هاجم اليمين الإسرائيلي، رئيس الوزراء القادم يائير لابيد، متهمينه بالانصياع لسياسات الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن.
ومع أن تولي لابيد لموقعه الأهم في الدولة يتزامن مع زيارة بايدن للمنطقة في الأسابيع المقبلة، وسط معطيات إسرائيلية تتزايد في الأيام الأخيرة، ومفادها وجود تعبئة أمريكية واضحة لصالح حملة لابيد الانتخابية، لأن الأمريكيين عموما، وإدارة بايدن خصوصاً، لا تخفي راحتها سياسياً وأمنيًا مع لابيد، أكثر بكثير من النموذج المتزمت المتمثل برئيس وزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي يتطلع للعودة مجددا الى منصبه، وفي هذه الحالة ستشهد علاقات تل أبيب وواشنطن مواجهة بين حين وآخر.
أمنون لورد، الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، ذكر أن "حكومة برئاسة لابيد تعني تبعية كاملة للإدارة الأمريكية، وبغض النظر عن مداولات رئيس الوزراء الجديد حول الملف الإيراني والاتفاق النووي، لكن المحصلة أن إسرائيل لن تفعل شيئًا ضد إرادة الولايات المتحدة، مما سيشكل الأمر أسوأ في الشهور الأربعة التالية حتى الانتخابات، مما يستدعي ضرورة فوز نتنياهو الذي يمتلك الاستعداد الكامل لاتخاذ سياسة مستقلة تجاه الأمريكيين، وكسب ثقة الدول العربية المعتدلة".
وأضاف أنه "لم يعد خافيا على أحد أن الرئيس الأمريكي وعموم اليسار الأمريكي هدفه إضعاف الكتلة اليمينية الصلبة، لمنع عودة حكم الليكود ونتنياهو، مقابل إبقاء الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة لابيد، على أن يبقى حاملاً للشعلة، وتصبح الحكومة مع مرور الوقت ذات توجهات يسارية، لا يمكنها السعي لتحقيق أهداف سياسية، بل تتسبب بشكل أساسي في إلحاق الضرر بأمن الدولة، من خلال الالتحاق بالموقف الأمريكي في القضايا التي تشغل المنطقة".
يمكن تفسير هذا الإحباط اليميني الإسرائيلي من وجود ثنائي لابيد-بايدن لأنه يعني عملياً إرجاء حقبة عودة نتنياهو الى السلطة، مع العلم أنه لم يعد سرّا أن البيت الأبيض يتدخل بصورة لا تخطئها العين في الساحة السياسية الحزبية الإسرائيلية لترسيخ وجود الحكومة الحالية، حتى لو كانت انتقالية، أو تسيير أعمال، لكن الأهم بنظره ألا يعود كابوس نتنياهو مجددا، لأنه سيعني من الناحية العملية إرباكا للخطط الامريكية في المنطقة.
في الوقت ذاته، يشعر اليمين الإسرائيلي أن المنطقة بعمومها مقبلة على مشاريع كبيرة، وفي حال بقي هذا التناغم بين لابيد وبايدن، فإنه يعني تغليبا للمصالح الأمريكية على الإسرائيلية، صحيح أن هناك تماهيا كبيرا بينهما، لكن التطورات الأخيرة في المنطقة والعالم أوجدت مسافات وفجوات لم تعد تخفى عليهما، مما يستدعي، بنظر اليمين الإسرائيلي، وجود حكومة تضع الاعتبارات الإسرائيلية أولا وأخيرا، ثم الاهتمام بالعلاقات مع ساكن البيت الأبيض، في حين أن لابيد يختلف معهم في ذلك.