تداولت مواقع التواصل معلومات عن عزم الابنة الوحيدة للرئيس “حافظ الأسد وشقيقة رأس النظام “بشرى الأسد“، كشف المستور وفتح ملفات مغلقة بخصوص مقتل زوجها “آصف شوكت“، وخفايا الحرب التي شنّها شقيقها على السوريين وأسباب هروبها إلى دبي.
وسيكون ذلك بحسب المعلومات المتداوَلة من خلال حلقات تلفزيونية مسجّلة.
ما سر توقيت الظهور؟
وهو الأمر الذي فتح باب التكهنات عن سرّ توقيت هذا الظهور، الذي يأتي بعد 10 سنوات من غيابها عن المشهد إلا في استثناءات قليلة.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن بشرى الأسد التي تعيش في دبي بالإمارات العربية المتحدة، ستقوم بتسجيل عشر حلقات تلفزيونية، كل حلقة لمدة ساعة مع قناة أمريكية معروفة لم يُذكَر اسمها.
وتساءلت المصادر، إن كانت بشرى ستتناول مجازر شقيقها، وما تأثير هذه الحلقات على الوضع السوري؟ وما هدف القناة من إظهارها على التلفزيون لأول مرة؟ وهي التي عُرفت بإقلالها من الظهور الإعلامي كوالدتها “أنيسة مخلوف” حتى على قنوات أو وسائل إعلام النظام السوري.
أنيسة مخلوف ونجلها بشار الأسد
وكان”آصف شوكت” قتل في تفجير خلية الأزمة بدمشق في 18 تموز 2012، وهي الحادثة التي تبنتها المعارضة المسلحة حينها، ولكن بالمقابل اتجهت أصابع الاتهام إلى نظام الأسد، الذي ربما يكون قد لعب دوراً في تصفيته.
حيث لم يكن آصف مرغوباً من قبل أبناء الأسد والدائرة المقربة منهم، كما جاءت حادثة التفجير في ذروة اتهامه بالتقصير في التدابير الأمنية، بخصوص مقتل قيادي حزب الله “عماد مغنية” وسط دمشق في 12 شباط/فبراير 2008، باختراق من الموساد وفي أكثر الأماكن الأمنية تحصيناً، وفق معلومات تمّ تداولها آنذاك.
الصهر اللدود
ووُلدت بشرى الأسد في 24 أكتوبر 1960، وهي الابنة البكر لأبيها، الذي كان رئيساً لسوريا من 1971 إلى 2000.
عائلة حافظ الأسد
وتزوجت من “آصف شوكت” الصهر اللدود لعائلة الأسد، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة السورية، والرئيس السابق للمخابرات العسكرية السورية.
وانتقلت بعد مقتله إلى دبي بالإمارات العربية المتحدة مع أبنائها الخمس، وفي يناير 2013 ، انضمت والدتها “أنيسة مخلوف” إليها.
زواج سري وتأشيرة شنغن
وفي الإمارات العربية المتحدة تمتّعت بشرى بدعم بعض الدوائر المتنفذة في أبو ظبي ودبي، وبحسب موقع “أوريون 21” الفرنسي، فإنّ علاقات بشرى الأسد بالسلطات المحلية الإماراتية، كانت جيدة إلى درجة أنه كان يتداول على نطاق واسع، عن “زواجها السري” من قائد شرطة دبي “ضاحي خلفان“.
بشرى الأسد وضاحي خلفان
وهي “الشائعات” التي تعكس مدى الترحيب وحسن الاستقبال الذي أحيطت به بشرى الأسد، من قبل قائد شرطة دبي للأرملة، الذي دافع عنها عندما تمّ رفض طلبها للحصول على تأشيرة “شنغن”.
أما بشار الأسد فقد وصفه ضاحي خلفان -الذي يشتهر بصراحته واستخدامه الكثيف لتويتر، إذ يتابعه أكثر من مليوني شخص ـ بأنه “رجل ذو حس أخلاقي كبير”.
شحنة أموال من دبي إلى مطار دمشق
كما حافظت بشرى الأسد على صلة وثيقة بشخصيات أمنية واقتصادية في دمشق.
وبحسب التقرير الإستراتيجي السوري الصادر عن “المرصد الإستراتيجي” في 25 يناير 2021، فإن هناك جهوداً تقوم بها “بشرى الأسد” للدخول بقوة في سوق المال بسوريا.
حيث حطّت طائرة “Tupolev” قادمة من دبي قبل أسابيع -من إعداد التقرير- وعلى متنها مبالغ نقدية كبيرة، مؤكّداً أن بشرى تواصلت مع حاكم مصرف سوريا المركزي “حازم قرفول”، الذي بادَر إلى ترتيب نقل الشحنة القادمة من مطار “المزة” العسكري إلى مقرّ المصرف، مستعينًا بفرق حماية من الحرس الجمهوري والمخابرات الجوية، بحسب موقع “أوريان 21“.
وأُدرجت بشرى الأسد على لائحة العقوبات التي تبناها الاتحاد الأوروبي ضد سوريا، في إطار ما عُرف بقانون قيصر الأمريكي بتاريخ 17 من حزيران 2020، وتضمّنت العقوبات التي طالتها وأفرادَ أسرتها، منْعَ التأشيرات وتجميدَ الأرصدة.
وتمّ تجميد أموال بشرى الأسد داخل الاتحاد الأوروبي، ومُنعت من الدخول أو العبور عبر أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد.
شقة في حي نايتسبريدج
ولكنّ المثير للاستغراب أن ابنتها التي أخذت اسم جدتها “أنيسة” سُمِح لها بالالتحاق بجامعة الفنون في لندن، لتدرس التصميم المكاني، على الرغم من كونها أحد أفراد العائلة الخاضعة لعقوبات دولية.
وخضع حسابها المصرفي لأمر تجميد الحسابات في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وصادرت الوكالة الوطنية للجريمة مبلغ 25 ألف جنيه إسترليني في حسابها المصرفي، بعدما أبلغت الوكالة مصرف «باركليز» بأن أنيسة شوكت «لديها روابط عائلية بالنظام الحاكم في سوريا».
وتعيش أنيسة في شقة في حي “نايتسبريدج” بلندن، يبلغ إيجارها السنوي 60 ألف جنيه استرليني.
مجرد “ربة بيت”
وكانت المحكمة الأوروبية رفضت “الأدلة” التي قدمتها بشرى الأسد، والتي تخفّف من علاقتها بالرئيس السوري، مصرّحة أنها فقط “شقيقته”، ولا علاقة لها بالنظام، وأن زوجها آصف شوكت قد قتل عام ٢٠١٢، وأنها تسكن الآن مع أطفالها في الإمارات العربية المتحدة وهي مجرد “ربة بيت”.
ورفضت المحكمة كلّ هذه الأدلة، مصرّحةً بأن علاقتها العائلية مع بشار الأسد وأعضاء في النظام السوري وعدم “ابتعادها الرسمي” عنهم، هي كافيةٌ لإثبات علاقات مع النظام في دمشق.