11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
16.64°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة16.64°
الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
4.62جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.83يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.62
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.83
دولار أمريكي3.65

خبر: هل توافقين على الزواج بتكاليف متواضعة ؟

"نريد زواج بسيط بدون تعقيدات شكلية.. لا نريد شبكة غالية ولا فرح مكلف.. ولنترك التكاليف فقط للأساسيات" هذه المطالب نادي بها الشباب على الفيس بوك تحت عنوان "مش معايا غير دبلتين تتجوزيني؟.. الحملة القومية لإلغاء الشبكة" في إشارة إلى الارتفاع الكبير في أسعار الذهب وتشدد بعض الأهالي في مطالبهم. هذه المجموعة لم تكن الأولى على صفحات الفيس بوك التي تطلب بتخفيض التكاليف لمساعدة الشباب على الزواج، فهناك مجموعات كثيرة كل منها يبحث عن الحل المناسب كالتنازل عن كل ما يثقل كاهل الشباب ماديا كالشبكة والمهر وقائمة المنقولات. إلا أن طبيعة الزمن وتغير ظروف المجتمع جعلوا فئة أخرى تطرح تساؤل في المقابل وهو: كيف تقدم الفتاة كل هذه التنازلات لشاب لا تعرفه تمام المعرفة؛ خاصة إذا وصل هذا التنازل إلى المهر؟، وما هي الضمانات التي يمكن أن تطالب بها بدلا منه؟، وكيف يمكن للفتاة أن تتحقق من أمانة الشاب المتقدم وأخلاقه هو وأسرته حتى تثق به فتقدم التنازلات عن صدر رحب؟.. هذه الأسئلة كلها كانت أسباب حقيقية وراء فشل العديد من علاقات الزواج سواء أثناء الخطبة أو بعد عقد القران أو بعد الزفاف. [title]قائمة المنقولات[/title] "لا مانع عندي من كل هذه التنازلات؛ ولكن كيف تضمن الفتاة حقها هل تكتب قائمة منقولات.. لقد قلت ثقتي بالرجال كثيرا".. هكذا علقت إحدى الفتيات على الصفحة. وتباينت أراء الشباب والفتيات ما بين مؤيد ومعارض لفكرة التنازل، فيقول أحمد جمال رداً عليها: "لو كانت الفتاة لا تثق بالرجل الذي سيكون زوجا لها، فلماذا تكمل معه الطريق"، وأضاف أن على الأهل أن يتخلصوا من تلك العادة ويكفوا عن التفكير في الأموال فالخسارة أكبر من ذلك، وعليهم أن يختاروا الشاب على قدر دينه وعلى قدر حفظه لابنتهم. وأيدته سمر أحمد - أحد المشاركين في الصفحة - قائلة: "كل هذه الأموال لن تجدي إن أراد الرجل أن يهين زوجته سيفعل ذلك لأنها في النهاية ستكون في بيت رجل آخر يفعل بها ما يشاء وقد يجبرها على التنازل عن كل شيء حتى تتخلص منه". ويسأل (أحمد دياب) على الصفحة: هل نحن نتحدث هنا عن تجارة أم عن حياة زوجية مشتركة؟، ويستنكر (السيد) قائلا: "هل هذه جوازة أم إعلان للحرب والرعب"، وتقول (منه سمير): الزواج لا يعني أموال وأثاث؛ بل هي حياة أخرى تماما لابد أن تتم بالرضا بين الطرفين، فما معنى أن نفعل كل ذلك قبل الزواج ثم يقوم العريس من شدة غيظه بصب كل هذا على رأس عروسه وإهانتها". "سوف أوافق على كل ما تطلبه مني".. هذا ما يعد به رؤوف سالم فتاة المستقبل في تعليقه قائلا: "أنا أثق في نفسي وفي من سأختارها للزواج بعد ذلك"، وتوافقه سارة أحمد - 28 عام - لأنها ترى أن التجارب الفاشلة أصبحت كثيرة بشكل لا يصدق في مجتمعاتنا والفتاة تتسعى أن تحفظ حقوقها في حالة الفشل، ورغم أن فترة الخطبة مهمة للملاحظة وإدراك عيوب شريك الحياة إلا أن الانشغال بالاستعداد للزواج وهذا عيب خطير. وتقول نوسه مصطفى - لابد أن تضمن الفتاة حقها، لأن الوالد لو تنازل كما يرغب العريس سيترك لديه شعور أنه يريد أن يتخلص