19.93°القدس
19.36°رام الله
18.3°الخليل
22.34°غزة
19.93° القدس
رام الله19.36°
الخليل18.3°
غزة22.34°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

"الإرباك الليلي" بالضفة.. مقاومة شعبية تفرض على الاحتلال معادلات جديدة

"الإرباك الليلي" بالضفة.. مقاومة شعبية تفرض على الاحتلال معادلات جديدة
"الإرباك الليلي" بالضفة.. مقاومة شعبية تفرض على الاحتلال معادلات جديدة

لا تهدأ مجموعات "الإرباك الليلي" طوال الليل والنهار، فأمام تهديدات وعمليات الاحتلال المتكررة، بدأت تنتشر على مدار الساعة والوقت في مخيم ومدينة جنين، لرصد تحركات وحدات المستعربين التي تسبق عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلية ووحداته الخاصة في عمليات التوغل للمخيم والمدينة؛ في ظل مزاعم "إسرائيل" بوجود قائمة كبيرة من المطلوبين المدرجة أسماؤهم على قوائم الاغتيال لدى جهاز "الشاباك" الاسرائيلي.

ووسط اعترافات قادة الاحتلال وأجهزته  بتعقيدات كبيرة في كل عملية توغل لمخيم جنين وتراجع قدرات جيش الاحتلال في كبح رماح المقاومة التي تتابع تحركات جيش الاحتلال في كافة أماكن تواجده في محافظة جنين، رصَدَ نُشطاء، العمليات الخطيرة التي نفذتها الواحدات الخاصة في المنطقة، لتبقى تحت نظر الجيش ومخابراته والتقليل من المخاطر الكبيرة التي تنتظرهم في كل عملية توغل تتحول فيها الشوارع خاصة في مخيم جنين لساحات مواجهة ومعارك عنيفة مع الاحتلال.

وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال يوفر كل الدعم للوحدات الخاصة في تحركاتها، لنجاح عمليات الرصد والمتابعة بعد المعارك العنيفة التي سجلت في مدينة ومخيم جنين خلال الفترة الأخيرة، فبعد عملية التوغل التي هدم فيها الاحتلال منزل الشهيد رعد خازم منفذ عملية تل أبيب،واستشهد فيها محمد سباعنة فجر تاريخ 6/9/2022، وأصيب عدد كبير من الشبان، تبين لفرق مجموعات الإرباك، أن وحدات المستعربين تسللت لعمارة مرتفعة بعلو 10 طوابق وسط جنين في منطقة مطلة من اتجاهاتها الأربعة على الشوارع الرئيسية المؤدية للمدينة والمخيم بهدف توفير غطاء ورصد كل التحركات في المناطق بين المدينة والمخيم.

وبحسب المصادر، فإن وحدات المستعربين تسللت كما أظهرت كاميرات الفيديو في وقت لاحق إلى العمارة من إحدى المخازن الخلفية فيها، وذلك بعد فتح بواباتها بطريقة لايمكن لأحد اكتشافها، ومن خلالها صعدت إلى الطابق الأخير، حيث يقع "صالون حلاقة" وقاموا بفتحه والمكوث فيه حتى انتهت العملية، وبالتالي كان المستعربين يرصدون ويصورون كل حركة ويوفرون الأمان للجيش الذي كان ينفذ عملية هدم منزل خازم التي استغرقت ساعات بسبب المقاومة العنيفة التي شهدتها مدينة جنين.

ويرى المراقبون أن فشل هذا الكمين أنقذ حياة الكثير من المقاومين، فرغم اختباء المستعربين واستمرارهم بالتواجد حتى انسحبت قوات الاحتلال؛ كانت المفارقة أن المقاومين لم يستخدموا المنطقة المرصودة لتنفيذ هجماتهم، وهذا ساعد في منع ارتكاب جريمة أكبر.

وبحسب المتابعات وماينشره نشطاء التواصل والإرباك الليلي، ومجموعات المقاومة، فإن دوريات الاحتلال وقواته الراجلة لاتتحرك ولاتدخل إلى مدينة ومخيم جنين إلا بعد تسلل الوحدات الخاصة تحت جنح الظلام والتسلل إلى المنازل ونصب القناصة فيها.

في 21 من تشرين أول، بدأت العملية الإسرائيلية  الأخيرة في جنين قبيل منتصف الليل، عندما فوجئت عائلة الأسير المحرر كفاح نظمي علاونة، باقتحام وحدات المستعربين لمنزلها وانتزاع ابنها براء (22 عاماً) بطريقة وحشية بعد أن احتجزوا العائلة وفتشوهم.

