20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.68°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.68°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

خبر: برامج السم والعسل

احتفلت عدد من الفضائيات المصرية الخاصة بالذكرى السنوية لاستشهاد الإمام حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين، وقد تابعت احتفالات إحدى هذه الفضائيات في برنامجين في يومين متباعدين. استضاف المذيع في الأول (الحاجة استشهاد حسن البنا) ابنة الإمام المرشد، وهي تحمل درجة الدكتوراة في الاقتصاد، وقد تمحورت الأسئلة حول نقطتين الأولى بيان عبقرية الإمام البنا في جوانب الحياة كافة، والنقطة الثانية تمحورت حول قيادة الإخوان الحالية، والرئيس محمد مرسي بهدف إبراز مجموعة من نقاط انحراف القيادة الحالية ومرسي عن منهج حسن البنا، ولكن الحاجة استشهاد كانت لبقة وذكية فلم تخدعها مدائح البنا لتفوت الانتقاص والانتقاد للقيادة الحالية، فأنشأت بذكائها حالة من التوازن في البرنامج رغم مراوغات المذيع. وفي البرنامج الثاني استضاف المذيع مقدم البرنامج أربعة منهم ليبرالي ويساري واثنان ممن فصلوا من جماعة الإخوان، وقد أدار مقدم البرنامج الحوار على القاعدة نفسها للبرنامج الأول، وتمكن من خلاله الوصول إلى غايته حيث تم امتداح عبقرية البنا، وشيطنة القيادات الحالية التي ورثت قيادة الجماعة، ومعهم الرئيس محمد مرسي، وقد وجد بغيته لتحقيق هدف البرنامج في الأخوين المفصولين من الجماعة، أو الخارجين عنها، فقد وظفوا كل قدراتهم التحليلية وتاريخهم في الجماعة بشيطنة القيادة الحالية، وتقديمها كقيادة منحرفة عن منهج البنا، فمديح القائد الميت لا يضر الهدف، وذم القائد الحي يحقق الهدف. ومما يؤسف له أن المتحدثين في البرنامج انتقصوا سيد قطب رحمه الله كما انتقصوا القيادة الحالية التي وصفوها بالقطبية التي تكفر وتؤمن بالعنف، والمؤسف أن الفضائية لم تعط حق الرد للرأي الآخر لا من خلال استضافة متحدث عن القيادة الحالية، أو السماح بمداخلة تليفونية من قيادة الإخوان الحالية. إن فكرة مديح الميت، وذم الحي، هي كفكرة خلط السم بالعسل، ليست جديدة، فالأشرار يحبون الأخيار وهم أموات، ويعادونهم وهم أحياء، وهم في القيادة وتحمل المسؤولية، وحبهم وترحمهم على الأخيار وهم في القبور علامة على كذبهم ونفاقهم، فمن أحب فاضلا في حياته أو في مماته أحب أبناءه وتلامذته، إذ لا قيمة لعبقرية البنا إذا كان تلامذته منحرفين، أو كان سلوكهم سلوكًا استبداديًا، لا ينتمي إلى عبقرية القائد. إن عبقرية البنا لا تقتصر على فكره هو، وسلوكه هو، وعظمته هو، بل هي تمتد لنجدها في عظمة تلامذته وخلفائه، وسلوك تلامذته ومن تولى منصبه في مكتب الإرشاد، تمامًا كما يستدل المفكرون على عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال أبي بكر وعمر والخلفاء الراشدين والتابعين لهم بإحسان. ومن ثم لا يجوز مديح النبي صلى الله عليه وسلم وذم تلاميذه وأصحابه وتابعيهم، لأن هذا يدل على منهج خاطئ وموقف تقييمي غير منصف. وهذا لا يمنع من القياس الموضوعي والتقييم العلمي، لدرجة الاتباع، ودرجة الابداع، في ضوء القواعد والأسس الدائمة والثابتة في الجماعة الواحدة كجماعة الإخوان المسلمين.