يخشى الاحتلال الإسرائيلي تفوق الشعب الفلسطيني وسعيه نحو العلم ونحو خط خطوات النجاح والفلاح في الدنيا، فيسعى لاختطافه، محاولاً عدم السماح بذلك، لكنه لا يعلم أن الإرادة التي في النفس، أقوى وأكبر من معادن الدنيا. يدور الحديث، عن طالب الماجستير في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، محمود صقر عصيدة 25 عاماً من بلدة تل، قرب نابلس، الذي أراد أن يكمل مسيرة تعليمه في تخصص اللغة العربية، إلا أن سيف الاعتقال المسلط على رقاب جميع أبناء الشعب الفلسطيني كان من نصيبه هذه المرة. محمود، وهو الأصغر في الأولاد، اعتقل بتاريخ 4/2/2013 من منزله في القرية، بعد مداهمتهم وتفتيشه، ومصادرة جهاز "لابتوب" ومجموعة من الكتب الدينية التي تخص الأسير. وأنهى محمود دراسة البكالوريس من جامعة النجاح تخصص لغة عربية، وسجل لمرحلة الماجستير وأنهى فيها فصلاً واحداً ولم يبدأ دوامه للفصل الدراسي الثاني، بسبب الاعتقال. ليست هذه المرة الأولى التي لا يتمتع فيها محمود بدراسته، فقد اعتقله الاحتلال في مايو 2011 وحكم عليه بالسجن ثمانية أشهر، وتعطلت دراسته الجامعية في ذلك الوقت، ما شكل عقبة أمامه لانتظار الفصل البديل. لكنه ليس الابن الوحيد الذي يعتقل في العائلة، فشقيقه أحمد 33 عاماً اعتقل لأول مرة عام 2007، وحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر، ومرة أخرى عام 2008 وحكم بالسجن ثلاثة أشهر أيضاً، كما تعرض شقيقهم فادي 34 عاماً للتحقيق والاستجواب لمدة أسبوع. وقال مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش: "إن الأسير عصيدة، لا يزال محتجزاً في سجون الاحتلال دون محاكمة، ما يشكل انتهاكاً لكافة الحقوق الإنسانية وحقوق الأفراد بالتعلم والتمتع بحقوقهم، التي هي أدنى الحقوق بالنسبة للعالم أجمع". وكثّف الاحتلال مؤخراً من اعتقال الطلبة، لا سيما طلبة الجامعات، الذين تعدّهم "إسرائيل" منابع للثقافة، ومنابر للعلم وللقيادة المستقبلية للشعب الفلسطيني، وهم الكلمة المؤثرة بالنسبة للشباب الفلسطيني.