لم يتمالك مراسل قناة الجزيرة ميلاد فضل نفسَه، فانهار باكياً على الهواء مباشرة وهو يصف مشاهد كارثة الزلزال الذي ضرب أجزاءً كبيرة من شمال سوريا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، وأدى لمقتل المئات وإصابة الآلاف في شمال وغرب البلاد، التي تئن تحت وطأة الحرب الأهلية منذ سنوات.
وظهر فضل أمام مبنًى منهار وهو يقول: "هذا المبنى الذي تشاهدونه الآن هو في بلدة أطماح والعائلات حتى الآن تحت الأنقاض".
وأضاف وهو بالكاد يتمالك دموعه، أن نتيجة هذه الكارثة إلى الآن "عشرات الضحايا ومئات الجرحى".
"لم نعد نتحمل من كارثة إلى كارثة".. مراسل الجزيرة مباشر يبكي أمام أنقاض الزلزال في #سوريا#الجزيرة_مباشر #زلزال #هزة_أرضية pic.twitter.com/wGj1LFxgM7
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 6, 2023
واستدرك قائلاً: إنه "لا يوجد حصيلة نهائية حتى هذه اللحظة"، ولفت إلى أن هناك مناطق لم يصلها أحد إلى الآن.
وأضاف أن الموضوع خارج القدرة، فهذه المناطق مناطق منكوبة بامتياز.
وقال فضل دون أن يكف عن البكاء، فيما بدت خلفه أطلال مبنًى منهار: "حقيقية نحن لم نعد نتحمل، من كارثة إلى كارثة ووضع الناس لا يحتمل أصلاً".
وأشار مراسل الجزيرة مباشر، إلى أنه "رأى في طريقه من الساحل السوري أبنية مدمرة بشكل كامل وأطفال يصرخون في الليل تحت الأنقاض".
زلزال يضرب وسط تركيا وشمال غرب سوريا
وضرب زلزال قوي جنوبي تركيا صباح اليوم مخلّفاً ما يقرب عن 1700 قتيل، على غرار آلاف الجرحى والمفقودين.
وكان المعهد الأميركي لرصد الزلازل، قد أفاد في وقت سابق، اليوم الاثنين، بأن زلزالاً بقوة 7.9 درجات ضرب جنوب تركيا.
فيما أشار المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، إلى أن عمق الهزة بلغ 10 كيلومترات وشعر بهذه الهزة، التي تم تسجيلها عند الرابعة صباحاً بتوقيت تركيا، كلٌّ من: سورية ولبنان والأردن وقبرص واليونان والعراق.
وفي سوريا، ضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، وقال الدفاع المدني السوري الموجود في مناطق المعارضة شمال غرب البلاد، إن ما لا يقل عن 221 شخصاً لقوا حتفهم، ووصف الوضع بالصعب جداً، مؤكّداً أن مدينة حلب هي الأكثر تضرراً، وأنهم بحاجة لمساعدة دولية
وبدورها، أعلنت وزارة الصحة السورية أن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 326 قتيلاً و1042 إصابة، في حين قالت وزارة الدفاع السورية إنها تستنفر جميع وحداتها ومؤسساتها في جميع المحافظات لتقديم المساعدة العاجلة للمتضررين، والبحث عن الأشخاص العالقين تحت الأنقاض، وإسعاف المصابين، وإزالة آثار الدمار.
كما شعر بالزلزال سكان كلٍّ من: لبنان والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض المناطق في مصر. وقالت هيئة الرصد الزلزالي العراقية، إن هزات ارتدادية ضربت مناطق في البلاد دون تسجيل خسائر.
وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بمنشورات نعي للعشرات من الضحايا السوريين في كلٍّ من: سوريا وتركيا، ونشرت صور العشرات من الضحايا وجثث الوفيات في مشفى عفرين العسكري في ريف حلب الشمالي بعد الزلزال، وأظهرت فيديوهات متداولة، دمار عدد من الأبنية المتجاورة، حيث لم يظهر مبنًى لم يصبه الضرر في الحي.
فيما تصدت فرق الإنقاذ للأمطار الغزيرة والصقيع بحثاً عن ناجين وسط أنقاض المباني المنهارة، جراء الكارثة التي لم تشهد البلاد مثيلاً لها منذ عقود.
