة مع التحالف والحوثيون، الخميس، على تمديد الهدنة الحالية في اليمن لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهائها، حسبما أعلن مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ، في بيان.
وقال غروندبرغ “أود أن أعلن استجابة أطراف النزاع بشكل ايجابي على اقتراح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين. وتدخل الهدنة المجددة حيِّز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية”، أي بنهاية اليوم الخميس.
وأكد غروندبرغ في بيانه إنه “لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لا سيما فيما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله”.
وتابع “سأستمر بالعمل مع الأطراف لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملةً، والتوجه نحو حل سياسي مستدام لهذا النزاع يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين المشروعة رجالاً ونساءً”.
توافق مشروط على الهدنة الجديدة
وخاض المبعوث الأممي محادثات مكثفة مع أطراف النزاع كافة خلال الأيام الماضية لدفعهم نحو تمديد الهدنة. وبينما أعلن الحوثيون والحكومة عدم ممانعتهم في التمديد، إلا أنهم وضعوا شروطاً لذلك.
وتريد الحكومة من الحوثيين رفع حصارهم لتعز في جنوب غرب البلاد كما نصت الهدنة، فيما يطالب الحوثيون بأن تدفع الحكومة رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتهم.
وبدأت الهدنة، في مطلع إبريل/نيسان الماضي، برعاية من الأمم المتحدة، وشملت وقفاً كلياً لإطلاق النار، والسماح بدخول سفن مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة، وإطلاق رحلتين أسبوعياً من مطار صنعاء، بالإضافة إلى فتح الطرق والمعابر بمدينة تعز ومحافظات أخرى.
“قرداحي” يتسبب بأزمة دبلوماسية بين لبنان والسعودية
وكان جورج قرداحي قد تسبب فى أزمة دبلوماسية شائكة بين لبنان والسعودية في أكتوبر/تشرين أول الماضي، عقب تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع برنامج “برلمان شعيب” المذاع على “التلفزيون العربي” ، انتقد فيها الدور السعودى فى اليمن.
ووصف قرداحى، خلال المقابلة التى أجريت معه فى أغسطس/آب من العام نفسه، أى قبل توليه وزارة الإعلام، الحرب فى اليمن بأنها “عبثية”، وقال إنه من حق الحوثيين فى اليمن الدفاع عن أنفسهم. وأثارت التصريحات التى تبرأت منها الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية في البلاد الكثير من ردود الفعل المستهجنة بلبنان نفسه وباليمن ودول الخليج والمنطقة العربية.
