وصل الاثنين قائد جيش الاحتلال أفيف كوخافي إلى المغرب، لأول مرة بصورة علنية، في إطار تعزيز التعاون العسكري والأمني بين تل أبيب والرباط، الذي بدأ يتشكل في نيسان/ أبريل 2020، حيث سيلتقي مع كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية في المغرب، بعد أن تم استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما ضمن اتفاقيات التطبيع، مع العلم أن العلاقات المغربية الإسرائيلية تعرضت للقطيعة في العام 2000 بعد انطلاق انتفاضة الأقصى، حيث قطع المغرب علاقاته الرسمية مع دولة الاحتلال.
مؤخرا، شهدت علاقات الجانبين قفزة كبيرة حين وقّع وزير حرب الاحتلال بيني غانتس اتفاقية عسكرية في المغرب، هي الأولى من نوعها مع دولة عربية، بالتزامن مع استئناف التعاون الأمني بينهما، وفي يوليو 2021 شارك المغرب في تدريب دولي لقوات خاصة من ثماني دول، بينها دولة الاحتلال، مما كشف عن تطور لافت في العلاقات الأمنية مع المغرب.
صحيفة معاريف نشرت استعراضا لما قالت إنه تطور للعلاقات الإسرائيلية المغربية، ترجمته "عربي21" جاء فيه أن "زيارة كوخافي إلى المغرب تأتي استكمالا لاتفاقية غانتس العسكرية والأمنية مع الرباط، مما يجعل من زيارته تكتسب قيمة استراتيجية، وليست مجرد زيارة رمزية، خاصة وأن الاحتلال يبدي رغبة بأهمية تسريع التعاون الأمني والعسكري مع الرباط، انسجاما مع توسيع اتفاقيات التطبيع مع باقي الدول العربية المطبّعة".
وأضافت أن "زيارة كوخافي إلى المغرب تأتي بعد مشاركة جيش الاحتلال كمراقب في مناورة "الأسد الأفريقي" البحري والجوي في المغرب بمشاركة نحو 7500 جندي، مما يعني أن العلاقات الأمنية والعسكرية ستصل ذروتها الحالية مع زيارة كوخافي الذي سيلتقي بنظرائه في الرباط".
تكشف زيارة كوخافي عن حجم العلاقات العسكرية بينهما، بعد أن كانت لسنوات في الخفاء، مع أن تعاونهما بدأ منذ عقود، وقاد جهاز الموساد هذا التعاون، لأنه المسؤول عن العلاقات مع الدول التي لا تقيم معها إسرائيل علاقات دبلوماسية، كما تعاون الجانبان في محاربة جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية، مما أثار غضب الجزائر التي عبرت في غير مرة عن رفضها لتزايد النفوذ الإسرائيلي في المغرب العربي وشمال أفريقيا.
في نهاية عام 2020، تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات السياسية بين الرباط وتل أبيب، وتشكيل مجموعات عمل ثنائية، وإجراء العديد من الزيارات السياسية والعسكرية والأمنية، مثل وزيري الحرب بيني غانتس والخارجية رئيس الحكومة الحالي يائير لابيد، ومدير عام وزارته ألون أوشبيز، وغيرهم، لكن من الواضح أن علاقاتهما اجتازت مرحلة الاختبار، باتجاه الكشف العلني، لا سيما في الجوانب العسكرية والأمنية.
تشكل زيارة كوخافي تحقيقا لمصلحة الاحتلال في توسيع العلاقات العسكرية مع المغرب، باعتبارها ركيزة أخرى في تعزيز علاقاتها ومكانتها في المنطقة في مواجهة إيران، على حساب المصالح الأمنية العربية، خاصة وأن الجهات المسؤولة عن تطوير هذه العلاقة هي الجيش والموساد، ممن لديهما الرغبة في تطوير اتصال مستقل مع قوات الأمن في المغرب، وتوسيع الحوار الاستراتيجي العسكري معه حول التهديدات المشتركة، بالتزامن مع تنامي التوتر بين المغرب والجزائر، ودخول الاحتلال على خط هذا التوتر لإذكائه وتصعيده.