شهدت بلدة بيت أمر شمال الخليل، عمليتي إطلاق نار تجاه قوات الاحتلال اليوم الثلاثاء، وقد انتشر مقطع فيديو يوثق العملية الثانية، وهو ما يعد تطورا في العمل المقاوم بالبلدة التي عرفت بأنها كانت رأس حربة في المواجهات مع قوات الاحتلال في الأشهر الأخيرة.
عمليات إطلاق النار في بيت أمر جاءت بعد ساعات من وقوع عملية إطلاق نار بين غوش عتصيون والخليل، الليلة الماضية، نفذها مقاومون فلسطينيون، مستهدفين قوة عسكرية في محيط مستوطنة "كرمي تسور"، وهي بالمناسبة مستوطنة قريبة من بلدة بيت أمر.
هذه العمليات تثير مخاوف مؤسسة الاحتلال الأمنية التي تشير التقارير الإسرائيلية إلى خشيتها من انتقال العمل المسلح من الشمال إلى الوسط والجنوب، لكن ما يخشاه الاحتلال يبدو أنه يحدث بالفعل، فقد شهد محيط مدينة رام الله (الوسط) عدة عمليات إطلاق نار خلال الـ 48 ساعة الماضية، آخرها باتجاه مستوطنة عوفرا التي تعرف بتأييدها لـ حزب الصهيونية الدينية بزعامة "بتسلئيل سموتريتش".
وبالعودة إلى بيت أمر، فإن وقوع ثلاث عمليات إطلاق نار في محيطها خلال ساعات، ينذر بالقادم المقاوم بالنسبة للمستوطنات الأربع التي تحيط بها: تجمع غوش عتصيون، ومجدال عوز، وكرمي تسور، وبيت عاين، فيما يخطط الاحتلال لوضع اليد على عدة جبال في البلدة.
المواجهة في بيت أمر تشتد
في 28 نوفمبر الماضي دخلت قوة من جيش الاحتلال إلى بلدة بيت أمر، في إطار تدريبات كانت تجريها داخل أحياء البلدة، لكن سرعان ما وجد جنود الاحتلال أنفسهم في ورطة. تعطلت آليتين للقوة بفعل المواجهات، التي أسفرت عن استشهاد الشاب مفيد اخليل وإصابة آخرين من بينهم الأسير المحرر محمد أبو مارية الذي أصيب بجراح خطيرة.
الشهيد اخليل، أصيب خمس مرات خلال تصديه لاقتحامات الاحتلال لبلدة بيت أمر، واعتقل لعام ونصف في سجون الاحتلال، ولم يمنعه ذلك من مواصلة طريقه في مواجهة الاحتلال، حتى ارتقى برصاصه.
ومنذ استشهاد اخليل، تحولت البلدة إلى بؤرة مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، ويبادر الشبان فيها بمهاجمة مركبات المستوطنين الذين يمرون بالقرب منها، والذين أراد الاحتلال أن يحول مستوطناتهم إلى كتل استيطانية تحاصر البلدة، لكن المستوطنين هذه المرة هم المحاصرون بالحجارة والزجاجات الحارقة، وأخيرا بالنار.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلن الاحتلال عن إصابة ثلاثة مستوطنين خلال مرورهم بالقرب من بيت أمر، بينما لم يوقف هو حملة اعتقالاته في البلدة، والتي أصبحت روتينا ليلا سرعان ما يتحول إلى مشهد مواجهة يشتد، فتدخل القوات وهي تحت تأثير الحجارة، وتخرج كذلك.