13.57°القدس
13.26°رام الله
12.19°الخليل
18.87°غزة
13.57° القدس
رام الله13.26°
الخليل12.19°
غزة18.87°
الخميس 21 نوفمبر 2024
4.75جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.75
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.74

لازاريني: لا بديل عن الأونروا ونُعاني من أكبر ضائقة مالية في تاريخ الوكالة

أكّد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، فليبيب لازاريني، على أنّه لا بديل عن الأونروا التي تُعاني من أكبر دين في تاريخها.

ووجه لازاريني، رسالة إلى اللاجئين وموظفي الوكالة، قال فيها: "إنّه لا بديل عن الأونروا حتى حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإنَّ التصويت الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة أثبت أنّه لا يمكن لأيّ كان أنّ يحلم بزوال ملايين اللاجئين الفلسطينيين".

وأضاف: "بالنسبة للكثيرين منكم، كان عام 2022 مليئًا بالتحديات كالأعوام السابقة وأينما تكونون فإنكم تواجهون تحديات غير مسبوقة وأدرك تماماً الصعوبات اليومية الهائلة التي يواجهها الكثير منكم. أشهد عليها في كل مرة ازوركم في اقاليم عملياتنا الخمسة".

وتابع: "في جميع زياراتي مؤخراً لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، شهدت أيضاً المصاعب اليومية وحالة البؤس ودرجة اليأس وللأسف يبدو أن ما يوحد بين اللاجئين الفلسطينيين الذين التقي بهم في جميع أنحاء المخيمات في المنطقة هو شعورهم بأنهم متروكون وأن أصواتهم لم تعد مسموعة".

وأردف: "عندما زرت مخيم البداوي في لبنان الشهر الماضي، رأيت كيف وصل معظم اللاجئين إلى الحضيض وكيف يعيشون في فقر مدقع حيث أن اقتصاد البلاد في حالة سقوط حر والتقيت بعائلات أولئك الذين غرقوا في قارب الموت قبالة سواحل سوريا ولم يكن بوسعي سوى مشاركتهم عبارات العزاء ولا ينبغي دفع أي شخص لاتخاذ قرار مستحيل بين البقاء دون أي فرصة لمستقبل ما أو المغادرة مع خطر فقدان الحياة".

وتابع:" في الضفة الغربية، شهدنا أعلى مستويات العنف منذ أكثر من 15 عاما ولقد التقيت مؤخراً مع موظفي الأونروا واللاجئين في مخيم بلاطة في شمال الضفة الغربية الذين شرحوا كيف يؤثر العنف على حياتهم اليومية وتشعر العديد من العائلات بالحزن والألم لفقدان أحبائهم. كما ويفتقر الكثيرون إلى الحماية الأساسية التي يستحقونها كثيراً".

وأكمل لازاريني "في سوريا، أخبرني اللاجئون الذين عادوا للعيش وسط الأنقاض في مخيم اليرموك أن هذا هو خيارهم الوحيد لأنهم لم يعودوا قادرين على دفع الإيجار خارج المخيم وأخبرني لاجئون في مخيم الزرقاء في الأردن كيف ساعدهم برنامج التمويل الأصغر للأونروا على تغطية نفقاتهم لأن البطالة أثرت على العديد من العائلات".

واستدرك: "في غزة عندما كنت في مخيم رفح، كان من المفجع أن نرى كيف يستمر الناس في العيش في منازل دون المستوى المطلوب يعتمدون في الغالب على المساعدات الغذائية بعد 73 عاما من نزوحهم وهناك جيل كامل في غزة لم تطأ قدمه قط خارج القطاع وينبغي ألا نقلل من شأن تأثير الحصار والحروب المتكررة والفقر المدقع السائد على الصحة النفسية للناس في غزة".

واستطرد: "ما يوحد أيضاً بين الأشخاص الذين قابلتهم هو أن طلباتهم كانت بسيطة للغاية ومباشرة. نريد أن نعيش، ونريد أن نعيش بكرامة". بكرامة بالعربية والكرامة كلمة تعلمتها وسمعتها كثيراً خلال لقاءاتي مع اللاجئين ولا ينبغي أن تكون الكرامة مطلباً كبيراً، مُردفاً: "الكرامة للجميع هي الحد الأدنى الذي يستحقه أيّ شخص".

وجاء في حديثه: "على الرغم من كل الصعاب، هناك امتنان لأن "الأونروا تعمل بنجاح" على الرغم من كل التحديات سواء كانت مالية أو سياسية أو إقليمية أو دولية. وهذا ببساطة لأنه لا يوجد بديل للأونروا الى حين الوصول الى حل عادل لمحنة لاجئي فلسطين".