من ابنته بالزواج ووقتها سيعاملها بشكل غير مناسب قد لا يحفظ لها كرامتها. [title]الزواج غير[/title] أما (نادين أحمد-25عام) فتؤمن بأن خير الأمور الوسط، فلا بأس بخفض تكاليف الزواج لو كانت هذه هي فعلا قدرة الرجل، "أما لو كان يملك مالا ويبخل على من سيتزوجها مستقبلا فهذا ما لا أرضاه، ففترة الخطوبة والتجهيزات تلعب دور كبير في كشف الطرفين، لذلك لابد من استغلالها جيدا"، وعن رأيها في قائمة المنقولات تقول: "بأس من كتابتها ولكن بما يرضي الله". ويؤكد (أنس عماد - 23 عام) أن مشكلة الثقة موجودة لدى الطرفين؛ فهناك فتيات تفكر بطريقة والدتها بأنها ستضمن حقها بمال الدنيا رغم أن هذا غير صحيح وأنها ستخسر الكثير لو قررت أن تكون مطلقة أو حتى لو فكرت في الخلع، وبالنسبة للرجال فيركز الأهل على تكوين شخصية ناجحة تملك الكثير من المال ولا تهتم إطلاقا بتنمية الأخلاق. وتنقل فوزية - زوجة وأم – خبرتها بقولها: أن الحياة أصبحت صعبة بشكل كبير، وتتطلب تحمل المسئولية والصبر الشديد من الجانبين، فالحياة الزوجية ليس كما تصورها لنا الأفلام فهي تحتاج إلى تنازلات وليس بها ذلك القدر من الحرية الذي كنا نعيش فيه مع والدينا، كما يحتاج الزواج إلى الحوار لحل المشاكل.. لذلك إذا توافرت المسئولية والصبر والحوار لدى الطرفين سيكملان الحياة بشكل سليم فلا توجد حياة بلا مشاكل. [title]أزمة أخلاق[/title] "لم تعد أمهات هذه الأيام تربي رجالا يتحملون المسئولية" هكذا كان تعليق د. نعمت عوض الله - المستشارة الاجتماعية – قائلة: عندما يدخل الشاب بيت الفتاة ويضع يده في يد والدها الذي يبغي أن يحفظ كرامتها ويصونها ثم لا يلتزم بذلك ويذهب للزواج عليها أو حتى إهانتها فالمشكلة إذن هي مشكلة أخلاق في الأساس. وتضيف أن المشكلة أصبحت أيضا مشكلة مجتمع وليس رجل أو اثنين، فهي لا تعارض خفض التكاليف ولكن على الشاب أن يلتزم بكلمته ويحافظ على من اختارها زوجة له، وإن طالب هو بشروط أو تنازل من الفتاة وأهلها فعليه هو أيضا ألا يتعنت ويضع شروط خاصة به ويقدم تنازل في المقابل. وتتفق معها سمر عبده المستشارة الاجتماعية في أن الأزمة أصبحت أزمة أخلاق في المجتمع؛ وتقول: أن القيم الأخلاقية أصبحت مفقودة بشكل كبير، وعليه فالفتاة لها كل حق في الشعور بعدم الثقة بسبب أزمة التربية في المجتمع، فلم يعد أحد يهتم بتربية الأبناء على تحمل المسئولية وتراها الفتيات أنها صفة رجولية أكثر منها أنثوية لذلك تفقد الثقة في الرجل سريعا. وإلى جانب أزمة الأخلاق ترى أن النزعة الاستهلاكية هي أيضاً زادت بشكل كبير لدى الطرفين وبخاصة بين الشباب الذي ينظر أولا إلى إشباع احتياجاته الخاصة وشهواته ولا يفكر في الطرف الآخر بسبب عدم تحمل المسئولية. فالزواج كما تقول سمر عبده يحتاج إلى إعداد كبير للطرفين، وأحيانا لا يفكر الشباب في الاستعداد له إلا في حالة الارتباط الفعلي، كما أن المؤسسات البديلة للأسرة التي تنقل ذلك الوعي لدى الشباب تعتبر قليلة جدا وغير منتشرة رغم أهميتها. وتنبه إلى أن الشباب والصبايا يستندون إلى الخبرات الاجتماعية السلبية التي تحدث حولهم ويطبقوها على حياتهم الخاصة، فإن حكى شاب لصديقه على الاستغلال الذي يحدث له من فتاة ما يطبق الصديق ذلك على نفسه فتخرج ردود فعل سلبية نتيجة لما سمع، والأمر نفسه للفتاة. وأخيرا تشير سمر عبده إلى التدين الظاهري، فالجميع أصبح يهتم بالمظهر الديني ولا يهتم بالتدين العميق الذي يعتمد في البداية على الأخلاق والسلوك مع الغير، بالإضافة إلى غياب دور المسجد والكنيسة في نقل هذا الوعي الديني للشباب.