ما زال الإسرائيليون يحيون مرور عامين على توقيع اتفاقيات التطبيع مع عدد من الدول العربية، لاسيما الخليجية منها، وبعد أن افتتح الاحتلال ثلاث سفارات وقنصلية جديدة، خدم فيها عشرات الدبلوماسيين الإسرائيليين، ويعمل على مشاريع جديدة مع القادة العرب، فإن وزارة خارجيته تعمل على إضافة المزيد من الدول للواقع الجديد في الشرق الأوسط، بما في ذلك توقيع عشرات اتفاقيات التعاون، في مجالات الأمن، والإنترنت، والحرب على الإرهاب، والتجارة، والاقتصاد، والسياحة.
في الوقت ذاته، تتحدث المحافل الدبلوماسية الإسرائيلية أن هناك عددا من البلدان العربية باتت في مرمى النظر لضمّها الى اتفاقيات التطبيع، على حد تعبيرها، فالسعودية وافقت مؤخرًا على الطلب المقدم من الخطوط الجوية الإسرائيلية بالتحليق فوق أجوائها، كما قدمت طلبًا إلى سلطنة عمان التي لا تربطها بدولة الاحتلال علاقات دبلوماسية رسمية كي تسمح للرحلات الجوية الإسرائيلية بالمرور عبر أجوائها، وهناك تفاؤل إسرائيلي بالموافقة على الطلب من خلال التدخل الأمريكي.
إيتمار آيخنر، المراسل السياسي، كشف في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "التعاون الأبرز بين دولة الاحتلال والدول العربية المطبّعة خلال العامين الماضيين تركز في الجوانب الأمنية والعسكرية، حيث تم نشر ضباط من البحرية الإسرائيلية في البحرين، والتنسيق الاستخباراتي ضد إيران، وعقد اجتماع سري في شرم الشيخ بمشاركة كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين والعرب، وناقشوا تهديد الطائرات دون طيار، بينهم قائد الجيش السعودي، بحضور قطر والأردن ومصر والإمارات والبحرين".
ونقل عن عوديد يوسف، المسؤول عن التطبيع بوزارة الخارجية، أن "إسرائيل تعمل على توسيع الاتفاقات، دون التزام بالمواعيد، رغم أن هناك رضا عن التقدم فيها، ونرغب برؤية المزيد من الدول تنضم قريباً، فيما أشار المدير العام لوزارة الخارجية، ألون أوشفيز، إلى أننا عززنا العلاقات التجارية مع الدول العربية المذكورة، ونمت تراكميًا مئات في المئة في الاستثمارات والاتصالات والتعاون الإقليمي وإنشاء منطقة تجارة حرة وتوسع السياحة، وتأسيس إسرائيل والأردن والإمارات مشروعًا ثلاثي المحاور للطاقة الخضراء، بجانب تعاون إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة والهند، مع مشروع إماراتي إسرائيلي مشترك في أفريقيا".
يكشف الرصد التقييمي لمدى التقدم في ملف التطبيع العربي الإسرائيلي أن هناك تصاعدا في الزيارات الثنائية، فقد قام الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، ورئيس الوزراء الحالي يائير لابيد، بعدة زيارات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، كما زار الأخير مملكة البحرين، والمغرب أيضًا.
كما شهد العامان الماضيان زيارات العديد من الوزراء للمغرب والإمارات العربية المتحدة، بمن فيهم بيني غانتس وأورنا باربيباي وأيليت شاكيد وأوريت فاركاش هاكوهين وعيساوي فريج وغدعون ساعر، فيما زار رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي ومفوض الشرطة يعقوب شبتاي المغرب، واجتمعا مع نظيريهما في الرباط، استكمالا لتعاون ثنائي في المجالات العسكرية، بل وإجراء تدريبات قتالية مشتركة.