دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان لإعادة النظر في الدعم الأوروبي للمنظومة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، معربا عن قلقه إزاء ما أسماه "الممارسات الخانقة لحرية الصحافة والتعبير في الأراضي الفلسطينية". واستنكر المرصد في بيان رسمي وصل "فلسطين الآن" نسخة عنه السبت 9/2/2013 اقتحام جهاز الأمن الوقائي منزل الصحفي محمد عوض في قرية بدرس قرب رام الله، حيث لم يبرز عناصر الأمن خلال عملية الاقتحام والتفتيش أية مذكرة قضائية تسمح بهذا الإجراء، ما يضعه في نصاب "الممارسة غير القانونية". ونقل المرصد الحقوقي عن الصحافي عوض-الذي تصادف وجوده في مقرّ عمله في وكالة "رامسات" أثناء الاقتحام- قوله إنه اعتقل العام الماضي 3 أسابيع على يد جهاز المخابرات دون إذن قضائي، كما دأب الجهاز على استدعائه للتحقيق بصورة شبه أسبوعية. وكان آخر استدعاء لعوض إلى مقر المخابرات برام الله سبق اقتحام منزله وتفتيشه بثلاثة أيام، حيث جرى تهديده وابتزازه بغرض التعاون الاستخباري مع الجهاز. [color=red][b][title]حرية الكلمة.. ملاحقة[/title][/b][/color] ولفت المرصد إلى أن السلطة تحاكم عدداً من الناشطين والصحفيين على خلفية آرائهم السياسية، بينهم الناشط الشبابي نزار بنات من مدينة الخليل، الذي وجّهت له تهمة إطالة اللسان إلى جانب الكاتب الصحافي جهاد حرب الذي يواجه التهمة ذاتها إثر مقال صحافي، كما استدعت الأجهزة الأمنية قبل 3 أيام الناشطة صفد نزال إثر مشاركتها في تظاهرة سلمية. وأوضح أن محكمة محلية في مدينة نابلس أصدرت قرارًا بسجن الناشط أنس عواد مدة عام كامل بتهمة "إطالة اللسان على المقامات العليا"، إثر تعليق ضمَّنه في صحفته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وانتقد المرصد إصدار مثل هذا الحكم في ظل عدم ارتكاب عواد أية مخالفة تستوجب المحاكمة، حيث مارس حقه في حرية اعتناق ونقل الأفكار دون حدود كما تنصّ الأعراف والقوانين الدولية. وعد أن ما تردد عن عفو رئاسي صادر بحق الناشط عواد لم تتبعه حتى اللحظة أية خطوات قانونية تحميه من الاعتقال، حيث لم يصدر أمر قضائي ببطلان الحكم الصادر بحقه حتى الآن، كما أنّ ربط تحقيق هذا العفو باستنفاذ فرصة الاستئناف ضد قرار الحبس، يعكس استغلالاً لأسس التقاضي، ومباركة من رأس الهرم في النظام السياسي لمثل هذه الانتهاكات. [color=red][b][title]إعادة التقييم[/title][/b][/color] ودعا المرصد السلطة الفلسطينية إلى إطلاق الحريات العامة، والابتعاد عن سياسة الاعتقالات والتحقيقات التعسفية، دون إذن قضائي، التي نالت العديد من الانتقادات والإدانات الدولية، مطالبا كلاً من الاتحاد الأوروبي والدول المانحة بإعادة تقييم دعمها غير المشروط للمنظومة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في ضوء تكرار تجاوزات القانون وحقوق الإنسان التي ترتكبها هذه الأجهزة. وعد أن مثل هذه التجاوزات من شأنها أن توقع الدول التي تقدّم الدعم للأجهزة الأمنية الفلسطينية في حرج بالغ، وقد تعرّضها للمساءلة أمام الجمهور والقانون لا سيما في ظل وجود بعثات أمنية وشرطية تشرف على تدريب وعمل الأجهزة الفلسطينية داخل أراضي السلطة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.