21.7°القدس
21.43°رام الله
21.05°الخليل
25.91°غزة
21.7° القدس
رام الله21.43°
الخليل21.05°
غزة25.91°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: إنقاذ مصر بتدميرها؟

لا أستغرب موقف عصابة "الإنقاذ" في مصر الذين يحاولون الوصول إلى السلطة على جثث الشعب، لكنني لا أصدق ما أرى كيف يسعى أهل أرض الكنانة إلى حرق بلادهم، أي شيطان يوحي لهذه الجموع للسير في طريق الانتحار الذاتي؟؟. الإنقاذيون حاولوا بكل السبل تسلق سلم السلطة، بعد فشلهم في اختبار الصناديق، وربما نتفهم قصدهم، فهم ساسة يسعون لتحقيق مآربهم، وسجلاتهم معروفة في خذلان أمتهم، وهم منسجمون مع أنفسهم، ولكن ما شأن الجموع الهادرة التي تقبل بروح قتالية عالية لحرق بلدها؟ كيف تتحرك، وكيف تتجرأ على إيذاء نفسها بهذا الشكل الجنوني؟ هل هذه الجماهير هي من قامت بالثورة؟ أم أنها تحرك بالريموت كنترول؟ وكيف يتم تحريك الآلاف على هذا النحو الهستيري لتخرب ثروتها؟ كيف يتم "إنقاذ" بلد بتدميره؟. قبل أيام كنت في حديث مع عامل مصري بسيط، وسمعت منه ما يدور في وجدان كل عربي شريف، حالة قرف فائضة من كل ما يجري في مصر، حتى أنه لم يعد يتابع ما يحصل في بلده، بعد أن شارفت على أبواب الخراب الشامل، إنه مشهد مقزز ويبعث على الإحباط والجنون، ولا أدري أين عقلاء مصر وحكماؤها والحريصون على مستقبلها! يقولون مصر ولادة، وهي كذلك، ألا يوجد بين من ولدتهم من أبنائها الخلص رجل رشيد يوقف هذا المسلسل الممل؟. إن كان الإنقاذيون ومن ورائهم لا يريدون الإخوان، فهل يدمرون مصر بملايينها التسعين، من أجل تدمير هذا التنظيم؟ أنا لا أبرىء الإخوان أبدا، فهم جزء من هذه المهزلة، ولكنني أعتقد جازما لو تنحوا إلى الظل، وتركوا السلطة، لن تهدأ مصر، في المدى المنظور على الأقل، فالهدف ليس الإخوان فقط، الهدف قتل تلك الروح التي بُعثت في نفوس الجماهير الطامحة للتغيير، لدفعها لإفلات طرف الخيط الذي أمسكت به، كي لا تصل إلى مبتغاها في الانعتاق من عبودية الأنظمة، وجبروت الطغاة، لقد تكالبت كل قوى الأرض الشريرة لإجهاض ربيع العرب، بكل الطرق والأساليب الشيطانية، كي يقال: انظروا كيف جاءنا الربيع بالفوضى والخراب، وقد قيل، كي لا يفكر أحد في استزراع زهوره، ومن لم يصدق هذا الكلام، فلينظر إلى ثورات الربيع في دول الاتحاد السوفياتي، كيف آتت أكلها، واكتمل إزهار ربيعها، واستقرت ومشت في درب الحرية والاستقلال والانعتاق، لأنها تـُركت تمضي إلى مبتغاها، بلا تآمر وتخريب، بل وجدت من يعينها ويمدها بأسباب القوة والمنعة والنصر، وصفقت لها القوى العظمى، وفتحت لها وسائل الإعلام وبيوتات المال العالمية ابوابها، لكن حينما يتعلق الأمر بالمارد العربي المسلم، فالأمر يختلف، فهذا الكائن يجب أن يبقى في حالة غيبوبة وموت سريري، يتنفس بآلاتهم وبرابيشهم، فلا يموت ولا يحيى، وحينما تململ قليلا أضاءت لمبات الخطر في دوائر صنع القرار في العالم كله، وتحركت ماكينة التشويه والتخريب، لضربه على رأسه، ورأس هذا المارد: مصر، كي يعود الى غيبوبته!. هذه هي القصة باختصار.. ولكن!. من يراقب نبض الشارع العربي، سواء عبر ما يكتب على شبكات التواصل الاجتماعي، أو عبر ما يبوح به البعض من بعض نوافذ الإعلام، يدرك أن المارد بدأ عملية خروجه من قمقم القهر والعبودية، ولن يعود إليه أبدا، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة!