خبر: "المغازي" المخيم الوحيد الذي لا يوجد به مدرسة ثانوية
03 مارس 2013 . الساعة 07:24 ص بتوقيت القدس
"أصلِِّ الفجر وبعدها مباشرةً أسير على قدمي آلاف الأمتار لأصل إلى مدرستي التي تقع في مخيم النصيرات، فمخيمنا لا يوجد به مدرسة ثانوية.. لا تستغرب فما أفعله ليس بالجديد فأبي وإخوتي الذين يكبروني سناً كانوا يفعلون ما أفعله الآن". بهذه الكلمات بدأ الطالب "عمار" حديثه لمراسل "[color=red]فلسطين الآن[/color]" عن المعاناة التي يكابدها وجميع الطلاب من سنه في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة الذي عانى ولا يزال كما غيره من مخيمات ومدن قطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ عام 2006، والذي أوقف بشكل كبير عمليات التنمية والإعمار، من خلال إيقاف إدخال مواد البناء. [title]معاناة جسدية ومادية[/title] فمنذ عشرات السنين يشق أبناء وطلاب مخيم المغازي طريقهم إلى مدرستي المنفلوطي بمدينة دير البلح وخالد بن الوليد بمخيم النصيرات نظراً لعدم وجود مدرسة ثانوية في مخيمهم، وحال الطالب "عمار" لا يختلف عن حال مئات الطلبة الذين يضطرون للذهاب إلى المدرسة مشياً مرغمين بفعل الأوضاع المادية الصعبة التي لا تمكنهم من دفع أجرة المواصلات إلى المدرسة بشكل يومي. أما الطالب "حسن المصدر" فحاله أفضل قليلاً من باقي طلاب جيله فوالده وفر له وسيلة مواصلات توصله وأبناء عمومته في المرحلة الثانوية إلى المدرسة ألا وهي "التكتك"، فتلك الوسيلة وإن كانت خطرة على حياتهم فإنها أفضل من المشي بشكل يومي إلى مدرسة "المنفلوطي" التي تبعد عن منزلهم آلاف الأمتار. وبتقديرات "حسن" فإن الطريق إلى مدرستهم يستغرق منهم ربع ساعة ذهاباً -ومثلهم- على تلك الوسيلة، وما يزيد عن الساعة في حال المشي على الأقدام، وبالحسابات المالية اليومية للتلاميذ الذين يستقلون سيارات وهم قليلون جداً، فإن مصروفهم اليومي لمدرستهم يكلفهم 4 شواقل، وهو الأمر الذي يحاول الشباب إخفائه عن زملائهم الذين يعانون أوضاعاً اقتصادية صعبة تحرمهم من استخدام تلك الوسيلة. [title]معاناة مشتركة[/title] ويشارك المعلمون من ذات المخيم تلاميذهم ذات المعاناة، إذ يحاول أستاذ الثانوية "عمار العروقي" 29 عاماً إعداد نفسه مبكراً بساعتين من أجل الوصول إلى مدرسته، فبعض الأحيان يذهب مشياً على الأقدم وأيام أخرى يستقل سيارة إن كان الوقت أصبح متأخراً. ويقول العروقي: "إن كان الوصول إلى المدرسة بسيارة أمر ممكن في بداية الدوام؛ فالعودة إلى البيت أمر غير ممكن، وذلك نظراً لأعداد الطلاب والمعلمين الذين يريدون الوصول إلى بيوتهم عبر سيارات الأجرة، الأمر الذي يتمثل بكثرة الركاب وقلة السيارات ". مدير مدرسة المنفلوطي "سمير ثابت" يرى أن طلاب المغازي يشكلون نسبة عالية من طلاب مدارس الثانوية المنتشرة في أرجاء المحافظة الوسطى الأمر الذي دفعه لمناشدة وزارة التربية والتعليم لبناء مدرسة ثانوية للبنين في المخيم. وبتقديراته فإن طلاب المغازي يشكلون نصف طلاب مدرسته "المنفلوطي"، التي تعمل وفق نظام الفترتين الصباحية والمسائية، إضافة إلى الأعداد المشتتة على مدرسة عبد الكريم العكلوك، ومدرسة خالد بن الوليد. [title]دعوات بلا حلول[/title] من ناحيته أكد مدير التربية والتعليم بالمحافظة الوسطى "علي أبو حسب الله"، أن مشروع بناء مدرسة ثانوية في مخيم المغازي هو أولى وأهم مشروع في مديريته. وبين أبو حسب الله خلال تصريحات صحفية سابقة له أن مديريته حصلت على قطعة أرض في مخيم المغازي على مساحة 4 دونمات، لأجل تأهيلها لبناء مدرسة لطلاب المخيم، وهو الأمر الذي أتممته المديرية مع صاحب قطعة الأرض، ومع سلطة الأراضي. وأضاف: موضوع بناء مدرسة في مخيم المغازي، ليس وفق أولوياتنا وأهميتنا فحسب، بل إن نواب المجلس التشريعي عن المحافظة الوسطى، هو شغلهم الشاغل أيضاً. ووجه أبو حسب دعوته مجدداً إلى وزارته بالعمل في أسرع وقت، على توفير الدعم اللازم لبناء مدرسة ثانوية؛ لإغلاق ملف المعاناة المتكرر لدي أبناء المخيم، ولدي مديريته. الجدير ذكره أن مخيم النصيرات يحتوي على مدرستين ثانوية للبنين، وثلاث للبنات، ومخيم البريج اثنتان موزعتين على كلا الجنسين، وكذلك مدينة الزهراء، ودير البلح قرابة الثلاثة أيضاً، في ظل أن مخيم المغازي يضم مدرسة واحدة للبنات أضحت تعاني حالياً من تكدس أعداد الطالبات في الفصول الدراسية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.