ينظر إلى فوز أسطورة كرة القدم الأرجنتينية ليونيل ميسي ببطولة كأس العالم في قطر، باعتبارها الخطوة الأهم في مسيرته والتي تعزز مكانته لدى معظم مشجعي اللعبة باعتباره أحد أعظم اللاعبين في التاريخ، أو حتى أفضلهم على الإطلاق.
ليو ميسي صاحب الخمسة وثلاثين عاما، لديه قائمة ألقاب كروية كاملة، سواء على الصعيد الجماعي للأندية بما في ذلك بطولة محلية وقارية وعالمية، أو على صعيد المنتخب ويشمل ذلك بطولة كوبا أمريكا وكأس فيناليسيما وأخيرا البطولة الأعرق والأغلى على مستوى، مونديال المنتخبات.
وطبعا على الصعيد الفردي فهناك أرقام قياسية عدة محفورة باسمه، إلى جانب الجوائز، التي من بينها "البالون دور" أو جائزة أحسن لاعب في العالم التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" سنويا، وحصل عليها ميسي 7 مرات كأكثر اللاعبين تتويجا بها.
لكن تمييز ميسي من قبل الصحافة العالمية والجماهير بلقب "GOAT" أو "الماعز"، والذي يعني اختصار "أعظم لاعب في كل العصور"، لم يكن هدف النجم الأرجنتيني يوما، بل كان تركيزه منصبا على ما هو أبسط من ذلك بكثير.
قال ميسي لمجلة "فرانس فوتبول" العام الماضي: "أن أكون الأفضل أو لا، هذا لا يغير أي شيء بالنسبة لي. ولم أحاول أبدا أن أكون كذلك". بدلا من أن يحلم بنجومية عالم كرة القدم عندما كان طفلا، ركز ليو على تحقيق أهداف أصغر، وإكمال واحد تلو الآخر قبل الانتقال إلى الهدف التالي.
هذا النهج مألوف، ويذكر بنظرية عالمة النفس كارول دويك حول "عقلية النمو"، التي تفترض أن الموهبة ليست سوى نقطة انطلاق، بحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي".
كتبت دويك في دراستها لعام 2015 بعنوان "النمو": "في عقلية النمو، يعتقد الناس أن قدراتهم الأساسية يمكن تطويرها من خلال التفاني والعمل الجاد".
وبحسب التقرير، هناك أبطال وأصحاب قصص نجاح غير رياضيين، شكلوا نسختهم الخاصة من "عقلية النمو"، مثل الملياردير الأمريكي مارك كوبان ونجم هوليوود الشهير ويل سميث.
تشير الدراسات إلى أن الطلاب الذين اكتسبوا "عقلية النمو" من قبل المعلمين، كانوا قادرين على تحسين نتائج اختباراتهم أكثر من أقرانهم بمرور الوقت.
بالطبع، كان ميسي دائما رياضيا موهوبا، حتى عندما كان طفلا صغير الحجم وشخصا بنقص هرمون النمو في سن 11 عاما، لكنه يصر باستمرار على أن أخلاقيات العمل القوية كانت مفتاح نجاحه المستمر.
يقضي ليو أياما طويلة في التدريب لمواصلة التحسن داخل الملعب. رغم الاعتراف به منذ فترة طويلة كنجم عالمي وأحد الأساطير التاريخية، فقد استغرق الأمر ما يقرب من 16 عاما وخمس بطولات كأس العالم ليحصل أخيرا على جائزته التي لطالما حلم بها.
حقق ميسي دخلا ضخما حصل عليه خلال مسيرته المهنية التي استمرت 18 عاما. إنه أفضل رياضي في العالم أجرا لعام 2022، حيث حقق 130 مليون دولار تقريبا هذا العام، وفقا لمجلة "فوربس".
يتضمن ذلك راتبا أساسيا يبلغ 75 مليون دولار تقريبا من ناديه "باريس سان جيرمان"، و55 مليون دولار من الدخل الآخر خارج الملعب. بمعنى آخر، أن تكون الأفضل هو أمر مربح للغاية أيضا.
في مقابلته مع "فرانس فوتبول"، أكد ميسي أن كونه من بين عظماء اللعبة على الإطلاق لم يكن أبدا هدفه الأصلي، بل كان نتيجة العمل الجاد لتضخيم المواهب الفطرية على مدار سنوات عديدة.
وقال: "بالنسبة لي، مجرد القدرة على أن أكون من بين أفضل اللاعبين في العالم هو أكثر من كاف. إنه شيء لم أكن أجرؤ على تخيله أو الحلم به".
