بعد تفاعلات وصفت بالعنيفة لدى شرائح واسعة من المجتمع الفلسطيني وتحديداً في مدينة نابلس بسبب زيارة وفد طبي إسرائيلي لمستشفى رفيديا الحكومي، بحضور اللواء جبرين البكري محافظ نابلس ورئيس البلدية غسان الشكعة، ومطالبات جماهيرية بالتحقيق في ملابسات ما جرى.. اضطر البكري في ساعة متأخرة من مساء الخميس لإصدار بيان توضيحي بشأن ما جرى، وصل "[b][color=red]فلسطين الآن[/color][/b]" نسخة منه. البكري أقر بالزيارة أنها قد حصلت فعلاً، "لكن بدون المبالغات والبهارات التي تمت إضافتها من بعض وسائل الإعلام وتحديداً دنيا الوطن على حد تعبير البيان. مضيفا "أن من زار المستشفى هم أطباء إسرائيليون، وتم ترتيب زيارتهم من خلال الارتباط الإسرائيلي والفلسطيني بحضور الجهات المعنية في وزارة الصحة". وأشار البيان إلى خلو الوفد من وجود ضباط مخابرات إسرائيليين ولا قائد المنطقة الوسطى، مثلما لم يكن هناك مركبات بلوحات تسجيل صفراء، بل جاؤوا بمركبات فلسطينية. وأضاف "الزيارة كان هدفها مناقشة مواضيع لها علاقة بالتحويلات الصحية وخاصة علاج الأطفال في مستشفى "شنايدر"، وهذا الأمر ليس جديداً ولا محذوراً، بل معمول به منذ قدوم السلطة الفلسطينية، وهذه التحويلات تلبية لاحتياجات إنسانية وبطلب من المواطنين المرضى، وليس للرفاهية أو الاستجمام"، على حد تعبير البيان. وأعرب البكري عن استغرابه من قيام بعض الصحف والمواقع الالكترونية إثارة كل هذه الضجة المفتعلة دون أن تسأل أو تستفسر من المعنيين عن حقيقة ما جرى، وطبيعة الزيارة، قائلاً "كان الأولى أن تقوم تلك المواقع ومن باب المسؤولية المهنية والأخلاقية بالاستفسار وتلقي المعلومة من مصدرها الصحيح، وليس بناء على أقوال من هنا وهناك. [title]ما الذي نُشر؟[/title] وكانت مواقع إعلامية كشفت عن زيارة قام بها وفد طبي إسرائيلي لمستشفيات نابلس بحضور عدد من ضباط الإدارة المدنية في الضفة الغربية. ونقل تلفزيون "وطن" عن وكيل وزارة الصحة في حكومة رام الله عنان المصري تأكيده لمثل هذه الزيارة التي أشار إلى أنها تأتي من أجل التعاون ونقل الخبرات على حد وصفه، معرباً عن تفاجئهم من تواجد ضباط في الجيش الإسرائيلي برفقة الوفد الطبي. الغريب في الأمر، أن السلطة اشتكت في أوقات سابقة من تدخلات الإدارة المدنية في الضفة الغربية بعملها، حيث أصبحت تقوم ببعض الأنشطة التي توزاي عمل السلطة ومؤسساتها. وكان موقع "دنيا الوطن" نقل عن أحد الأطباء في مستشفى رفيديا بنابلس قوله: "فوجئنا صباح الثلاثاء الماضي بتواجد أمني مكثف وجيبات من الأمن الفلسطيني داخل حدود المستشفى، وعندما سألنا قيل لنا أن أطباء من عرب الداخل سوف يزورون المستشفى، إلا أننا اكتشفنا أن الوفد كان إسرائيليا بامتياز، وهذا لا يعيب أي تعاون طبي بحت مع الإسرائيليين، لكنه ضم كبار ضباط ما يسمى الإدارة المدنية التي هي عسكرية بامتياز، وكان يرافقهم ضباط مخابرات بزي مدني. والإدارة المدنية مؤسسة إسرائيلية أنشأت بعد احتلال عام 1967 من أجل إدارة شؤون السكان الفلسطينيين، ويعمل بها ضباط وعناصر من الجيش والمخابرات الإسرائيلية. وبالرغم من إنشاء السلطة الفلسطينية أبقى الاحتلال على الإدارة المدنية، حيث تقوم بالإشراف على العديد من الأمور الحيوية في الضفة الغربية من بينها التحكم بسجل السكان الفلسطينيين، حيث تمتلك قاعدة بيانات كاملة عن السكان الفلسطينيين في الضفة وغزة والمواليد والوفيات. ويعتبر سلوك الإدارة المدنية في الضفة الغربية خلال الأشهر الماضية وتعاون بعض الأطراف الفلسطينية معها، محاولة منها مرة أخرى للعودة لتدخل في حياة الفلسطينيين بطريقة مباشرة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.