كشف الملياردير الأمريكي بيل غيتس أكثر يفضل الإنفاق على تصنيع اللقاحات بدلا عن الإنفاق على السفر للمريخ، معتبرا أنه ليس استخداما أمثل للمال.
جاء ذلك خلال مقابلة مع "بي بي سي"، حيث قال غيتس: "السفر إلى المريخ في واقع الأمر مكلّف للغاية. بينما يمكن شراء لقاحات الحصبة وإنقاذ الأرواح في مقابل ألف دولار لكل حالة"، مضيفا أنه "وفي هذا ما يغري على البقاء في الأرض أكثر من الذهاب إلى المريخ".
وجاءت تصريحات بيل غيتس في الوقت الذي يسعى فيه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى إعمار المريخ، حيث نصبت شركة سبيس إكس لصناعة الصواريخ الفضائية، التي شارك في تأسيسها ماسك في عام 2002، هدفا نهائيا لها متمثلا في إرسال رحلات مأهولة إلى المريخ وإعمار الكوكب الأحمر.
وفي بداية جائحة كورونا، وصف ماسك الفيروس بأنه "غبي" ومسبّب للذعر، وشكّك حينها في البيانات حول وفيات الفيروس التاجي، كما أنه حينما رفضت مقاطعة ألاميدا في كاليفورنيا، حيث يوجد أحد مصانع "تيسلا" للسيارات، السماح للشركة باستئناف الإنتاج، أعاد ماسك الإنتاج وقال إنه مستعد للقبض عليه.
ونعت إيلون ماسك غريمَه مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس، أبرز المدافعين عن اللقاحات، بـ"صاحب الرأس الفارغ"، لانتقاده كيفية تعامل ماسك مع فيروس كورونا وأنه لن يأخذ اللقاح المضاد له حال ظهوره.
ودفعت هذه التعليقات مؤسس مايكروسوفت، الرجل الذي كان يعمل بشكل وثيق مع مجموعة من الباحثين والمؤسسات على إيجاد لقاح مضاد للمرض في ذلك الوقت، للتصريح في تموز/ يوليو 2020، بأن ماسك "يجب أن لا يتكلم عن جائحة كورونا، خصوصا أنه لا يعلم شيئا في هذا المجال".
ودافع ماسك عن نفسه ضد تعليقات غيتس، قائلا إنه قضى وقتا مع علماء الأوبئة بجامعة هارفرد "في إجراء دراسات حول الأجسام المضادة"، وأشار إلى عمل شركته تسلا مع "كيور فاك" (CureVac) وهي شركة تقوم بالأبحاث الخاصة لإيجاد لقاح لفيروس كورونا، ويعتبر غيتس أحد المستثمرين فيها.
وقال ماسك: "قال غيتس عني إنه لا علم لي في مجال البحوث الخاصة بفيروس كورونا... أقول له مرحبا يا صاحب الرأس الفارغ، نحن في الواقع نصنع آلات اللقاح لكيور فاك، تلك الشركة التي تستثمر فيها".
كما انضم جيف بيزوس هو الآخر إلى "سباق الفضاء"، حيث يرأس بيزوس شركة بلو أوريجين الفضائية، إلى جانب تأسيسه شركة أمازون، وقد قام الرجل برحلة قصيرة إلى الفضاء في عام 2021. كما وصل القطب البريطاني السير ريتشارد برانسون إلى مشارف الفضاء على متن طائرته فيرجن غالاكتيك.
في المقابل، يرى الشريك المؤسس لعملاقة التقنية مايكروسوفت، أن الذكاء الاصطناعي سوف يحوّل "بشكل كبير جدا" نمط الحياة البشرية.
وفي ذلك قال الملياردير الأمريكي إن الذكاء الاصطناعي "سيساعدنا على البحث في أسئلة طبية وعلمية. ولا يقتصر الأمر على الروبوتات؛ إنما سيساعد (الذكاء الاصطناعي) كذلك على القراءة والكتابة".
ويضيف غيتس: "في واقع الأمر، هناك تقدُّم محرَز على هذا الصعيد أكثر مما تم إحرازه على صعيد الروبوتات. على أن كليهما سيساعدنا في تحقيق مستوى أعلى من الإنتاجية".
خلال مقابلته مع "بي بي سي"، تطرق بيل غيتس إلى مفاجأته عندما أصبح واجهة لنظريات مؤامرة في أثناء تفشّي وباء كورونا، قائلا: "لم أكن أتوقع ذلك"، في إشارة إلى ما تردد حينها من تربُّحه من وراء تفشّي الفيروس، أو من أنه يقف وراء تخليقه بالأساس.
وأضاف: "في أثناء الوباء، كانت هناك عشرات الملايين من الرسائل التي تتهمني بأنني السبب فيما يحدث، أو بأنني أتعقّب الناس. نعم حقيقي أنني انخرطت في البحث عن لقاحات، ولكن انخراطي هذا كان لحفظ الأرواح".
وفسر الملياردير الأمريكي هذا النوع من الرسائل بأن "الناس إنما يحاولون رؤية ذلك 'الرجل المخيف ' الذي يقف من وراء الستار ... إطلاق الأحكام أسهل من محاولة الفهم".
وفي معرض الإجابة عن سؤال يتعلق بما إذا كان يقتصد في عيشه، يقول بيل غيتس: "لا أمتلك خزانة ملابس ضخمة. لا ألبس مجوهرات. عندما أحُلّ الأربطة عن هدية، لا أحتفظ بها لكي أستخدمها مجددا. ولم تكن جدّتي في حياتها ترمي كيساً ورقيا ولا أي رباط تحُلّه. وعليه، فإنني بمقاييس جدتي أُعدّ سفيها".