قالت صحيفة واشنطن بوست؛ إن أوكرانيا لن تتلقى على الأرجح، منظومة القبة الحديدية من الاحتلال الإسرائيلي، لأسباب استراتيجية أهمها الحفاظ على العلاقة مع موسكو.

وأدى هجوم موسكو الجوي العنيف قبل أيام على المدن الأوكرانية، إلى تصعيد الضغط على الدول الغربية، لتسريع تسليم أوكرانيا أنظمة دفاع جوي، لكن "القبة الحديدية"، لن تكون واحدة من تلك الأنظمة الدفاعية.

وتستخدم القبة الحديدية أجهزة اعتراضية موجهة بالرادار لتفجير مقذوفات معادية في السماء، حيث تعتمد إسرائيل على هذا النظام المتطور لحماية المدنيين من الصواريخ، التي تطلقها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

قال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، في مقابلة، الثلاثاء، بعد يوم من الضربات الصاروخية الروسية: "تتمتع إسرائيل بخبرة كبيرة في مجال الدفاع الجوي والقبة الحديدية، ونحن بحاجة إلى النظام نفسه بالضبط في مدينتنا".

وأضاف: "لقد تحدثنا معهم لفترة طويلة بشأن هذا الموضوع. لكن المناقشات لم تنجح".

وبعد الضربات الروسية على 12 مدينة أوكرانية، الاثنين، ناقش وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي.

وقالوا؛ إن درء الضربات الروسية سيتطلب مجموعة من الأنظمة الدفاعية، تقدمها دول عدة، وذلك بهدف صد مستويات مختلفة من الأسلحة.

قال مسؤول دفاعي أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية؛ إن واشنطن سترسل إلى أوكرانيا نظامين متقدمين من صواريخ أرض - جو "في غضون الأسابيع العديدة المقبلة".

وبحسب خبراء عسكريين أمريكيين وإسرائيليين، فإن نظام القبة الحديدية غير مصمم لاعتراض معظم الصواريخ التي ضربت أوكرانيا، الاثنين، وأدت لمقتل 20 شخصا.

لكن الأوكرانيين يقولون؛ إن النظام الدفاعي الإسرائيلي يمكن أن يساعد على حماية السكان من صواريخ غراد، وغيرها من المقذوفات الأصغر، التي دمرت المباني السكنية ومراكز التسوق ومحطات القطارات.

وقال كليتشكو: "سيكون ذلك مفيدا بالتأكيد؛ لأن الروس يرسلون أيضا طائرات من دون طيار، ويستخدمون أنواعا مختلفة من الصواريخ".

ويقول محللون؛ إن قرار عدم تسليم إسرائيل لمنظمة القبة الحديدية لأوكرانيا، مدفوع بفكرة أن البلاد لا تستطيع تسليح كييف بشكل مباشر، لأسباب تتعلق بالتعاون الاستراتيجي مع روسيا في سوريا.

وندد المحلل الاستخباراتي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، برفض إسرائيل تقديم القبة الحديدية وغيرها من المساعدات المادية إلى أوكرانيا. وقال؛ "إنه مجرد خوف من بوتين".

وفي سوريا، سمح بوتين، إلى حد كبير للطائرات الحربية الإسرائيلية بمهاجمة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، الذين تتهمهم "إسرائيل" بنقل أسلحة إلى حلفاء في سوريا ولبنان.