22.79°القدس
22.55°رام الله
21.64°الخليل
21.33°غزة
22.79° القدس
رام الله22.55°
الخليل21.64°
غزة21.33°
الجمعة 26 ابريل 2024
4.76جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.08يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.76
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.08
دولار أمريكي3.8

كيف تدفعنا الحياة المعاصرة للإفراط في تناول الطعام؟ 

تعتبر زيادة الوزن، والسمنة، من أكبر المخاطر التي تهدد الإنسان في العصر الحديث، لكن هل تدفعنا طبيعة الحياة التي نعيشها إلى الإفراط في تناول الطعام، أم أن هنالك أسبابا أخرى؟.

نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب التي تقف وراء تزايد عدد المصابين بالسمنة في الدول الصناعية، والحلول الممكنة لذلك. وكان هذا الموضوع محور اهتمام بعض كبار العقول العلمية في اجتماع عقد في الجمعية الملكية في لندن في تشرين الأول/ أكتوبر 2022.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن الحياة المعاصرة لها تأثير على السلوكيات الغذائية وعلى مشكلة الإفراط في تناول الأطعمة المسببة للسمنة، التي تصنفها منظمة الصحة العالمية باعتبارها أكبر تهديد للصحة العامة تواجهه البشرية في القرن 21.

ما الذي يسبب السمنة؟


وذكرت المجلة أن السمنة وزيادة الوزن أصبحت من بين أكثر 10 أسباب للوفاة في الولايات المتحدة، بما في ذلك الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والعديد من أشكال السرطان، إضافة إلى الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية والحوادث.

كما سُجل ارتفاع في حالات زيادة الوزن بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حتى بين الأطفال والمراهقين لدرجة أن الهيئات الطبية الرئيسية توصي الآن باستخدام أدوية إنقاص الوزن وجراحات السمنة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 12 أو 13 عامًا. لذلك فإنه يجب البحث عن الرؤى التي يمكن أن تقدمها لجنة الجمعية الملكية في مواجهة السيناريو الكارثي للسمنة.

خلص أعضاء الجمعية الملكية في لندن إلى أن السؤال حول سبب زيادة الوزن والسمنة له إجابة ولكن لا يوجد حل مناسب له. والتفسير العلمي لهذا الوباء المستشري هو "عدم توازن الطاقة"، الذي يسميه من هم خارج الجمعية الملكية بـ"السعرات الحرارية الداخلة والسعرات الحرارية الخارجة". ويشير هذا المعدل إلى الدرجة التي يتطابق فيها استهلاكنا للطاقة (السعرات الحرارية الداخلة) من الطعام والمشروبات مع ناتج الطاقة لدينا (السعرات الحرارية الخارجة) بحسب أنشطة التمثيل الغذائي أثناء الراحة والتمارين الرياضية والعديد من الوظائف الأخرى كثيفة الاستهلاك للطاقة.

وأشارت المجلة إلى أن فرضية معادلة توازن الطاقة بسيطة، وهي: استهلاك الكثير من السعرات الحرارية على أساس منتظم، ثم تخزين الجسم لبعض هذه الطاقة على شكل دهون، وعندما تتراكم الدهون في الجسم - خاصة إذا تراكمت الدهون في منطقة البطن ي شكل دهون حشوية - فإنها تبدأ في الإضرار بعملية التمثيل الغذائي. وتأثر صحة التمثيل الغذائي يعني في الممارسة العملية أن الأعضاء والأنسجة والخلايا لا يمكنها استخدام الطاقة أو إنتاجها بشكل فعال.

ونظرًا لأن جسم الإنسان مثل مصنع طاقة، فإن عدم القدرة على صنع أو استخدام الطاقة بفعالية له عواقب وخيمة، تماما مثل السيارة التي تتعطل على الطريق لأنها لم تعد قادرة على استخدام البنزين بكفاءة، وهذا التأثير نفسه الذي يحدث في جسم الإنسان المعتمد على الطاقة.

وأوردت المجلة أن العلامات الكلاسيكية لضعف التمثيل الغذائي تظهر في شكل أمراض التمثيل الغذائي الشائعة مثل مقدمات السكري وارتفاع ضغط الدم وفرط شحميات الدم، التي تعتبر علامات إنذار مبكرة لوجود خلل في نظام التمثيل الغذائي. وتتحول هذه الاضطرابات إذا تُركت دون علاج إلى أمراض أكثر خطورة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان والخرف.

لماذا نفرط في تناول الطعام؟


تشير الدراسات إلى أن مصدر الطاقة أقل أهمية من إجمالي الطاقة المستهلكة. وتعتبر الطاقة الزائدة من أي مصدر غذائي سما بطيئا لنظام التمثيل الغذائي في ما يعرف بـ"سمية الطاقة"، وهو مصطلح عصري يشير إلى اختلال توازن الطاقة في الجسم.

وأضافت المجلة أن أعضاء مؤتمر الجمعية الملكية لم يقدموا إجابةً محددةً حول السبب الذي يجعلنا نفرط في تناول الطعام. فخلال العقود الماضية، كانت زيادة الوزن والسمنة نادرة في جميع أنحاء العالم، فضلا عن أن الجينات البشرية لم تتغير ولم نفقد القدرة على ضبط النفس وما زال لدينا الرغبة في أن تكون لنا أجسام صحية.

وتُبرز التجارب السريرية الخاضعة للرقابة والدراسات المختبرية في العقدين الماضيين، العديد من العوامل التي تسبب السمنة مثل الوجبات السريعة وقلة النوم والاستسلام لإغراء العلامات التجارية الشهيرة في منتجات الحلويات والشكولاتة والأكل في جماعات وغيرها. وهذه الدراسات دقيقة بما فيه الكفاية لتحديد حجم تأثير الإفراط في تناول الطعام، حيث يمكن أن يساهم عام أو أكثر من العوامل السابقة في الإصابة بزيادة الوزن.

المصدر: فلسطين الآن