تداعت أحلام يائير لابيد والكيان الإسرائيلي في لحظات عندما نفذ فلسطيني عملية إطلاق رصاص في مدينة القدس وقريبًا من حائط البراق فأصاب بضعة مستوطنين بجراح بين متوسطة وخطيرة، وأصاب قادة الاحتلال الإسرائيلي بالذهول، والمغتصبين بالرعب الذي سيلازمهم طويلًا كلما فكروا باقتحام الأقصى أو التوجه إلى حائط البراق بحجة أداء شعائرهم الزائفة.
عملية البراق رد طبيعي بعد سلسلة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة وفي نابلس والقدس وبقية المناطق الفلسطينية المحتلة، رد متوقع بعد مشهد اغتيال الشهيد إبراهيم النابلسي ورفاقه _رحمهم الله_ والذي كان مميزًا سواء بوصيته للشباب الفلسطيني قبل ساعات من ارتقائه أو بموقف والدته وصورها التي شاهدها وتأثر بها غالبية الفلسطينيين، وقبل كل ذلك من الطبيعي أن تكون هناك مقاومة طالما يوجد احتلال والذي بحد ذاته أشد الجرائم، فكيف إذا كان الاحتلال لفلسطين ولبيت المقدس.
في المقال السابق وفي هذه الزاوية توقعت أن هناك "انفجارًا وشيكًا سواء بانتفاضة شديدة أو بموجة عمليات ذات أشكال مختلفة ضد الاحتلال"، ولا أعتقد أن تكون العملية في القدس سوى بداية موجة جديدة وشديدة من العمليات. يائير لابيد تعهد بالإمساك بكل منفذ عملية ولكنه لم يتعهد بمنع العمليات سواء في القدس أو في أي مكان في الضفة الغربية، وهو يعلم أنه لا يستطيع منع العمليات وربما سيفشل أيضا في الإمساك بالمنفذين إذا تطور العمل الفدائي وتنوعت أساليبه في الضفة الغربية.
الضفة الغربية تبدلت أحوالها في مقارعة الاحتلال بعد معركة سيف القدس والتي أحدثت تحولا إيجابيًّا في وعي الفلسطينيين صغارًا وكبارًا، ولذلك شهدت الضفة الغربية منذ معركة سيف القدس ارتفاعًا ملحوظًا في العمل الفدائي، وما زال في حالة تصاعد وقد يستمر على هذا النحو مع استمرار جرائم القتل وبناء المستوطنات وتدنيس المقدسات. فالبطش يولد المزيد من ردود الفعل العنيفة، وغياب البرامج السياسية والحلول المعقولة والمقبولة والاستمرار في تنغيض حياة الفلسطينيين سيبقى المنطقة بأسرها في حالة من التوتر وعدم الاستقرار ويؤدي إلى اندلاع معارك ومواجهات متنوعة بين المحتل والشعب الفلسطيني.