خبر: تحليل: ما يجري بالقاهرة محاولات لإدارة الانقسام
10 فبراير 2013 . الساعة 08:44 ص بتوقيت القدس
اتفق محللان سياسيان أن جلسات الحوار التي تعقد بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة هي محاولات لإدارة الانقسام لا حله، وتوقعا أن لا تأتي جلسات الحوار الجديدة باختراق كبير نحو تحقيق المصالحة الشاملة. "أعتقد أن المصالحة تسير كالسلحفاة، فنحن لا نتحدث عن المصالحة بمفهومها الواسع الشامل الذي يقود إلى إنفاذ الشراكة الوطنية الكاملة، ولكن مصالحة تضمن التوافق الوطني بحده الأدنى الذي يقتصر على الحكومة والانتخابات"، قال الكاتب والمحلل السياسي مؤمن بسيسو. [title]اختلاف المفاهيم[/title] وأشار الكاتب في حديث لـ [b][color=red]"فلسطين الآن"[/color][/b] إلى أن مفهوم المصالحة الذي يتبناه رئيس السلطة محمود عباس وحركة "فتح" ليس هو المفهوم الذي تتبناه "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، لافتاً إلى أن رئيس السلطة يحاول "تقزيم المصالحة وخفض سقف التوقعات وإبعادها عن مضمونها لمصالح شخصية وحزبية ومصالح ذات علاقة بالأجندة الخارجية". واستدل بسيسو على قوله بما فعله رئيس السلطة في جلسات المصالحة، السبت 9/2/2103م، "عندما فتح ملفات أغلقت مسبقاً، كملف حكومة التوافق الوطني التي اتفق على أن تكون مدتها 6 أشهر، فاقترح بالأمس أن تشكل في نهاية مارس وتكون مدتها 3 أشهر فقط". [title]المفاوضات أولاً[/title] واعتقد بسيسو أن "تراجع عباس النسبي عن بعض الملفات المتفق عليها مسبقاً يعود إلى تعويله على الجهات الأمريكية الجديدة"، مضيفاً: "رئيس السلطة يريد اكتشاف ماهية التحركات الأمريكية الجديدة وخطط زيارة أوباما للمنطقة في مارس المقبل (...) عباس خياره الأبدي هو المفاوضات وهو مضطر لأن يتساوق مع أي جهد في هذا السياق لأنه لا يملك أي خيارات أخرى". وحول إمكانية إعلان القاهرة عن الطرف المعطل للمصالحة الفلسطينية، استبعد الكاتب ذلك، "كون القاهرة ليست في وارد حرق السفن مع أي طرف، وتعمل كوسيط نزيه مع الفلسطينيين جميعاً لأنها لا تريد توترات جديدة"، مضيفاً: "الرئاسة المصرية ستعمل على تذليل العوائق الجديدة، وستتحلى بالصبر في هذه المرحلة وتحاول قدر الإمكان تقريب وجهات النظر". وتفاءل بسيسو بقدرة القاهرة على تحقيق التوافق الوطني "بحده الأدنى" الذي يقوم على تشكيل حكومة توافق وطني وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني الفلسطيني. من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن القضايا الخلافية والملفات العالقة لا تقف حجر عثرة على طريق إنجاز المصالحة، "فالقضية قضية مبدأ وإرادة سياسية ونيات وعدم الاستجابة لرغبات وطغوطات خارج مصالح الشعب الفلسطيني". [title]موقف أمريكي جديد[/title] وتحدث الصواف –وفق ما قيل له- عن موقف أمريكي جديد تم إبلاغ رئيس السلطة به يقضي بوقف المصالحة لإعطاء وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري فرصةً لتحقيق التسوية بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة برام الله. وبحسب المعطيات فإن هناك حراكاً سياسياً جديداً في المنطقة، تدعمه زيارة وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ومشروع زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة، إضافة إلى حكومة إسرائيلية جديدة ستتشكل في الأيام المقبلة، كل ذلك يجعل عباس يميل إلى التأجيل حتى تتضح الصورة، فالمصالحة لا تعد أولوية له"، قال الصواف. [title]الملف الأمني[/title] وحول اجتماع الفصائل بالقاهرة أمس، اعتقد الصواف في حديث لـ [b][color=red]"فلسطين الآن"[/color][/b] أن لا جديد يذكر في هذا السياق، ولم يتم التوصل إلى نتائج ذات قيمة خلال الجلسات، "فالقضايا التي تم الاتفاق عليها لا تمس جوهر المصالحة". ولفت الكاتب والمحلل السياسي إلى الملف الأمني الذي لم يبحث بين الجانبين حتى الآن، معتقداً أن هذا الملف هو الذي ينهي الانقسام على حقيقته، "فالحالة الأمنية بالضفة المحتلة معلومة للجميع، والحالة الأمنية في غزة غير مرضي عنها من عباس، ومن الصعب تغيير العقائد الأمنية في غزة والضفة (...) كان من الأولى حل الموضوع الأمني أو العمل بكل الملفات رزمة واحدة". وأشار الصواف إلى أن "حالة صمت الفرقاء على طاولة المفاوضات تشير إلى أن شيئاً ما لم يتحقق، ومغادرة عباس دون نتائج تعطي مؤشراً سلبياً عن الأجواء". وتوقع الكاتب والمحلل السياسي أن "يخرج رئيس السلطة محمود عباس بمفاجأة تتمثل في إصدار مراسيم انتخابية، وتغيير القانون الذي اتفق عليه مع الفصائل، للتمهيد لإجراء انتخابات وفق هواه".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.