26.64°القدس
26.2°رام الله
27.19°الخليل
26.67°غزة
26.64° القدس
رام الله26.2°
الخليل27.19°
غزة26.67°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: ونش القصر الجمهورى

كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل يوم السبت الماضي، وكنت أستعد للنوم، حينما دق جرس هاتفي، فوجدت أحد أصدقائي المقربين، وفور جوابي عليه قال: "هل سمعتَ عن المصيبة التي وقعت؟"، قلت: "أي مصيبة؟"، قال: "لقد حاول المتظاهرون حول قصر الاتحادية قبل قليل أن ينتزعوا أحد أبواب القصر الرئيسية بعدما أحضروا ونشاً وربطوه في الباب"، وظل صاحبي يواصل الحديث ويروى القصة، بينما أنا صامت لا أعرف ماذا أقول، حينما أنهى صاحبي كلامه قال: "أحمد.. هل تسمعني؟ هل أنت معي؟". ... بعد قليل قلتُ له: "نعم أنا معك أنا أسمعك لكنني في حالة من الصدمة والذهول لا أعرف ماذا أقول؟"، هل بلغت الجرأة والاستهانة بالحرس الجمهوري والأمن والرئاسة من قبل هؤلاء إلى هذا الحد؟ صحيح أن الشرطة قبضت على الفاعلين وتحفظت على الونش كما جاء في الأخبار بعد ذلك، لكن السؤال هنا له شقان؛ - الأول كيف بلغت الجرأة بهؤلاء أن يفعلوا ذلك؟ وماذا سوف يفعلون حينما ينتزعون بوابة القصر إن أفلحوا في ذلك؟ - والشق الثاني المهم أين الحرس الجمهوري الذى كان الناس يرتعبون من اسمه خلال عهود الرؤساء السابقين؟ أليس هو المسئول عن حماية القصر؟ وهل هذا القصر الذى سبق أن قلتُ، وسأظل أقول، إنه قصر الشعب وليس قصر "مرسى" أو أي حاكم يقيم فيه، لم يعد هناك أحد يحميه إلى درجة أن يأتي هؤلاء بالونش ويقومون بربط الباب به ويحاولون نزعه؟ تابعنا كلنا بألم خلال اليومين السابقين ما حدث حول القصر الجمهوري من محاولات لاختراقات البوابات وحرق القصر، وبالفعل احترقت غرفة الحرس وبعض الأشجار داخل القصر، لكن الإعلام والسياسيين اختزلوا المشهد كله في تعرية وسحل المواطن حمادة صابر، وكأن كل ما حدث لا يمثل أي جريمة لدى هؤلاء، ... وقد تعجبت حينها لتصريحات قائد الحرس الجمهوري الذى ناشد المتظاهرين الالتزام بالتظاهر السلمى وضبط النفس دون أن نرى مدرعة واحدة من مدرعات الحرس الجمهوري تقف أمام القصر لكى تبث الرهبة والخوف في نفوس هؤلاء البلطجية والمجرمين، ... ولا ندرى لو قام هؤلاء بالهجوم على بيت أي من ضباط الحرس الجمهوري أو بيت السيد قائد الحرس هل كان سيلتزم ضبط النفس ويتركهم ينتزعون باب بيته أو يحرقونه دون أن يمارس حقه في الدفاع عن بيته، أم إن قصر الشعب ليس له أحد يحميه؟ ولماذا تُترك الشرطة وحدها تواجه هذا الموقف وتتحمل عواقبه دون أي ظهور لضباط وجنود الحرس الجمهوري لحماية قصر الشعب، وهل سوف نفاجأ في المرة القادمة بأن البلطجية قد نجحوا في دخول القصر ونهب محتوياته كما فعلوا في بعض مباني مديريات الأمن والمحافظات خلال الأيام الماضية، ضمن مسلسل بث الفوضى القائم في مصر، ... وهنا لا نطالب الحرس الجمهوري بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، أو بمفهوم أدق المخربين، الذين يخربون مصر واستقرارها، ولكن مجرد وقوف مدرعات الحرس الجمهوري أمام القصر وبواباته كفيل ببث الخوف في نفوس المتظاهرين وإبعادهم عنه وتجنب الكوارث اليومية التي تحدث، لأن الجيش له مهابته ومكانته في نفوس المصريين في ظل العداء القديم مع الشرطة، الذى ما زال قائماً، ومن ثم فإن دفع الشرطة لتكون وقوداً دائماً لمواجهة البلطجية ومثيري الشغب والعنف ثم توجيه الاتهامات إليها كلما حدثت تجاوزات من قِبلها واستخدام هذه الأخطاء في تشويه المشهد الحقيقي للجرائم التي تجرى بحق الوطن بأجمعه، كما أن كل الناس يعلمون أن مهمة حماية المنشآت الرئاسية تقع على الحرس الجمهوري وليس على جنود الأمن المركزي الذين يظهرون متهالكين من التعب والإرهاق أمام بوابات القصر، إن قصر الحكم الذى هو قصر الشعب هو معيار المهابة للدولة وللناس، وسقوط هذه الهيبة بهذه الطريقة المهينة أمر يجب ألا يقبله الشعب، أما العبارات القذرة والشتائم القبيحة التي تملأ أسوار الجمهوري فهي جريمة أخرى لا يعاقب عليها الذين كتبوها ولكن يعاقب عليها الذين تركوهم يكتبونها.