يحلم الحاخام الإسرائيلي يعقوب هرتسوغ "46 عاما" في تأسيس مجتمع يهودي متكامل في السعودية، وتدشين العديد من المشروعات التي تخدم أصحاب الديانة اليهودية.
ونهاية الأسبوع الماضي، زار العديد من اليهود مدينة جدة السعودية، ويرجع ذلك إلى القمة التي عقدت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
الحاخام الإسرائيلي يعقوب هرتسوغ هاجر من الولايات المتحدة عندما كان طفلا، وفي العام الماضي كان يقسم وقته في التنقل ما بين السعودية ودولة الاحتلال، ليصبح الحاخام الأكبر غير الرسمي في السعودية، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".
وقبل حوالي أربع سنوات فقط، فكر هرتسوغ الذي يحمل الجنسية الأمريكية في السفر إلى السعودية، ويعرف نفسه بأنه الحاخام الأكبر في السعودية، ويرغب أن يكون مسؤولا عن اليهود الذين يزورون المملكة.
وقال: "اليهود يأتون إلى المملكة بشكل أساسي للعمل والسياحة، معظم المغتربين الذين يأتون إلى السعودية، أطباء ومعلمون وموظفون في كل هذه المشاريع الدولية الضخمة الجارية، نسبة معينة من هؤلاء الوافدين هم من اليهود".
وزعم أن هناك حوالي ألف يهودي أمريكي يعيشون في المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي، ويضيف: "استنادا إلى الإحصائيات، يوجد حوالي مئة ألف وافد أمريكي في المملكة، لنفترض أن اليهود يمثلون واحدا بالمئة منهم، هذا يعني أن هناك ألف يهودي في السعودية من الجنسية الأمريكية، بالإضافة إلى أن هناك يهودا أيضا من دول أخرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا وجنوب أفريقيا".
ويقول هرتسوغ: "بدأت بالتفكير في السعودية منذ سنوات؛ لطالما فتنتني. والآن، أينما نظرت، هناك نمو سريع، وبنية تحتية، ورعاية صحية، وذكاء اصطناعي، وأمن إلكتروني، لقد اندهشت، لكني تساءلت: من الذي سيهتم باحتياجات اليهود الدينية؟".
وأشار إلى أنه تحدث مع زوجته بشأن فكرته للذهاب للسعودية، والبدء بتنظيم اليهود في المملكة في مجتمع فعال، لافتا إلى أنه لاقى تشجيعا منها؛ بهدف إحداث تغيير ملموس بالمملكة.
حصل الحاخام الطموح على تأشيرة في 2020، وكان يخطط لزيارته الأولى، لكن بعد أسبوعين، تم إغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا.
وقال هرتسوغ: "عندما أعيد فتح أبواب السفر، فعلت ذلك، رغم أنه لم يكن لدي أدنى شك في أنني لن أواجه مشكلة في زيارتي هناك بصفتي يهوديا متدينا، ولكن كان من المهم بالنسبة لي أن أظهر هذا للعالم، أن السعوديين ليس لديهم أي مشاكل مع الشعب اليهودي".
ولفت إلى أن زيارته الأولى كانت إيجابية، وقد لاقى ترحيبا كبيرا في أنحاء الرياض كافة، حتى تلك المتشددة، مضيفا: "أقمت علاقات مع السكان المحليين، ومع المغتربين اليهود الذين كان بعضهم مترددا في البداية، إلى أن أصبح يتحدث معهم علنا في وضع النهار".
ويقول: "يأتي إلى الكثير من اليهود ويسألونني قبل انتقالهم إلى المملكة العربية السعودية، لدي عرض العمل هذا، ما الذي يجب أن أطلبه في عقدي، فأقول لهم؛ إنهم يجب أن يذكروا أنهم يحافظون على الحصول على إجازة من العمل يوم السبت والأعياد اليهودية، وأشرح لهم أنهم إذا ذكروا ذلك، فإن أرباب أعمالهم سيحترمونهم أكثر لكونهم فخورين بتراثهم وتقاليدهم".
وتم تعيين هرتسوغ "قسيسا" في وزارة الجيش الإسرائيلي، حيث كان مسؤولا عن احتياجات الأديان الأخرى كافة في وحدته.
ويقول: "كنت قسيسا عسكريا لمدة عشر سنوات، يمكنني أن أقول إن السعودية هي أفضل مكان يمكن أن يخدم فيه اليهود؛ لأنها أكثر المجتمعات تنوعا على الكوكب".
يمتلك هرتسوغ الذي لديه وزوجته ثمانية أطفال، خططا كبيرة وطموحة: "سأعيش في المملكة العربية السعودية مع عائلتي؛ أكبر أطفالي يبلغ من العمر 20 عاما، وابنتي الصغرى تبلغ من العمر عاما واحدا"، مشيرا إلى أنه يود استيراد "طعام الكوشر إلى السعودية".
وقال؛ إن زوجته "لديها الكثير لتقدمه للسعوديين فيما يتعلق بالتعليم والعلاقات الأسرية وتمكين المرأة، مع الحفاظ على التقاليد والدين والقيم الأسرية والاعتزاز بها ".
وأوضح أنه فيما يتعلق بالتقاليد والعيش في حياة منفتحة على العالم الغربي، "لدى المملكة العربية السعودية الكثير لتتعلمه منا كإسرائيليين ويهود".
ولفت إلى أن الجالية اليهودية الجديدة والقادمة إلى المملكة تتكون من مغتربين من دول عدة، مثل فرنسا وسويسرا والنمسا والولايات المتحدة وكندا.
وهرتسوغ ليس مبعوثا رسميا، ويقول إنه ليس منتميا إلى أي منظمة يهودية، ويعتقد أن ذلك يعود بالنفع للملكة؛ لأنهم يدركون أنه ليس لديه أي أجندة خارجية خلفه.
ويقول: "السعوديون يعرفون أن اهتمامي هو اليهود في المملكة، وكيف يمكنني إضافة قيمة إلى البلاد".
وأعرب هرتسوغ عن ثقته بأن تقوم السلطات السعودية بتمويل المراكز اليهودية في المملكة، معربا عن ثقته بنمو أنشطته العام المقبل في المملكة.