وأورد: "الأونروا قادرة على الاستمرار لأنكم تواصلون إثبات مدى تأثير وكفاءة عملكم بالنسبة للاجئين وللمنطقة والأونروا قادرة على مواصلة العمل بفضل جميع العاملين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة وسوريا ولبنان والأردن".

وواصل حديثه: "على الرغم من كل التحديات، فقد حققنا الكثيرحيث تمكنا من مواصلة توفير التعليم لنصف مليون فتى وفتاة في جميع مدارسنا البالغ عددها 700 مدرسة ولقد أبقينا على مراكز الرعاية الصحية الأولية مفتوحة ومنعنا تفشي الأوبئة ، وقدمنا المياه النظيفة، ووزعنا الغذاء على الأكثر احتياجاً بشكل جماعي وفردي يمكنكم الشعور بالفخر بكل هذه الإنجازات، كما أشعر أنا، من خلال تفانيكم لخدمة احدى أكثر المجتمعات حرماناً في المنطقة".

وقال: "تحققت كل هذه الإنجازات أيضا بفضل الدعم الذي نحصل عليه من المانحين والدول المضيفة وجميع أولئك الذين يساهمون في نشر وتعميم قصص نجاح عملنا".

وأضاف: "عندما ألتقي بلاجئي فلسطين وزملائي في الأونروا، وعلى الرغم من كل الإحباط، فما زلت أسمعهم يقولون أن "الأونروا هي كل ما لدينا"، و "الأونروا هي شعاع الأمل" مبينا "لكنني أدرك تماما أن اللاجئين والمجتمعات بحاجة إلى الكثير والكثير. أن الخدمات الأساسية التي يتلقونها من الأونروا لا تلبي احتياجاتهم الإنسانية المتزايدة. أن الخدمات ليست دائما في الجودة التي يتوقعها اللاجئون. لقد أثرت سنوات التقشف على جودة خدماتنا".

وخاطب لازاريني اللاجئين الفلسطينيين، قائلاً: "إنني أسمعكم ويؤلمني في كل يوم أن أقابل عائلات تكافح فقط من أجل تأمين احتياجاتها اليومية وإنني أبذل مع فريقي من كبار الموظفين كل ما في وسعنا لإثبات، مرارا وتكرارا، أن الأونروا تعمل بنجاح وأن مدارسنا ومراكزنا الصحية وشبكة الأمان الاجتماعي والإقراض الصغير وتحسين المخيمات تحدث فرقاً كبيراً في حياة اللاجئين كما ونعمل بجد لضمان أن تبقى الأونروا مرجعا لنوعية عملها وخدماتها وأثناء سعينا لتحديث التعليم والصحة وحماية البيئة ، سنثبت مرة أخرى أن وكالتنا هي الشريك المفضل وأنها وكالة تحظى بالثقة وقائمة على مبادئ الأمم المتحدة".

وأردف: "كثيراً ما أتساءل كيف تظل وكالة مثل وكالتنا، والتي حققت النجاح في مجال التنمية البشرية لعدة عقود، وهي التي تستجيب بسرعة للأزمة الإنسانية وتساهم باستقرار هذه المناطق المضطربة، في حاجة ماسة إلى الموارد لا ينبغي أن نكون بهذه الحالة! لا توجد وكالة أكثر كفاءة في تقديم هذه الخدمات الحيوية".

واستدرك: "لكننا اليوم، كما كان الحال في السنوات القليلة الماضية، نجد أنفسنا بنهاية العام أمام نقص حاد في التمويل مع أكبر دين في تاريخ الأونروا - والذي سنحوله لميزانية عام 2023 ولا ينبغي أن يحدث هذا لوكالة بحجم الأونروا ونطاق عملها وللمضي قدما، ستظل أولويتي القصوى هي الأمان الوظيفي والحفاظ على جميع خدماتنا الحيوية وسأعمل مع إدارتي العليا لتحويل التصويت في الجمعية العامة إلى التزام مالي حتى تحصل الأونروا على تمويل منتظم ومستدام ومتوقع".

وتابع: "في الجمعية العامة تلقت ولاية الأونروا دعماً عارماُ وقد بعث تجديد التفويض برسالة واضحة إلى جميع الأطراف مفادها أنه "ببساطة فلا يمكن الغاء ملايين لاجئي فلسطين وهؤلاء لديهم حقوق.، اسمحوا لي بالقول إنه لشرف حقيقي أن أستمر في العمل كمفوض عام للأونروا".

المصدر: فلسطين الآن