أكد أسرى فلسطينيون أن الشهيد عرفات جرادات استشهد في قسم (11) التابع للعصافير في سجن "مجدو". ونقل محامي مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان محمد العابد خلال زيارته أمس الاثنين لـ"مجدو" عن مناضل سعادة أحد قادة الأسرى تأكيده أن جرادات قضى على ما يبدو نتيجة التعذيب الذي تعرض له على يد من يوصفون بالعصافير في قسم (11) في سجن "مجدو". وذكر الأسرى أنهم أعلنوا الحداد العام لمدة ثلاثة أيام وقاموا بإرجاع وجبات الطعام، احتجاجا على ذلك. وطالب أسرى مجدو الإدارة بتغيير الطبيبة الإسرائيلية المشرفة على عيادة السجن، مشيرين إلى أنها غير أمينة على أرواحهم بسبب لا مبالاتها لأوضاع المرضى وعنصريتها وعدم كفاءتها. [title]مطالب بالتوثيق[/title] من ناحيته، طالب الباحث في المؤسسة أحمد بيتاوي بالضغط على إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية ومحققي "الشاباك" الإسرائيلي بغرض إجبارهم على توثيق مراحل التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين بالفيديو، أسوة بالسجناء الجنائيين. وأوضح أن إدارة السجون ومحققي "الشاباك" يوثقون في الغالب وبالصوت والصورة جولات التحقيق مع السجناء الجنائيين لكي يثبتوا للقضاء الإسرائيلي أن المعلومات والاعترافات لم تُؤخذ تحت التعذيب، وهو الأمر الذي يرفض "الشاباك" تطبيقه مع الأسرى الفلسطينيين الأمنيين تحت دواعٍ أمينة وبحجة الخوف من كشف أساليب التحقيق. ولم يستبعد بيتاوي أن يكون جرادات قد استشهد نتيجة التعذيب الذي تعرض على يد من يوصفون بـ"العصافير" الذين عادة ما يلجئون لهذا الأسلوب، وهو أمر أكده عدد من الأسرى السابقين. ولفت بيتاوي إلى أن محققي "الشاباك" عادة ما يسمحون في بعض الأحيان وبإطار محدود للعصافير باستخدام التعذيب الجسدي لانتزاع المعلومات، كما قد يتهم هؤلاء العصافير الأسير الفلسطيني بأنه عميل للاحتلال، وقد يستخدمون معه العنف والضرب تحت هذه الحجة. وأوضح الباحث في مؤسسة التضامن أن بعض الكتاب الإسرائيليين بدءوا يتحدثون عن العصافير ودورهم في السجون ويطالبون بمراقبة تصرفاتهم وأعمالهم مع الأسرى الفلسطينيين، حيث ذكرت الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة "هآرتس" -عميره هس- أن التجارب السابقة أثبتت أن المستنطقين (العصافير) يستعملون شتى الطرق والتهديدات لاستخراج المعلومات من الأسرى. وحذر البيتاوي من أن تضيع قضية استشهاد جرادات بين جهاز الشاباك الإسرائيلي وإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية والعصافير، بحيث يلقي كل طرف مسئولية اغتياله للطرف الآخر. هذا ويمنع جهاز الشاباك وبغطاء من المحكمة الإسرائيلية الأسير الفلسطيني خلال مكوثه في أقسام العصافير من زيارة المحامي والصليب الأحمر أو أيٍ من المؤسسات الحقوقية.