هل النظافة مسئولية فردية أم جماعية؟، هل الحفاظ على البيئة مسئولية فردية أم جماعية؟، سؤال لا يغيب عن البال في كل لحظة من اللحظات التي تمر في حياتنا من خلال المشاهدة والمعايشة اليومية التي نشاهدها ونلمسها في غدونا ورواحنا بشكل يومي. لا يمكن الفصل بين المسئولية الفردية والمسئولية الجماعية في كثير من القضايا، فقد تكون هذه المسئولية في فترة من الزمن هي مسئولية فردية ثم تتحول إلى مسئولية جماعية ، فالنظافة على سبيل المثال هي مسئولية داخل البيت فردية وأقصد هنا فردية أنها متعلقة بالأسرة وإن كانت الأسرة هي مجموعة من الأفراد ، ولكن عندما يتعلق الأمر بالشارع أو الحديقة أو الأماكن العامة المختلفة تصبح مسئولية جماعية. في البيت الأسرة هي المسئولة عن النظافة بكل أفرادها لأنها ليست مسئولية الزوجة أو الأم أو الخادمة ، فكل فرد في الأسرة مسئول عن النظافة داخل البيت لأن طاقة أي فرد منا محدودة وتعدد الأشغال قد لا تمكنا من القيام بها لوحدنا بل هي بحاجة إلى تعاون كل أفراد المجتمع، والأسرة الواحدة هي مجتمع قائم بذاته ، فإذا لم يتعاون أفراد هذا المجتمع في تحقيق النظافة داخلية والتي تبدأ بالنظافة الشخصية و تمتد إلى بقية أركان البيت، يصبح البيت لا يطاق، ثم يبدأ التلاوم والخصام والاتهام أنت المسئول لا أنت، وهكذا رغم أن كل واحد من أفراد هذا المجتمع الصغير ألا وهو الأسرة يعي جيدا واجباته والمطلوب منه؛ ولكن يقصر فيها لأسباب كثيرة أولها ثقافة الحفاظ على النظافة وغياب ثقافة التعاون وتحمل المسئولية. عندما نخرج من نطاق البيت إلى المجتمع تصبح المسئولية من فردية إلى جماعية، فنظافة الشارع على سبيل المثال أو مكان العمل المكتب أو غيره أو الحدائق والمنتزهات هي مسئولية جماعية ، صحيح أن هناك بلديات من واجباتها النظافة وعليها أن تقوم بمهامها على أكمل وجه ولكن هذه المهام لا تستطيع البلدية وحدها أن تقوم بها دون أن يتعاون أفراد المجتمع معها، فلو التزم كل فرد من أفراد المجتمع بالتعليمات المتعلقة بالنظافة مثل وضع النفايات في مكانها المحدد والمخصص، ولو قام كل مواطن في المجتمع بالحفاظ على نظافة المحيط بمنزله بالتعاون من الجيران تصبح بيئة الحي بيئة نظيفة ثم يأت دور البلدية لتكمل عنصر النظافة من جمع النفايات سواء المنزلية أو غيرها المتواجدة في مكانها الطبيعي. ثم لو التزم أفراد المجتمع بعدم إلقاء القمامة على الطرقات أو حول مجمع النفايات لكان ذلك عاملا مساعدا ومهما لتبقى شوارعنا نظيفة ولا يحدث تلوث بصري من تراكم القمامة ، كما أن الإلقاء العشوائي قد لا يشجع عامل النظافة على إزالة الموجود على الأرض في محيط مجمع النفايات خاصة في ظل المكنكة ووجود آليات الرفع لمجمع النفايات فتتراكم القمامة وينتج عنها الروائح وتجمع القوارض والحشرات ، ومما يزيد الطين بلة قيام بعض الأفراد بإشعال النار في هذه النفايات وكذلك في مجمع النفايات نفسه مما يحدث أضرارا صحية، وأضرارا في البيئة، وأضرارا في مجمع النفايات. لذلك تعاون أفراد المجتمع مهم جدا في الحفاظ على نظافة المجتمع والمسئولية تصبح جماعية وكل عنصر شخصا كان أو هيئة عليه أن يقوم بواجباته، البلدية عليها توفير الآليات ومجمع النفايات، وأن توفر العدد الكافي من عمال النظافة، وأن تعمل على القيام بحملة توعية وإرشاد في المجتمع ، والمواطن كما اشرنا سابقا عليه دور ودور مهم لا يقل عن دور البلدية أو الجهة المسئولة عن النظافة ، فالكل تقع عليه المسئولية لو أردنا أن نحافظ على مجتمع نظيف يعود بالفائدة علينا جميعا، فلنحرص أفرادا وهيئات على الحفاظ على مجتمع نظيف.