تسبب وزير الأوقاف الأردني السابق، محمد نوح القضاة، بموجة غضب عارمة ضده، عقب انتشار صور تفضح مشاركته في حضور خطبة للحاخام اليهودي ايلي عبادي عن التسامح والإنسانية في مسجد الشيخ زايد الكبير.
وعبر الناشطون الأردنيون والعرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم الشديد من مشاركته في الحدث، مستنكرين أن يكون هذا نجل الشيخ نوح سلمان، الذي لم يهادن في أمور أصغر بكثير من أمور التطبيع.
وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي الأردني والمدير السابق لقناة “الجزيرة”، ياسر أبو هلالة: “رحم الله الشيخ نوح سلمان الذي ظل نموذجا للاستقامة والزهد، ورفض المساومة في قضايا أبسط كثيرا من التطبيع. ومن رحمة الله إنه لم يشهد ماذا أحدثوا بعده. أبو الأنبياء إبراهيم براء من جرائم الصهيونية، حتى لو مسلم قتل وشرّد واغتصب فالدين منه براء. الحاخام صهيوني غاصب وليس مختلف بالدين !”.
واستنكر الدكتور، سعيد شنابلة، ما فعله محمد نوح القضاة، قائلا: “رحم الله الشيخ الجليل نوح القضاة والحمد لله انه لم يعش ليرى ولده وقد اصبح بوقا لمن يمول ويدفع”.
وقال الناشط الأردني، معتز ربيحات: “محمد نوح القضاه شو ا لي بتعملوا الله يرحم ابوك لو كان عايش كان اتبرا منك ومن عمايلك لهدرجه الوضاعه محسوب علينا شيخ وبتفتي قاعد بتسمع محاضره من حخام لاحول ولا قوة الا بالله”.
وقال حذيفة عزام، نجل الشهيد عبدالله عزام مستنكرا ما فعله “القضاة”: “رحم الله الشيخ العلامة نوح القضاة رحم الله التقي النقي العفيف الورع الوقاف عند حدود الله رحم الله الشامخ الأشم الذي لم يكن يخشى في الله لومة لائم رحم الله من يشهد له كل من عرفه بأنه خرج من الدنيا كما دخلها شريفا عفيفا نظيفا طاهرا مترفعا عن سقط المتاع رحمه الله وأسكنه الفردوس”.
وسخر الشاعر، هاني البطايحة، من حضور “القضاة” للفعالية، قائلا: “حاخام يلقي محاضرة في المسجد بعد خطبة الجمعة حيث تلاحظ علماء الدين ومنهم محمد نوح القضاة في الصف الأول ينصتون بأدب جم…ونعم الوقار خزاة العين”.
محمد نوح القضاة يرد على اتهامه بالتطبيع
وردا على موجة الغضب ضده، أصدر محمد نوح القضاة بيانا عبر صفحته على “فيسبوك” للرد قال في: “في الوقت الذي ينظر فيه العالم العربي والاسلامي بفخر واعتزاز الى قيادتنا الهاشمية ودورها في الحفاظ على حق الامة في مقدساتها . وفي الوقت الذي ينظر فيه العالم إلى شجاعة المرابطين في المسجد الاقصى في تثبيت هذا الحق وصد محاولات الاعتداء عليه وفي الوقت الذي يتطلع فيه العالم بإعجاب وتقدير الى دور دولة الامارات العربية المتحدة في مد جسور التعاون واشاعة ثقافة التسامح بما يعود بالنفع على الناس جميعاً..في هذا الوقت .. يخرج علينا من يُزايد و يُزيّف الحقائق و يُفسّر الأحداث وفق سوء نواياه و ضئالة فكره الذي لا يستند إلى معرفة شرعية ولا حكمة دنيوية”.
وأضاف: “لذا أقول بكل وضوح لقد حضرت “يوم زايد للعمل الإنساني” الذي أقيم في مسجد الشيخ زايد يرحمه الله في أبو ظبي قبل اكثر من شهرين ، و هو ليس سراً يُخشى أن يذاع بل كان في مسجدٍ جامع ٍوعلى مرأى ومسمع من العالم ، و تحدث به مجموعة من علماء الشرع الشريف كما تحدث به مجموعة من رجال الدين من غير المسلمين على اختلاف طوائفهم حول التسامح و التعايش و حقوق الانسان و نصرة المظلوم و حرمة النفس البشرية وحقن الدماء و حرمة المقدسات إلى غير ذلك من المعاني السامية التي يتفق عليها أتباع الديانات جميعاً”.
وتابع: “لم يكن في بيت الله ما يخالف عقائدنا أو قيمنا أو ثوابتنا أو يُفرّق صفنا أو يُسيء لا قدر الله لأهلنا المرابطين الصامدين ومن المعيب أن يُوظّف بعض صغار النفوس هذه الصورة للطعن او اللمز أو تحريف الحقائق بأكاذيب وأوهام لا وجود لها إلا في أحلامهم الضئيلة ونفوسهم العاجزة”.
واختتم قائلا: ” فإني أحتسب ما لاكته ألسنة البعض عند الله عز وجل القائل( ستكتب شهادتهم و يسئلون) و لا أقول لهم إلا حسبي الله و نعم الوكيل”