في نظرة سريعة للواقع السياسي في الأراضي الفلسطينية يمكن القول بأن هناك غياب كامل للقوى الفلسطينية المختلفة رغم وزنها الكبير الذي لا يغفله عاقل.
حديثي هذا هو حول دور وتأثير هذه القوى على الساحة السياسية، والتي باتت أكثر وضوحا بعد ما يثيره أصحاب أوسلو والمتعاونين معهم من حديث حول محمود عباس.
ويبدو من خلال ما يجري أن فريق أوسلو سواء كان فلسطينيا أو صهيونيا أو إقليميا أو دوليا هو اللاعب الوحيد في الساحة السياسية الفلسطينية، وعلى ما يبدو أن هنا شيء في الأفق، وهو نهاية مرحلة محمود عباس سواء كان بالموت، أو بعدم الأهلية، وهم يحضرون المشهد السياسي وفق ما يرون، وشجعهم على ذلك الحديث حول ما بعد محمود عباس وما أشيع عن موته، أو عدم قدرته، أو أنه بخير وبصحة جيدة، وكلها بالونات اختبار لفحص ردات الفعل ومعرفة المواقف ليس من الشعب ،لأن هذه الأطراف لا تعير وزنا لإرادة الشعوب، ولكنها فترة اختبار لردات القوى والفصائل الفلسطينية ، وأعتقد أنها نجحت إلى حد ما في الاختبار لتقرر ما بعد محمود عباس.
الوضع خطير إذا استمر صمت القوى الفلسطينية على حاله، وطالما أن أهل اوسلو يرمون ببالونات اختبار، لماذا لا تفعل هذه القوى وتطلق بالونات اختبار كنوع من ردات الفعل التي تقف خلفها المواقف الحقيقية لهذه القوى حتى لا تعطي المجال واسعا أمام أهل أوسلو لفرض ما يريدون.
صحيح أن السلطة دورها لا يتعدى الدور الوظيفي وكذلك فرض القوة والقهر على الشعب لتنفيذ اوسلو من طرف الفلسطينيين وبالطريقة التي تؤدي إلى تصفية القضية وفق الرؤية الصهيونية، والسؤال إلى متى سيبقى أهل أوسلو المتحكمين في المصير للشعب الفلسطيني، من الواجب الأن وقبل فوات الأوان أن تتحرك القوى الفلسطينية ومعها الشعب الفلسطيني لوضع حد لأصحاب مشروع التصفية للقضية الفلسطينية، ألا يكفي ما يزيد عن ربع قرن وزيادة من هذا التصلت الضار بنا جميعا.
على القوى الفلسطينية مجتمعة التحرك لوضع حد لما يخطط له أصحاب اوسلو لتوريث أحدهم، والأكثر إيمانا، وتعاونا من أجل تصفية القضية لصالح الكيان الصهيوني، وللقضاء على حقوق الشعب الفلسطيني من خلال القضاء على القضية الفلسطينية.