تشهد أسواق قطاع غزّة إقبالاً ضعيفاً على شراء الأضاحي للعام الحالي 2022، وذلك بالتزامن مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، إضافةً إلى ارتفاع أسعارها مقارنةً بالأعوام السابقة.
ويأمل المواطن الفلسطيني كما في كل عام من عيد الأضحى المبارك أنّ يُرفع الحصار وتزول الأزمات المتلاحقة التي تؤرق حياة أهالي القطاع بشكل متواصل منذ أكثر من 15 عاماً.
أسعار مرتفعة وكساد
تجار المواشي تباينت آراؤهم حول الإقبال على شراء الأضاحي لهذا العام، حيث قال المزارع داوود المغير، إنّ الإقبال على شراء الأضاحي لهذا العام ضعيف حتى هذه اللحظة، لكنّ الأسعار مرتفعة مُقارنةً بالأعوام السابقة.
وأضاف المغير، خلال حديثه لوكالة "فلسطين الآن": "إنّ أسعار الأضاحي لهذا العام مرتفعة مقارنةً بالعام الماضي وسابقه، وذلك بسبب ارتفاع أسعار استيرادها، وارتفاع أسعار الأعلاف للمواشي".
وحول أسعار الأضاحي في غزة لعام 2022، لفت المغير أنّ أسعار "الهولندية" كانت في العام الماضي تُقدر بـ16 شيقل لكل كيلو قائم، أما هذا العام ارتفعت إلى 17 شيقل، أما "عجول الشراري" كانت بـ17.5 لكل كيلو وفي هذا العام ارتفعت إلى (19-20) شيقل لكل كيلو، وهذا الأمر لا يطاق على المواطن الغزي نظراً للظروف المادية الصعبة.
سخط المواطنين
وفي ذات السياق عبر المواطن من ارتفاع المواطن الفلسطيني صابر ناجي (43 عاما) الذي كان يبحث عن أضحية مناسبة في سوق الماشية، "أحرص على شراء الأضحية كل عام كونها من السنن المؤكدة".
وأضاف لوكالة "فلسطين الآن" أنه "في بعض السنوات أدخر ثمن الأضحية طيلة أيام العام وفي سنوات أخرى أقوم بادخار الثمن خلال الأشهر الأخيرة وذلك وفقا للوضع الاقتصادي".
ويعتبر ناجي أن "الأضحية في عيد الأضحى أكثر أهمية من العيدية (المال الذي يمنح للأقارب وخاصة النساء والأطفال) لذا فإنه قد يشتري الأضحية وإن كانت على حساب العيدية".
وقال المواطن قاسم حمد (38 عاماً): "اعتاد على شراء أضحية كل عام، لكني سأمتنع عن ذلك هذا العيد بسبب سوء الظروف الاقتصادية".
وأوضح حمد الذي يعمل في معمل خياطة، أنه في حال نشاط الحركة التجارية قد يتمكن من شراء أضحية، معبراً عن أمله في حدوث انتعاشة اقتصادية قبيل عيد الأضحى.
وتسببت الأقساط البنكية للمواطن أحمد عبد الغني (51 عاماً) بانخفاض راتبه للنصف وهو ما قد يمنعه من شراء أضحية أيضاً.
وقال عبد الغني"عيد الأضحى مناسبة مُكلفة وتأتي قبيل حلول المدارس، ولدي أقساط بنكية ولن أستطيع أن اشتري أضحية".
بلديات غزة تستعد
وبدأ قسم الرقابة الصحية في بلدية غزة باستقبال طلبات ترخيص المسالخ المؤقتة ونقاط الذبح للأضاحي استعداداً لموسم الأضاحي في عيد الأضحى المبارك.
وأفاد رئيس القسم رشاد عيد أنه تم البدء في استقبال الطلبات في مقر المسلخ البلدي في شارع 10 في حي الزيتون جنوب المدينة من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 30: 1 بعد الظهر خلال أيام الدوام الرسمي للبلدية، مضيفا "أن الهدف من ترخيص المسالخ المؤقتة ونقاط الذبح هو ضبط عملية الذبح العشوائي والحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، ومنع حدوث مكاره صحية بسبب مخلفات الذبح والتخلص الخاطئ منه".
وأوضح أنه سيتم منح تراخيص للتجار والجزارين بعد استيفاء الإجراءات والتي تشمل عقود الملكية أو الإيجار للمكان، وصورة الهوية، وعقد اتفاق مع طبيب بيطري للإشراف على صحة وسلامة المكان.
ودعا كافة الجزارين وأصحاب المزارع الذين يذبحون الأضاحي أيام العيد لضرورة الإسراع والحصول على التراخيص اللازمة وفقاً للإجراءات المطلوبة لتسهيل أعمالهم في ذبح الأضاحي خلال فترة العيد.
من جانبه أعلنت بلدية رفح عن توفير توفير حاويات لجمع مخلفات الأضاحي خلال أيام عيد الأضحى، ذلك حرصا على نظافة المدينة خلال أيام العيد.
ونوهت البلدية إلى إمكانية توجه المواطنين للمركز المجتمعي فيها، للتقدم بطلب الحصول على الحاوية المطلوبة في المكان المحدد لها.
يُذكر أنّ أزمة استمرار انقطاع الكهرباء في غزّة تؤرق حياة الناس، وتجبرهم على عدم تخزين الأطعمة داخل الثلاجات، عدا عن قضاء ساعات طويلة في الظلام والسير على جدول 8 ساعات وصل يقابلها 8 ساعة فصل في هذه الأيام، آملين أن توجد الجهات المسؤولة حلاً لهذه المعضلة التي تنغص حياتهم.