خلال ذلك، تبين ورصدت كاميرات المراقبة في الحي أن عملية الوحدات الخاصة لن تبدأ بالاقتحام، فقد تسللت تحت جنح الظلام بمركبات تحمل لوحة ترخيص فلسطينية، وحاصرت المنطقة.

 وأفادت المصادر، بأن المستعربين حولوا العمارات المحيطة في منزل علاونة وحي السيباط الذي يقع فيه لثكنة عسكرية، فنصبوا فرق القناصة على نوافذ العمارات المحيطة؛ نظرا لموقعها الحساس، وعندما اكتمل الحصار على المنطقة، دخلت 3 مركبات تحمل لوحات ترخيص فلسطينية، وتوقفت أمام وحول منزل علاونة وخلال ثواني كان المستعربين في كل مكان لتنفيذ العملية.

لم ينتهِ المشهد، فقد تبين أن الوحدات الخاصة احتلت العديد من العمارات في عدة مواقع تطل على المناطق والشوارع التي تشهد دوماً اشتباكات ويتخفى فيها المقاومون لمهاجمة الأهداف الإسرائيلية، وقد أطلق المستعربون النار من مكامنهم، ما أدى إلى سقوط الشهيد صلاح بريكي، وإصابة العديد.

عملية الاحتلال الأخيرة في جنين، والتي شارك فيها أربعين دورية عسكرية، لم تُقيد يد المقاومة، فقاتل مقاومون من كتائب شهداء الأقصى "لواء الشهداء" ، و"كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس، قوات الاحتلال بضراوة، خاضوا خلالها اشتباكات مسلحة عنيفة، تخللها إلقاء عدد كبير من العبوات الناسفة التي هزت المدينة وأثبتت قدرات المقاومة على تطوير أدواتها القتالية، وفي مقدمتها العبوات الناسفة محلية الصنع.

بعد الانسحاب الإسرائيلي، كشف الأهالي أن تواجد وكمائن الوحدات الخاصة لم تقتصر على منطقة العملية الأحياء الساخنة التي تدور بها الاشتباكات، بل تبين أن هنالك كمائن في عمارات مرتفعة في أطراف الحي الشرقي المؤدية إلى الملعب البلدي ودوار البادية والمنطقة الصناعية.

 وقال المواطن خليل يوسف: فوجئنا حوالي الساعة التاسعة من مساء الخميس بوحدات خاصة تقتحم منزلي الواقع في الطابق السادس، أشهروا سلاحهم في وجوهنا، واحتجزونا في غرفة واحدة بعدما صادروا أجهزتنا الخلوية "، ويضيف، وضعونا تحت الحراسة المشددة ومنعونا من التحرك ونصبوا أسلحتهم القناصة على نوافذ منزلنا المطلة على الشارع الرئيسي حتى الفجر.

فيما قالت المواطنة أم حليم، إن الوحدات الخاصة اقتحمت منزلها حوالي الساعة السابعة مساء يوم الجمعة وأخرجوها وأسرتها من المنزل ونقلوهم  إلى منزل جيرانهم، مضيفة، جمعونا أكثر من 20 نفر في المطبخ بعدما استولوا على أجهزتنا الخلوية، ومنعونا من الحديث والحركة وبقينا محتجزين حتى الصباح، وتكمل:" أثناء مغادرتهم هددونا بالعودة واعتقالنا اذا أبلغنا أحد، ووجدنا آثار إطلاق الرصاص من منزلنا وتخريب وعبث متعمد ".

ويتوقع مراقبون، أن تشتد الأوضاع وتتوتر بشكل أكبر في محافظة جنين، في ظل عجز الاحتلال عن الوصول لمن يسميهم بالمطلوبين، والذين خرجوا إلى شوارع جنين، وسط مشاعر السخط والغضب بعد استشهاد عدي التميمي، وهم يتوعدون بتصعيد المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، واستمرار جنين كما قال المتحدث باسم المقاومة في خوض المعارك العنيفة على طريق الحرية والاستقلال والنصر .

أما الناطق باسم مجموعات الإرباك الليلي قال،  مهما امتلك الاحتلال من أجهزة ومعدات وأدوات حديثة، فإننا قادرون على التحدي والاستمرار وخوض المعركة، ولن ترهبنا أو توقفنا الوحدات الخاصة وغيرها من أدوات القتل الاسرائيلية.

وكالات