هل مر بك من قبل في لحظة أن كنت تفكر في شيء ما ويتصادف أن يفكر شخص آخر قريب منك في نفس الشيء؟ إذا كان هذا قد حدث معك فأنت تكون قد مررت بتجربة تخاطر عن بعُد، أو كما اصطلح العلماء على تسميتها Telepathy. والتليباثي أو التخاطر هو القدرة على نقل الأفكار من شخص إلى آخر بدون التحدث اللفظي أو المرئي أو أي وسيلة أخرى معه، إلا عن طريق نقل الأفكار فحسب. وتعتبر هذه القدرة من إحدى القدرات ما فوق الطبيعة، وهي نادرة الحدوث عند البشر، وإن حدثت تحدث بدرجات مختلفة من حيث الشدة والضعف، والعشوائية والقدرة على التحكم في هذه القدرة. ظهر مصطلح التيلباثي Telepathy أول مرة على لسان العالم (مايرز) عام 1882 وهو أول من بدأ الاهتمام ودراسة هذه الظاهرة بصورة متخصصة. وظاهرة التيلباثي ترى أن مخ الإنسان يصدر إشارات كهرومغناطيسية دقيقة تختلف من حالة إلى حالة كالتالي: -حالة اليقظة: أشعة بيتا (β). -عند التأمل: أشعة ألفا(α). -عند الاسترخاء الشديد: أشعة ثيتا(θ). -عند النوم: أشعة دلتا(∆). وجد ( مايرز ) أن الحب والارتباطات العاطفية تعزز قدرة التخاطر بين المتحابين بصورة عميقة، ولذا لا تستغرب حينما تجد اثنان من العشاق تتواصل الألفاظ فيما بينهما، وتجد الكلمات تتشابه والأفكار تتشابه والتصرفات تتشابه. [title]تجارب روبرت شولدراك وجانزفيلد [/title] قام ( روبرت شولدراك ) من جامعة كامبردج بإجراء عدة تجارب على التخاطر عبر الهاتف، بمعنى أن يقوم الشخص بالتفكير في شخص واحد فقط وتوقع أن يقوم هو بالاتصال الآن دوناً عن غيره. وبالفعل فقد قام بإجراء التجربة على شريحة كبيرة من المتطوعين بالتجربة، فتمكن 45% منهم بتوقع شخص محدد بالاتصال بهم وصدقت توقعاتهم. بينما حينما سأل عينة عشوائية من الناس إن كان هذا قد حدث لهم في حياتهم ولو مرة واحدة، فأجاب منهم 76% بالإيجاب بأن هذا قد حدث معهم مرة واحدة على الأقل. أما (جانزفيلد) فكان يهوى اللعب، فقام بإجراء تجربة على عدة أشخاص، اثنين اثنين ببطاقات (زينر) Zener للعب – وهي مجموعة من الأوراق تحمل رموز مختلفة – فأجلس الشخصين قبالة بعضهم البعض، وقام أحدهم بالتفكير في رمز معين في ورقة محددة وطُلب من الشخص الآخر أن يتوقع هذه الورقة، فأصاب 20% منهم في نتائج التوقع. وهي نسبة جيدة للغاية بالنسبة لعلم الاحتمالات والمصادفات. من حوادث التخاطر المسجلة تعد حادثة الخليفة الراشد الثاني (عمر بن الخطاب) مع (سارية بن زنيم) , وكان ( سارية ) قائد جيش يحارب الفرس على أعتاب نهاوند في بلاد فارس، وكان الجيش يقاتل واشتد القتال، وضاق الحصار على المسلمين، وأوشك الجيش على السقوط في مأزق الهزيمة. وعلى بعد آلاف الأميال وبينما (عمر بن الخطاب) يقف على منبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخطب خطبة الجمعة، إذ يقطع خطبته فجأة ويرفع صوته بالنداء قائلاً: "يا سارية .. الجبل الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم" , فتعجب المسلمين من صنيع أمير المؤمنين ولكن حينما سألوه بعد الخطبة قال: "والله ما ألقيت له بالاً، شيء أًتيّ به على لساني". وظل المسلمون على حيرتهم حتى عاد (سارية) منتصراً وأنبأهم عن الخبر: "كنا محاصرين في منخفض، والفرس على جبل عال، وأوشكت الهزيمة أن تلحق بنا، حتى سمعنا منادياً ينادي من مكان ما أن يا سارية عليك بالجبل , فتقدمنا وفتح الله علينا بالنصر من هذه الخطوة" (بتصرف) . أما حوادث التخاطر بين التوأمين فقد سجلت أعلى نتائج لها . [title]التدريب على التخاطر[/title] يرى الكثير من العلماء أن التخاطر موهبة من الممكن أن تزيد قوتها بالتركيز والمران، وأضحوا أن أسس التخاطر تكمن في تشابه الحالة الذهنية بين المستقبل والمرسل، فإذا كان المرسل في حالة استرخاء فيجب على المستقبل أن يكون في نفس الحالة وأن يُعد ذهنه لاستقبال الرسالة العقلية، وإلا قطع الاتصال بينه وبين المرسل .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.