26.64°القدس
26.2°رام الله
27.19°الخليل
26.67°غزة
26.64° القدس
رام الله26.2°
الخليل27.19°
غزة26.67°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: كلام "جرايد"

من عناوين الصحف المصرية التي صدرت صباح أمس (الأربعاء 6/2) ما يلي: مصر تستقبل نجاد بالغضب والمظاهرات (الوطن) ـ نجاد يعرض الدفاع عن مصر ـ السلفيون يطالبون بتحديد إقامته (المصري اليوم) ـ الدعوة السلفية ترفض (تجوال) نجاد بالتحرير (الأهرام) ـ قمة مرسي ونجاد تجدد مخاوف الاختراق الشيعي ـ الدعوة السلفية تحذر من التقارب السياسي على حساب مصالح مصر العليا (الوفد) ـ مصر ترفض المد الشيعي في بلاد أهل السنة (الأخبار). الملاحظة العامة على هذه العينة من العناوين أنها لا تعبر عن مشاعر الود. فضلا عن أنها أقحمت المسألة المذهبية في المشهد بغير مبرر.. ووظفتها في التخويف من التقارب بين البلدين الذي يثير الشكوك حول تهديده لمصالح مصر العليا. هذا الانطباع تؤكده قراءة التفاصيل، التي تبين أن الأمر ليس بالبراءة الظاهرة. فالعنوان الذي يقول إن مصر استقبلت نجاد بالغضب والمظاهرات يذكر الخبر المنشور تحته أن (مصر) هذه لم تكن سوى بضع عشرات من السلفيين المخاصمين تاريخيا للشيعة يمثلون ست مجموعات وأحزابا سلفية (من بين 150 ائتلافا وتجمعا سياسيا) وقفوا أمام مقر السفارة الإيرانية معربين عن عدم ترحيبهم بزيارة الرئيس الإيراني. أما إبراز عنوان (نجاد عرض الدفاع عن مصر)، فهو بمثابة اجتزاء لكلام الرجل، لأن النص المنشور على صفحة داخلية ذكر أن (إيران مستعدة دائما لمساعدة الشعب الفلسطيني، الذي هو من يقرر ويختار كيف يدافع عن نفسه. فيما أكد الرئيس الإيراني استعداد بلاده للدفاع عن مصر والسعودية إذا ما تعرضتا لأي هجوم، تماما كما كانت إلى جانب الشعبين الأفغاني والعراقي). وشتان بين أن يذكر على الصفحة الأولى أن الرجل عرض الدفاع عن مصر، وبين ما نقلته الصحيفة على لسانه بعد ذلك. هذا الخطاب الذي يعتمد التشكيك والتخويف وينحاز إلى استمرار القطيعة بين البلدين ليس مقصورا على عناوين بعض الصحف، ولكننا نجد له صدى لدى قطاع من المثقفين الذين استضافت البرامج التلفزيونية نماذج منهم خلال هذا الأسبوع. ضع هذه المسألة جانبا وخذ خبرا آخر أبرزته صحيفة (المصري اليوم) على رأس صفحتها الأولى (يوم 19/1) تحت عنوان يقول: القبض على فلسطينيين بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية. وفي الخبر أنه تم إلقاء القبض على فلسطينيين في منطقة مصر الجديدة، وكان بحوزتهما أدوات تستخدم في تصنيع دوائر كهربائية. وقال مصدر أمنى إن المتهمين تلقيا تعليمات عبر الهواتف من عضو بالإخوان بالتواجد قرب قصر الاتحادية. وأن شخصا مصريا سيلتقيهما هناك لإمدادهما بالأسلحة يوم الثلاثاء (النشر تم يوم السبت). وأضاف المصدر أن الرجلين كانا يخططان لارتكاب أعمال إجرامية خلال ذكرى الثورة. والمضبوطات والسلاح المزمع حصولهما عليه (الذي لم يضبط!) تؤكد ذلك. وقد اعترفا في التحقيقات وفي محضر الشرطة بأنهما تسللا إلى مصر عبر الأنفاق، وكانا ضمن فريق يضم 15 فلسطينيا. وقد تفرق هؤلاء في أماكن مختلفة بالقاهرة، إلا أن معظمهم بقوا في العريش. خلال العشرين يوما التالية لم يكن هناك أي ذكر للخبر، إلا أن صحيفة الوفد استثمرت أصداءه وخصصت صفحة كاملة لما سمته (جرائم حماس) بحق مصر. ما لم ينشر في القصة هو نهايتها، لأنه تمت تبرئة الرجلين من التهم التي شاعت عنهما، بعدما تبين عدم صدق كل ما نسب إليهما. لأنهما كانا يعتزمان الذهاب إلى ليبيا بحثا عن عمل، وقد استضافهما ابن عم لهما يسكن في مدينة نصر قبل أن يواصلا رحلتهما إلى بنغازي. وقد أطلق سراحهما وسافرا بالفعل، إلا أن الإعلام اهتم بتهمة الضلوع في الإرهاب ولم يهتم بتبرئة الرجلين ومغادرتهما للبلاد. وهو ما حدث في قصة الاعتداء على المستشار أحمد الزند، الذي جرى النفخ فيها خصوصا بعدما تبين أن أحد الذين اتهموا في العملية شاب من أصل فلسطيني، وقد بالغت الصحف في تصوير القصة، لكنها لم تشر بكلمة إلى ما تكشف أثناء التحقيق من أن المسألة مجرد فرقعة إعلامية، الأمر الذي أدى إلى تبرئة المتهمين وإطلاق سراحهم. لا حدود لسيل الاتهامات والافتراءات التي توجهها وسائل الإعلام المصرية لحركة حماس، التي قيل إن 500 من أعضائها يتولون حماية الرئيس مرسي وأن سبعة آلاف من أعضائها تسللوا إلى مصر، إلى جانب الادعاء بأطماعها في غزة وباشتراك عناصر منها في قتل المتظاهرين بميدان التحرير. وهو خطاب نجح في تعبئة وتحريض قطاعات من المصريين ضد حماس والمقاومة والفلسطينيين عامة. ما سبق يعيد إلى الأذهان خطاب الإعلام المصري في عهد مبارك. الذي ظل طول الوقت مخاصما لإيران وحماس، في هذا الصدد، لا أحد ينسى أن خطاب تلك المرحلة ظل مخاصما أيضا للإخوان ودائم الاتهام والتشكيك في موقف قطر وفي أداء قناة الجزيرة. وإذا لاحظت أن أمثال تلك الحملات لا تزال مستمرة حتى الآن بذات الوتيرة وأكثر، فسوف تكتشف أن معارك نظام مبارك وإعلامه لا تزال هي لم تتغير بعد الثورة. وهي ظاهرة تستحق النظر، حيث يحزننا وقوعها ويؤلمنا تفسيرها ولابد أن يقلقنا استمرارها بعد الثورة.