32.15°القدس
31.82°رام الله
30.53°الخليل
37.04°غزة
32.15° القدس
رام الله31.82°
الخليل30.53°
غزة37.04°
الخميس 25 ابريل 2024
4.71جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.78
عصام شاور

عصام شاور

تحليل سياسي أم اصطياد في المياه العكرة

النضال الفلسطيني ضد المحتل الإسرائيلي بلغ مبلغًا لم يكن يتخيله العدو في أسوأ كوابيسه، العدو الذي لم يكن ليقبل التعايش مع طفل يرمي الحجارة نراه الآن يحاول التكيّف والتعايش مع فصائل مقاومة تستخدم أسلحة مختلفة يمكنها الوصول إلى أي بقعة في فلسطين المحتلة، واستطاعت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة فرض معادلات للصراع تزداد تعقيدًا وشدة على المحتل في مراحل زمنية قياسية، ما جعل المقاومة تصبح قريبة جدًا من تشكيل خطر وجودي على الاحتلال، وهذا واقع تعترف به دولة الاحتلال والمجتمع الدولي.

أمام هذا الواقع وهذه الحقائق التي لا تقبل النقاش والجدال يأتي من بيننا من يحاول طمس الحقائق بلا دليل أو برهان، وعلى سبيل المثال ما فعله أحد المحللين السياسيين ممن شغلوا مناصب قيادية في منظمة التحرير، إذ استغلَّ عملية طعن نفذها طفل فلسطيني ليهاجم الفصائل المقاومة وخاصة في قطاع غزة ويتهمها شتّى التهم وكأنها تخلّت عن سلاحها ومقاومتها وتنتظر عمليات ينفذها أطفال فلسطين.

الفصائل الفلسطينية لا ترسل أطفالًا لتنفيذ عمليات، ولا تنتظر منهم ذلك، وكذلك لا تفعل الأسر الفلسطينية، ما يحدث حالات نادرة نتيجة تأثر بعض الأطفال في شدة الممارسات الوحشية لجيش الاحتلال التي تحدث في محيطهم سواءً في الأسرة أو في المجتمع الفلسطيني وتتناقلها  وسائل الإعلام، ومباركة الفصائل لتلك العمليات لا يعني تشجيع الأطفال على تنفيذها وإنما هي مباركة لكل عمل ضد الاحتلال الإسرائيلي تصدر حتى قبل معرفة هوية المنفذ وعمره وتفاصيل حياته.

العمود الفقري للمقاومة الفلسطينية هي الفصائل المقاومة  في قطاع غزة ولها قيادة معروفة، وتعمل ضمن برامج وخطط وقراراتها محسوبة، لأنها لم تعد تقاوم بحجارة وزجاجات حارقة، وإنما تحارب وتطلق الصواريخ والهاون والكورنيت ومضادات الطائرات وتستخدم الطائرات المسيّرة وغير ذلك مما تمتلكه من عتاد وأساليب نعلمها أو مما خفي علينا وعلى الآخرين، ولذلك لا يمكن ممارسة هذا الشكل من المقاومة يوميًا، أو كرد فعل على أي جريمة يقترفها العدو الإسرائيلي حتى لو كانت كبيرة من وجهة نظر الشارع الفلسطيني أو المحللين السياسيين أو حتى من وجهة نظر بعض قادة الفصائل المتعجلين.

أما المقاومة اليومية فيمارسها شعبنا الفلسطيني كما نرى في الضفة الغربية والقدس وهي لا تقلّ أهمية عن المقاومة التي ذكرناها، وقد تشارك فيها الفصائل بالضفة الغربية وقد تكون أعمالًا فردية أو جماعية، وذلك يعتمد على كمية القهر الكامنة في الصدور نتيجة ما يفعله جيش الاحتلال والمستوطنين وخاصة حين تقودهم حكومة إسرائيلية أكثر إرهابًا.   

المصدر / المصدر: فلسطين الآن