يمثل المعتقل السياسي كريم شاهين نموذجاً حياً وضحية جديدة لسياسة التعذيب الذي تمارسه أجهزة السلطة في سجونها خاصة في سجني "أريحا" و"بيتونيا" قرب رام الله، وهي السياسة التي تصاعدت مؤخراً بحق العديد من المعتقلين السياسيين وفقاً لشهادات ذويهم وجمعيات حقوقية. فقد أكّدت عائلة الأسير المحرر كريم شاهين المعتقل في سجن أريحا منذ 25/2 الماضي تعرضه للتعذيب الجسدي والضرب، ما أدى إلى حالة شبه شلل في يده ولم يستطع تحريكها نتيجةً لشبحه وتعرضه للتعذيب لفترات طويلة أثناء التحقيق معه. وتشير زوجته أمّ أكرم إلى أنّه سبق لزوجها أن تعرض خلال اعتقاله السابق في سجن الوقائي بالخليل لحالة توقف في إحدى يديه نتيجة لعملية الشبح والتعذيب، وعندما أفرج عنه خضع للعلاج وتحسنّت ظروفه الصحية. وأضافت "كم أصابتنا الصدمة والفاجعة عندما زرنا أبو أكرم في سجن أريحا السبت الماضي!!، ووجدنا بأنّه لا يستطيع تحريك يده، ويعاني من أزمة بالصدر أصيب به في اعتقالاته السابقة في سجون الاحتلال". وتدحض شهادة زوجة المعتقل السياسي كريم شاهين ادعاءات أجهزة السلطة بعدم تعذيب المختطفين لديها وتلقيهم معاملة حسنة، فزوجة شاهين لم تعد تنشغل وتقلق حيال جريمة الاعتقال السياسي كثيراً، فكل قلق العائلة يدور حول التعذيب ووضع زوجها الصحي. [color=red][b][title]مداهمة وتفتيش[/title][/b][/color] بدأت القصة ليلة الاثنين 25/2 التي لم تكن عادية لدى الطفل "أكرم" ذي العامين وشقيقتيه عندما طرق أفراد جهاز المخابرات الفلسطينية منزلهم واقتحموه بشكلٍ عنيف وقاموا بتفتيشه والعبث بمحتوياته على طريقة الاحتلال. فوسط صرخات "أكرم" وتحسر والدته وشقيقتيه؛ اعتقل "كريم شاهين" من منزله الساعة العاشرة والنصف ليترك أبناءه وزوجته وحدهم ينتظرون قرار المصالحة ووقف الاعتقال السياسي من رئيس السلطة لرفع سياط أجهزته عن المناضلين. تقول أم أكرم "زوجي اعتقل ستة أعوام لدى الاحتلال، وهو معروف بأخلاقه ومعاملته الطبية مع الجميع ودعوته المتكررة للتسامح والوحدة، فكيف ينقل من الخليل إلى أريحا ويتعرض للتعذيب والضرب بالرغم من معرفة أجهزة السلطة عن سوء وضعه الصحي!! وبدأت حكاية الاعتقال السياسي مع شاهين باكراً مثلما حصل مع باقي المناضلين الفلسطينيين الذين ذاقوا مرارة الاعتقال السياسي في زمن سجون سلطة رام الله إبان انتفاضة الأقصى، حيث اعتقل لمدة عام في 1998، كما تعرض خلال الأعوام السابقة للاعتقال لدى جهاز الوقائي والمخابرات.