13.33°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
18.07°غزة
13.33° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة18.07°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
د. عدنان أبو عامر

د. عدنان أبو عامر

عزلة الاحتلال "عملية بتر وليست طلقة في القدم"

في الوقت الذي يواجه الاحتلال تهديدات خارجية من حوله، وتحديات من داخله، فإن يهود الشتات يمثلون جبهة جديدة لا تحظى باهتمام كبير لديه، ما يكشف عن وجود فجوة بينهما، ولعل فوز اليمين الفاشي أخيرًا يزيد من اتساعها.

مع أن اثنين من أكثر الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة المتعلقة بمعاداة الاحتلال و"السامية" وفق التوصيف الإسرائيلي، عبَّر عنهما كاني ويست أشهر مغني الراب في العالم، وكيري إيرفينغ أحد أهم المواهب في تاريخ الدوري الأميركي للمحترفين، صحيح أن رد الفعل عليهما جاء حادًا وقاسيًا بالفعل، بإلغاء عقود ضخمة معهما، لكن ما يقلق الإسرائيليين هو الاتجاه العام السائد هناك، لأنهما مجرد غيض من فيض.

تحت السطح يواجه يهود الشتات، في أمريكا خاصة، موجة كبيرة من المعاداة، كما تتحدث تقارير القنصليات الإسرائيلية المنتشرة في الولايات المختلفة، وتتخذ في كثير من الحالات ستار معاداة دولة الاحتلال، ما يجعل أحد تحديات حكومتها الجديدة تقليص الفجوة معهم، ليس فقط من منطلق المصير المشترك، والمسؤولية عن حياتهم في الخارج، ولكن كمصلحة إستراتيجية للاحتلال ذاته، لأن دعمهم يعد إحدى ركائز أمنه الأساسية، خاصة مع ظهور تصدعات مقلقة بينهما.

وقد أظهرت نتائج الانتخابات النصفية في مجلسي الشيوخ والنواب مرة أخرى الاتجاه الديموغرافي المتمثل بأن الشباب وهم أكبر قوة تصويتية، أصبحوا ليبراليين بطريقة متزايدة، ويصوتون بتصاعد للحزب الديمقراطي، وكثير منهم معارضون بشدة للاحتلال وسياساته ضد الفلسطينيين، ويرفضون الدعم اللامحدود الذي يحظى به من الولايات المتحدة، مع تعرض اليهود هناك لمعلومات يصفونها بـ"مضللة ومشوهة" عن الاحتلال في وسائل الإعلام، والحرم الجامعي، ومواقع التواصل الاجتماعي، وفي كثير من الأحيان يتم "هندسة" المعلومات، وتوزيعها من عناصر معادية للاحتلال مثل حركة المقاطعة.

تكشف هذه الاعترافات الإسرائيلية عن نجاحات تنفذها المنظمات الحقوقية حول العالم بكشف حقيقة جرائم الاحتلال تجاه الفلسطينيين، ما يسهم في تشويه صورته أمام يهود الشتات في العديد من الدول، وفي الوقت ذاته تحمل اتهامات يهودية للاحتلال ذاته بزعم أنه لا يعمل لمواجهة هذه الحملات المعادية، ولا يملك أي إستراتيجية، ولا أدوات، ولا رغبة في التصدي لهذه الحملات المعادية.

دفع هذا العجز الإسرائيلي الرسمي أمام الحملات المعادية له حول العالم، وما تسببت به للاحتلال من انتكاسات وتراجعات، إلى وصف ما يحدث بأنه ليس "طلقة في القدم فقط، بل عملية بتر حقيقية"، لأنه يفقد جدارًا استناديًا متمثلًا بعشرات آلاف اليهود حول العالم، ما يعد ضربة قاتلة له، لأنه يعبّد الطريق أمام جنرالاته إلى المحاكم الدولية، ويزيد من عزلة يهود العالم المؤيدين لسياساته العنصرية ضد الفلسطينيين.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن